محمد نجار

لشهر رمضان المبارك عند السوريين عموماً وأهل الشام خصوصاً نكهة خاصة وطقوس مميزة، ولعل أطباق #الطعام الشهية تجعل من هذا الشهر الفضيل موسماً لتحضير أشهى الوجبات #الشامية، إلا أنه هناك صنف واحد لا يمكن الاستغناء من السفرة الرمضانية، وهو التمور وذلك اقتداءً بسنة النبي العربي بالفطور على التمر، حيث يفضلون تلك الأصناف القادمة من منطقة #الحجاز في الخليج العربي.

وكباقي السلع تشهد التمور ارتفاعاً جنونياً لتبدأ أسعارها من 800 ليرة سورية لتتجاوز بعض الأصناف سعر 5500 ليرة، كما تصل أصناف أخرى مبالغ أكبر من ذلك، لكن الارتفاع هذا كان مبرراً بوجود أصناف من التمور مثل تمر الخلاص والخضري والصقعي والبرجي، فهذه الأنواع تكون مرتفعة السعر في بلد المنشأ أي #السعودية فطبيعي أن يضاف لسعرها أجور الشحن والضرائب، لكن السوريون حرموا من هذه الأنواع هذا العام على حساب أنواع جديدة من التمور لم يعتادوا عليها بحسب وصف أبو صبحي (تاجر جملة في سوق الهال بدمشق).

يقول أبو صبحي لموقع الحل: ” ترافق ارتفاع أسعار #التمور هذا العام مع منع دخول التمور من الخليج العربي عموماً ومصادرة ما تم استيراده قبل شهر #رمضان، وخسائرنا كانت كبيرة جدا هذا العام حيث يتحضر كل التجار بشراء التمور منذ رجب وشعبان بكميات كبيرة، والغريب بالموضوع بأن حكومة النظام لم تمنع استيراد التمور من أي دولة، لكن الجمارك كان لها رأي آخر وكأنهم اتخذوا القرار بشكل منفرد”.

في سوق الهال الدمشقي الشهير تواصلنا أيضاً مع التاجر أبو محي الدين، الذي توارث مهنة بيع التمورعن والده، حيث أبدى امتعاضه وحنقه على هذا التلاعب الواضح من قبل أجهزة #النظام في خنق التجار الأصليين بدمشق وخلق طليعة جديدة من #التجار بحسب وصفه حيث قال: “من غير المعقول أن يسمح لبعض الأشخاص الذين يصورون أنفسهم بأنهم أبناء سوق وهم دخلاء على #المهنة بأن يستوردوا بضائع وسلع بكل سهولة في الوقت الذي يتم فيه مصادرة بضائعنا”.

ويتابع أبو محي الدين، “لعل كلمة السر بأنهم استوردوا #التمور من إيران ونحن نستورد من الخليج العربي”.

أبو أنس والذي يعرف بأنه شيخ #الكار في سوق الهال بمجال بيع التمور، شرح لموقع وضع تجارة #التمور في سوريا، قائلاً “أمام الإنتاج المتواضع للتمور المحلية التي لا تتجاوز 3 آلاف طن، والسوق يحتاج إلى أكثر من 10 آلاف طن، فإن معظم احتياج #السوق يتم استيراده من السعودية والامارات والعراق وأحيانا الأردن والجزائر، لكن هذا العام تم منح موافقات وإجازات لاستيراد مادة التمر من #إيران فقط بقيمة تقارب 2 مليون يورو وبكمية تقارب 3 آلاف طن، وأعتقد أنه بهذا المبلغ كان بمقدورنا استيراد 5 آلاف طن من أجود أنواع التمور في السعودية التي تعتبر الأجود في العالم”.

تمور الخليج أشبه بالمتفجرات!

يتعامل إعلام النظام مع موضوع التمور القادمة من #الخليج وكأنها مواد متفجرة حيث تنقل صحيفة الوطن المقربة من النظام، أن  مدير جمارك دمشق (سامر سعد الدين) أعلن عن ضبط شاحنتي تمور كانت تتجه لأسواق #دمشق، وأن مصدر هذه التمور دول خليجية، ولن يتم المصالحة على هذه المواد باعتبارها قادمة من دول غير مسموح الاستيراد منها.

في الوقت ذاته أكد مصدر طبي في مشفى #المجتهد أنهم استقبلوا حالات تسمم ناجمة عن توزيع مادة التمر في الأسواق، وقال المواطن أبو مصعب بأن التمور المنتشرة في الأسواق لا تحمل النكهة المعروفة للتمور التي اعتدناها، فالنكهة مفقودة في التمور القادمة من إيران، ويختم أبو مصعب كلامه بالقول: “ربما هو عامل نفسي أيضاً فعندما تضع حبة #تمر وتشعر بأنها قادمة من المدينة المنورة يختلف الشعور والنكهة عن طعم تمرة قادمة من أرض قتلة أطفالنا”، بحسب قوله.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة