لماذا لا يعود أهالي ريف حلب اللاجئون في تركيا إلى ديارهم؟

لماذا لا يعود أهالي ريف حلب اللاجئون في تركيا إلى ديارهم؟

محمد وسام – موقع الحل

تشهد المعابر الحدوديّة هذه الأيام حركة كثيفة نتيجة تدفق السوريين من #تركيا إلى الأراضي السوريّة، وذلك وفق إجازة العيد، إلا أن معظم هؤلاء يعودون إلى تركيا رغم الاستقرار النسبي الذي تشهده مدنهم لا سيما في ريف #حلب الشمالي الشرقي في مناطق “درع الفرات” و”غصن الزيتون”.

وفق إحصائيات المعابر فإن نحو عشرة آلاف من الزوّار خلال فترة الأعياد العام الماضي فقط قرروا البقاء في مناطقهم، فيما قرر القسم الأكبر من الزائرين العودة إلى تركيا، رغم أن النسبة العظمى منهم هم من سكّان أرياف مدينة حلب الذي سيطر عليها “الجيش الحر” خلال المعارك التي دعمتها تركيا مؤخراً شمالي سوريا.

يقول باحثون في قضايا اللجوء إن اللاجئين في غالب الأحيان لا يعودون إلى ديارهم، بل يبقى معظمهم حيث بنوا حيوات جديدة أكثر أمناً ورخاء، هذا فضلاً عن أن السوريين لم يضمنوا استمرار الاستقرار النسبي الذي شهدته بعض المناطق وتحديداً في الشمال السوري.

“لا أستطيع البقاء هنا سأعود إلى تركيا بعد انتهاء الزيارة” يقول أحمد الحسين وهو أب في عائلة نزحت من مدينة #جرابلس إلى تركيا منذ نحو ثلاثة أعوام خلال سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش) على المدينة.

وعن الأسباب التي تمنع الحسين من العودة إلى مدينته مع زوجته وأطفاله الأربعة، يؤكد خلال حديثه لموقع الحل أن الاستقرار النسبي الذي تعيشه مناطق ريف حلب الشمالي الشرقي غير مضمون، ويقول “السلطة هنا لا تزال لأصحاب السلاح انا هنا منذ نحو أسبوع ويوميّاً هناك شجارات تستخدم فيها الأسلحة الناريّة الخفيفة، أحياناً تصل لمواجهات بين الفصائل بالأسلحة الثقيلة، لا أستطيع ضمان سلامة أطفالي هنا”.

الأمان، الاستقرار، غياب السلطة المدنيّة والخدمات، تلك الأسباب الرئيسية إذاً التي تقف عائقاً أمام عودة اللاجئين من أهالي مناطق ريف حلب الشمالي الشرقي إلى ديارهم، يضيف عليها أيضاً أحمد بأن تنظيم العمليّة التعليمية لا يزال في بدايته في أرياف حلب ويقول “جميع أبنائي مسجلين في المدارس التركيّة حيث نعيش في تركيا، يدرسون باللغة التركيّة ومن الصعب المخاطرة ونقلهم إلى المدارس هنا دون أن أضمن أنه لا رحلة لجوء جديدة بعد اليوم”.

وتعمل المؤسسات المدنيّة في مناطق درع الفرات على إنشاء مشاريع عدّة تشجع السوريين على العودة لقراهم وبلداتهم، يضاف إلى ذلك إعادة إعمار وإنشاء المرافق الحيوية من جديد، حيث “ساهمت الحكومة التركية في إنشاء العديد من المشافي والمدارس والمؤسسات الخدمية في المناطق التي سيطرت عليها في إطار معركة درع الفرات، كل ذلك كان سبباً في عودة آلاف العوائل السوريّة”، إلا أن القسم الأكبر من اللاجئين القادمين من تركيا يفضلون العود إلى بلاد اللجوء على الاستقرار مجدداً في بلادهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة