حمزة فراتي

صدمات تتوالى على أهالي أحياء مدينة #دير_الزور العائدين من رحلة نزوح طويلة إلى منازلهم في الأحياء المدمرة أو شبه المدمرة (الشيخ ياسين، الحميدية، العرضي، الحويقة، الجبيلة، الصناعة) والتي خرجت مؤخراً من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش).

أولها صدماتهم كانت مرارة النزوح الطويل، تلتها المشاكل المتعلقة بانعدام الخدمات والخراب الكبير الذي تعرضت له منازلهم وممتلكاتهم نتيجة المعارك السابقة إضافة إلى البطالة والفقر عند عودتهم، وصولاً إلى بروز مشكلة القوارض والحشرات المنتشرة حالياً والتي باتت تشكل خطراً كبيراً عليهم.

يقول ساهر الفاضل 37 عاماً من حي الجبيلة (وأحد المدنيين الذين عادوا مؤخراً إلى المدينة) لموقع الحل، إن “التجمعات الكبيرة لأنقاض المباني المدمرة ووجود بقايا جثث لمدنيين لاتزال عالقة تحتها، تعد البيئة المناسبة لانطلاق الحشرات والقوارض وخاصة مع ارتفاع درجات حرارة الجو، كما أن تكدس النفايات والأوساخ وعدم إزالتها يساعد على انتشارها بشكل أوسع” وفق قوله.

وأضاف إن “بعض العائلات المتواجدة داخل الحي وعددها محدود، تركت منازلها وانتقلت إلى أحياء أخرى، لأن نسبة القوارض والحشرات مرتفعة جداً بداخل الحي كونه أكثر أحياء المدينة دماراً” وفق قوله.

وتابع حديثه بالقول “إن حالات العض التي تعرض لها بعض الأهالي من قبل الجراذين تكررت عدة مرات خلال الأسبوعين الماضيين، كان آخرها سيدة مسنة تعرضت للعض من قبل جراذين عند تنظيفها لمنزلها، حيث تم إسعافها مباشرة إلى مشفى الأسد لتلقي العلاج”.

ولفت المصدر إلى أن الأطفال هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالعض، وخاصة أولئك الذين يعملون بين الأنقاض لجمع النحاس وبعض المخلفات البلاستيكية والمواد الأخرى، حيث تم تسجيل أكثر من ست حالات تعرض فيها أطفال للعض أثناء عملهم خلال الشهر الماضي وفق المصدر.

انتشار القوارض داخل الأحياء المأهولة

لم تقتصر مشكلة ظهور القوارض والحشرات على أحياء المدينة المدمرة فحسب بل تعدته ذلك لتصل إلى أحياء المدينة المأهولة (الجورة والقصور)

تقول منى الحسن (من سكان الجورة) لموقع الحل، إن “القوارض تنتشر بشكل غير معقول في الحي، ونسعى لمكافحتها بشتى الطرق لكن دون جدوى، لأن إهمال الجهات المسؤولة واضح تماماً لهذه المشكلة” وفق قولها.

وتضيف الحسن لموقع الحل أنها “خلال أسبوع واحد قتلت 9 جرذان تسببت في منزلها بخسائر بينها إتلاف نقود، وقطع أسلاك الهاتف عن المنزل، والتسبب بعطب كهربائي كاد أن يؤدي إلى حريق، كما أبدت تخوفها من نقل تلك القوارض لأمراض وأوبئة خطيرة في حال عدم مكافحتها” وفق تعبيرها.

تتابع إن “المسؤولين عن المنطقة هم وحدهم يتحملون مسؤولية مكافحة القوارض الناجمة عن تكدس النفايات وطفح المجاري وكثرة الأماكن المهجورة، منعاً لانتشار الأوبئة والأمراض فنحن الأهالي لا نملك الإمكانات اللازمة لتنظيف مدينتنا”.

وسائل بدائية لمكافحة القوارض

لم تسلم الملابس والأثاث المنزلي أيضاً من عبث القوارض، حيث يلجأ معظم الأهالي إلى الوسائل البدائية لمكافحتها عبر شراء المصائد والسموم القاتلة للقوارض، مع أن سبب المشكلة يكمن في النفايات المتراكمة وشبكات المجاري، بحسب فاضل العيسى (من حي القصور) الذي تحدث لموقع الحل عن معاناتهم في الحي من هذه المشكلة، حيث قال “أصبح شغلنا الشاغل ليلاً ونهاراً أن نتوجه إلى السوق ونشتري المصائد الصغيرة البدائية والسموم المضادة للقوارض لمكافحتها في منازلنا لكن دون جدوى، فهي كثيرة جداً ولا تنفع معها هذه الوسائل، وتتلف كل شيء في المنزل من ملابس وفرش وأغطية وطعام” وفق قوله.

انتشارها مصدر ربح للبعض

وجد بائعو المصائد والسموم المكافحة للحشرات والقوارض فرصتهم الذهبية، بعد الارتفاع الملحوظ في مبيعاتهم خلال الأشهر الأخيرة.

يقول أبو فلاح (44 عاماً – صاحب محل لبيع مستلزمات مكافحة القوارض في شارع الوادي) لموقع الحل “مبيعاتنا ترتفع يومياً كلما تراكمت النفايات بداخل الأحياء، لأن هذا يعني تزايد أعداد القوارض والحشرات، فيقصدنا الأهالي لشراء المصائد والسموم لمكافحتها” وفق تعبيره.

لكنه يعترف أن هذه الآلات والسموم لن تقضي على الحشرات والقوارض المنتشرة في عموم أحياء المدينة إذا لم تقم الجهات المسؤولة بوضع حل جذري عبر إزالة الأنقاض والتخلص من النفايات والإكثار من حملات الرش بالمبيدات الحشرية، يختتم.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.