رهام غازي

يشهد سكان مخيمات اللجوء داخل #سوريا وخارجها معاناة كبيرة ونقص في المساعدات الغذائية والصحية، ويعيش النازحون هذا العام رمضاناً قاسياً ليس كأي رمضان مضى في مخيم #باب_السلامة الحدودي الواقع في ريف #حلب الشمالي على الحدود السورية التركية، حيث لا يصل إلى هناك أي نوع من أنواع المساعدات التي “تزعم” المنظمات الإغاثية تقديمها، بالإضافة إلى شح المياه وارتفاع الأسعار، والنقص الحاد في كافة أنواع الخدمات الإنسانية.

أوضح نزار نجار نائب مدير مخيم باب السلامة في حديثه لموقع الحل السوري أن المخيم يقسم إلى قسمين، قديم وجديد، يسكن في كل قسم 10 آلاف شخص، ويبلغ إجمالي عدد العائلات فيهما نحو 1620 عائلة يقطنون في 1458 خيمة، و 100 كرفانة، بالإضافة إلى 200 عائلة إضافية نزحت عند الأقارب.

أضاف نجار أن ظروف المعيشة في شهر رمضان داخل المخيم صعبة جداً، حيث لايوجد حتى اليوم أي مساعدات مقدمة للسكان، مشيراً إلى أن بعض المنظمات عملت خلال السنوات الماضية على تأمين وجبات الإفطار والسحور، إلا أن رمضان الحالي قاسٍ ويختلف عن جميع السنوات الماضية من حيث وجبات الإفطار والسحور الموزعة عليهم، حيث يقتصر توزيع المعونات على السلل الغذائية الشهرية وسلل النظافة التي توزع كل أربعة شهور.

من جانبها قالت أم محمد (30 عاماً من سكان حي السكري في حلب سابقاً): “المعيشة في المخيم باتت صعبة، والتحديات التي نعيشها كبيرة جداً ولايمكننا تحملها فالوضع سيئ من كافة الجهات”، مشيرة إلى أن جميع العائلات في المخيم لم تتلق سوى السلة الشهرية التي تحتوي على عدس ورز وزيت و2 كيلو سكر وبرغل، وهي غير كافية على الإطلاق.

وأضافت أم محمد أن المشكلة الكبيرة التي تواجه جميع سكان المخيم هي نقص الوجبات الغذائية في شهر رمضان، حيث يلجأ من لديه القدرة منهم إلى شراء المواد الغذائية الأساسية من الخارج، إلا أن هذا الأمر ليس بمقدور الجميع بسبب ارتفاع أسعار تلك المواد، حيث يبلغ سعر كيلو البندورة 300 ليرة سورية، وكيلو الباذنجان 400 ليرة، أما جرزة البقدونس والنعناع فيتراوح سعرهما بين 75-100 ليرة، وكيلو اللبن بـ500 ليرة، ما يجعل تكاليف تحضير أي طبق طعام مهما كان بسيطاً مرتفعة جداً ولاتقل عن 1500 أو 2000 ليرة.

ومن جانبها قالت أم مصطفى (34 عاماً) “والله برمضان ما وزعوا شي غير الخبز والسلة الغذائية الشهرية، كلشي عم نشتري من برا”، مشيرة إلى أن أكبر مشكلة لديها هي مشكلة تعبئة المياه المتسخة التي لا تكفي حتى للوضوء، حيث يأتي للفرد 20 ليتراً فقط، بالإضافة إلى قلة المواد الغذائية، قائلة “الأطفال بيحتاجو غذاء غير البرغل والرز”.

وأوضحت أم مصطفى أنها تعمل بالأشغال اليدوية وحياكة الصوف داخل المخيم مقابل أسعار رمزية من أجل تأمين الطعام لأولادها الأربعة الذين أصبحت مسؤولة عنهم بعد مقتل زوجها منذ عامين، ولعلاج ابنتها البالغة من العمر 9 سنوات والمصابة ببتر في القدم.

من الجدير بالذكر أن آلاف العائلات داخل المخيم تسكن في خيم متهالكة وقديمة، لاتقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف، ويعانون من شح في الغذاء والماء، وسط إهمال كبير من المنظمات الإغاثية والجهات المعنية ووسط عجز دولي لإيقاف مأساتهم وتوفير حياة كريمة لهم ولأطفالهم، والاهتمام بالجانب الصحي والحد من انتشار الأمراض السارية خاصة بين الأطفال.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.