حسام صالح

في شهر تشرين الأول/ اكتوبر من العام 2003 قصفت طائرات إسرائيلية مواقع بالقرب من العاصمة دمشق، بحجة إيوائها معكسرات تدريب لحركة الجهاد الإسلامي “الفلسطينية”، حيث كانت هذه العملية هي الأولى من نوعها على الأراضي السورية بعد عقود من الهدوء، وكان قد سبق ذلك القصف قبل أشهر من العام نفسه تحليق 4 طائرات حربية اسرائيلية فوق منزل رئيس النظام السوري #بشار_الأسد في الساحل السوري على علو منخفض، في رسائل اسرائيلية واضحة برفض دعم الأسد لحزب الله وحماس وغيرها من فصائل “المقاومة”.

ولعل أولى الضربات الفعلية التي أحدثت الأثر الكبير، كانت في شهر آذار عام 2009، عندما شنت عدة غارات اسرائيلية على موقع “الكبر” في محافظة دير الزور، استهدفت حينها منشأة نووية قيد الإنشاء حسب ما ورد وقتها، دون أي رد يذكر، إلى أن اشتعلت الثورة في سوريا وباتت الغارات الإسرائيلية بمثابة الحوادث التي لاتتوقف، إذ تقول #إسرائيل أن الغارات التي تشنها تستهدف مخازن الأسلحة ومنشآت تهدد “أمنها” ومنع وصول الصواريخ والأسلحة إلى مليشيا حزب الله اللبناني، ودخول #إيران على خط الحرب الدائرة والخوف الإسرائيلي من تمدد مليشيا حزب الله وإيران في سوريا وإقامة القواعد العسكرية على حدودها، فزادت وتيرة القصف الإسرائيلي خلال العامين الماضيين وبدأت اسرائيل بالاعتراف بهذا القصف بشكل طبيعي.

في هذا التقرير سنسلط الضوء على القصف الإسرائيلي على سوريا خلال السنوات الأخيرة، وسرد الأماكن التي استهدفها القصف ورصد لأبرز خسائر النظام والميليشيات الموالية له جراء هذا القصف.

2015 عام الاغتيالات

في تاريخ 18 كانون الثاني من العام 2015، استهدفت غارة اسرائيلية في منطقة #القنيطرة، أدت لمقتل 6 عناصر لحزب الله، حيث أكد حزب الله حينها أنه من بين القتلى جهاد مغنية، ابن القيادي العسكري عماد مغنية الذي قتله تفجير في دمشق عام 2008، إضافة إلى ضابط في الحرس الثوري الإيراني، وقال مسؤولون في حزب الله، إن من بين القتلى القيادي الميداني محمد عيسى.

ليعود الطيران الإسرائيلي بتاريخ 29 حزيران من العام نفسه، ويقتل عنصرين لحزب الله وعدد من عناصر النظام في محافظة القنيطرة أيضاً، وبعدها بشهرين وتحديداً بتاريخ 21 آب، استهدفت غارة إسرائيلية جديدة منطقة الجولان والحصيلة كانت مقتل خمسة مدنيين بحسب إعلام النظام، في حين تحدث مصدر عسكري إسرائيلي عن مقتل أربعة أو خمسة مقاتلين مسؤولين عن إطلاق الصواريخ.

ولعل الضربة الكبرى التي تلقاها حزب الله في سوريا من حيث استهداف القياديين، كانت في 20 كانون الأول حيث استهدفت غارة صاروخية إسرائيلية منطقة جرمانا بريف العاصمة دمشق، ما أدى لمقتل سمير القنطار القيادي في الحزب، والذي كان  معتقلاً سابقاً في إسرائيل لنحو ثلاثين عاماً.

2016 تصعيد الغارات

في شهر شباط 2016، أفادت مواقع تابعة للنظام، بأن الطيران الاسرائيلي استهدف مواقع قرب مدينة #القطيفة بريف دمشق، التي تعتبر منطقة عسكرية تتواجد فيها تجمعات لمليشات حزب الله وقوات النظام، دون الإشارة إلى حجم الخسائر.

وفي 29 تموز، قتل عنصران من حزب الله وثلاثة من عناصر النظام السوري، إثر غارة إسرائيلية في محافظة القنيطرة.

حمل شهر أيلول تصعيداً من الجانب الإسرائيلي بعدد الغارات، ففي 10 أيلول  طائرات حربية إسرائيلية تغير على مواقع لمدفعية قوات النظام في ريف القنيطرة، وفي 13 أيلول قصفت إسرائيل مواقع سورية في الجولان بعد ساعات من نفيها إعلان قوات النظام إسقاط طائرتين اسرائيليتين إحداهما حربية في ريف دمشق، وأخرى للاستطلاع في ريف القنيطرة.

وفي 15 أيلول قال جيش الاحتلال إن طائراته هاجمت أهدافاً في سوريا للمرة الثانية خلال خمسة أيام بعد أن سقطت قذيفة مدفعية في هضبة الجولان مصدرها المعارك الدائرة في سوريا.

اليوم 18 من الشهر نفسه، ذكرت مواقع موالية للنظام أن ثلاثة على الأقل من أفراد مليشيا “فوج الجولان” الموالية للنظام قتلوا، وجرح عشرات في غارة شنتها طائرة إسرائيلية على مواقع في ريف القنيطرة.

وكانت آخر غارة في عام 2016 بتاريخ 7 كانون الأول، حيث استهدفت محيط مطار المزة العسكري غرب دمشق بصواريخ أرض-أرض.

