المونديال في اللاذقية… ممنوع تشجيع السعودية

المونديال في اللاذقية… ممنوع تشجيع السعودية

اللاذقية – سلمى الخال

لم تغب السياسة وتحزبات محور الممانعة عن اجواء المونديال في مدينة اللاذقية، التي احتفت بالخسارة المدوية لمنتخب السعودية امام فريق “ابو علي بوتين” بخمسة أهداف مقابل لا شيء، فلم تهدأ أصوات الرصاص والقنابل الصوتية لمدة ساعة في الأحياء الموالية، التي أفرغ قاطنوها مخازن كاملة من الرصاص، وتجولوا في أرجائها مطلقين هتافات مناهضة لمنتخب “جبهة النصرة الوهابي”، كما يحلو للموالين تسمية الفريق الأخضر.

شوارع ومقاهي المدينة انغمست بدورها باستثمار الحدث، الأعلام مرفوعة والشاشات جاهزة لنقل جميع المباريات، أعلام الدول المشاركة تدلت أبضا عن شرفات المنازل وعلى رأسها علم المنتخب الروسي “الشقيق” كما يحبون مناداته، وعلى استحياء حضرت أعلام الدول العربية ، لكن علم السعودية اختفى بشكل نهائي من الحملة الترويجية، ولم يتمكن احد من الحاضرين في المقاهي إبداء مجرد تعاطف مع المنتخب السعودي كمنتخب عربي مشارك في المباراة، و إلا كان الضرب مصيره كما حصل مع مشجع في مقهى شناتا على الكورنيش الغربي.

إيران كانت لها حكايتها في هذا العرس الكروي، انقسام حاد ساد الأجواء أثناء حضور مباراتها مع المغرب، فالمؤيدون لم ينسوا بعد الصفعة التي تعرضوا لها من الفريق الحليف على ارضهم أثناء لعب منتخبهم للمباريات المؤهلة لهذه البطولة، والتي خاضتها إيران بشراسة ضد فريقهم، رغم قدرتها على إهداء المشاركة للفريق الحليف، بتساهل لاعبيها في الأداء، لكن على مضض تقبل الشبيحة فوزها، خاصة وأنها واجهت فريقاً عربيا، في وقت يعتبرون العروبة فيه أشد أعدائهم لأن منتسبيها كان السبب بخراب بلادهم بحسب ما اوردت تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وسائل الإعلام المؤيدة للنظام انساقت بدورها مع ما يحصل، مراسل فناة المنار في اللاذقية سومر حاتم، تجاهل في تقريره تماما ذكر اسم السعودية كمنتخب محتمل للتشجيع في المدينة، مكتفيا بذكر أسماء المنتخبات العربية الأخرى، كما ان المراسلين الميدانيين لقنوات النظام، وأثناء بثهم وقائع حضور المباريات وأجوائها، احتففوا بالفوز الروسي وكانه نصر دبلوماسي وليس مجرد رياضة تحتمل الفوز والخسارة، رياضة طالما هم بأنفسهم نادوا بفصلها عن السياسة، عندما كانت اعينهم متجهة إلى المشاركة في المونديال واحتاجوا اكبر قدر ممكن من الدعم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.