2017 استهدافات متتالية لمطار المزة العسكري

مع بداية العام 2017 وفي تاريخ 13 كانون الثاني قصفت طائرات اسرائيلية مطار المزة العسكري بالعاصمة دمشق، واستهدف القصف حينها مستودعات للأسلحة، وأدى القصف لتدمير أجزاء من المطار ونشوب الحرائق، وعاود القصف الاسرائيلي بعد شهر (13 شباط)، حيث استهدف مطار المزة العسكري ومستودعات الصورايخ فيه، وتضاربت الأقاويل حول عملية القصف الأول ليقال أنه تم الاستهداف بصواريخ أطلقت من بحيرة طبريا، والرواية الثانية تقول أن الصواريخ أطلقتها طائرات حربية اسرائيلية من نوع “شبح أف 35” من داخل الأجواء الإسرائيلية.

في تاريخ 17 آذار، قال النظام السوري إنه أسقط طائرة إسرائيلية اخترقت المجال الجوي في منطقة البريج عبر الأراضي اللبنانية، واستهدفت أحد المواقع العسكرية باتجاه #تدمر في ريف حمص الشرقي، وتصدت لها وسائط دفاع النظام الجوي، وأسقطت الطائرة داخل الأراضي المحتلة، وأصابت أخرى وأجبرت غيرها على الفرار، وهو ما لم يرد له إثبات من أي طرف.

بعدها بشهر تقريباً، وبتاريخ 27 نيسان، قالت مواقع موالية للنظام إن انفجارات كبيرة وقعت في محيط الجسر السابع بالقرب من مطار دمشق الدولي فجراً، وسط ترجيحات أن تكون ناتجة عن غارة إسرائيلية، لكن إسرائيل التزمت الصمت واكتفت وسائل إعلامها بنقل الخبر عن مواقع للمعارضة السورية.

وفي8 أيلول، أكدت قوات النظام أن الطيران الإسرائيلي استهدف من الأجواء اللبنانية موقعاً عسكرياً بريف حماة وقتل عنصران، وهي منطقة يتهم فيها النظام بتطوير أسلحة كيميائية.

وكانت آخر الغارات الإسرائيلية على سوريا عام 2017 في شهر كانون الأول، حيث شنت طائرات إسرائيلية غارات على مواقع عسكرية تابعة لقوات النظام وحزب الله وميليشيات إيرانية في محيط بلدة الكسوة بريف دمشق الجنوبي الغربي، وقال النظام حينها إنه أطلق صواريخ دفاع جوية للتصدي للغارات، وتمكن من تفجير أحد الأهداف حسب وصفه.

2018 المواجهة الإسرائيلية الإيرانية

شهد العام 2018 تصعيداً من الجانب الإسرائيلي، ومن جانب النظام وحليفته إيران أيضاً وللمرة الأولى منذ بدايات استهدافه، حيث كانت البداية في 10 شباط حيث أعلنت إسرائيل شن ضربات “واسعة النطاق” استهدفت مواقع “إيرانية وأخرى تابعة للنظام” داخل الأراضي السورية، بعيد سقوط إحدى مقاتلاتها من طراز أف-16 في أراضيهاحيث أصيب أحد الطيارين الإسرائيليين بجروح خطرة بعد سقوط مقاتلته، وكانت تلك هي المرة الأولى التي يعلن فيها الجيش الإسرائيلي بشكل واضح ضرب أهداف إيرانية في سوريا، وجاء ذلك بعد إعلان الجيش الإسرائيلي عن إسقاط طائرة استطلاع إيرانية مسيّرة قدمت من سوريا واقتحمت الأجواء الإسرائيلية فوق منطقة بيسان.

في 9 نيسان، استهداف القصف الاسرائيلي قاعدة عسكرية تابعة للجيش السوري في محافظة #حمص وسط البلاد، موقعة 14 قتيلاً من قوات النظام والمسلحين الموالين له، بينهم ثلاثة ضباط سوريين ومقاتلون إيرانيون.

في شهر أيار، وفي يومي 3 و 5 شنت إسرائيل غارتين قرب دمشق، استهدفتا مركزاً للأبحاث العلمية في جمرايا بريف دمشق ومخزن أسلحة كبير ووحدة دفاع مضادة للطائرات، وقد أسفرت الغارتان عن مقتل 42 عنصراً لقوات النظام.

عاود القصف الإسرائيلي بعد أيام من نفس شهر أيار، حيث استهدفت الغارات الجوية مواقع لقوات النظام في منطقة الكسوة بريف دمشق، وقالت حينها وكالة أنباء النظام “سانا” أن الدفاعات السورية تصدت للصواريخ الإسرائيلية ودمرتها.

لتستمر الضربات في نفس الشهر، حيث استهدفت المقاتلات الإسرائيلية عدد من الاهداف العسكرية في سوريا، بعد قيام المليشيات الإيرانية المتواجدة في الجانب السوري بإطلاق قذائف صاروخية على أهداف إسرائيلية في منطقة الجولان.

وبحسب بيان للجيش الإسرائيلي، فقد أغارت المقاتلات الإسرائيلية على أهداف منها:مواقع استخبارية إيرانية يتم تفعيلها من قبل #فيلق_القدس، ومجمع عسكري ومجمع لوجيستي تابعيْن لفيلق القدس في الكسوة، ومعسكر إيراني في سوريا شمال دمشق، ومواقع لتخزين أسلحة تابعة لفيلق القدس في مطار دمشق الدولي، وموقع استطلاع ومواقع عسكرية ووسائل قتالية في منطقة فك الاشتباك، إضافة إلى تدمير المنصة التي أطلقت منها الصواريخ باتجاه إسرائيل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة