مراكز الإيواء في ريف دمشق.. ضغوط معيشية ووعود بإعادة قاطنيها إلى منازلهم

مراكز الإيواء في ريف دمشق.. ضغوط معيشية ووعود بإعادة قاطنيها إلى منازلهم

سليمان مطر – ريف دمشق

أنشأت قوات النظام على مدار السنوات الماضية مراكزاً لإيواء النازحين من المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في #ريف_دمشق، والتي شهدت حملات عسكرية واسعة من قوات النظام بهدف استعادتها، لاسيما في #داريا و #معضمية_الشام و #الغوطة_الشرقية، ليواجه النازحون في هذه المراكز صعوبات كبيرة في حياتهم اليومية، إضافةً لعجزهم عن تقرير مصيرهم فيما يخص بقائهم فيها، أو مغادرتها، وفرض أحكام قوات النظام عليهم بشكلٍ كامل.

وكانت قوات النظام قد بدأت بإنشاء مراكز الإيواء في ريف #دمشق، وحصلت على دعم مالي لتحسينها من منظمات دولية، منها ما هو تابع لـ #الأمم_المتحدة، وقد تم إنشاء مركز لإيواء النازحين في قرية #الحرجلة في #الغوطة_الغربية، حيث استقبل النازحين من مناطق داريا، معضمية الشام، #خان_الشيح، كما تم إنشاء مراكز مماثلة في مناطق #عدرا، و#الدوير، قبل أشهر خلال حملة قوات النظام العسكرية على الغوطة الشرقية، والتي تسببت بنزوح آلاف المدنيين.

الناشط محمد براء تحدث لموقع الحل عن الوضع المعيشي في مراكز الإيواء، التي يسكن فيها آلاف المدنيين في ظروف معيشية أقل من العادية، وفي مساكن غير مجهزة بالحد الأدنى من المتطلبات، خصوصاً في مركزي الدوير، وعدرا، حيث وُضع فيها النازحون من الغوطة الشرقية خلال حملة النظام الأخيرة عليها، بشكل عشوائي، بسبب الضغط الكبير وأعداد النازحين الكبيرة، أما في مركز الحرجلة الذي استقبل نازحي الغوطة الغربية وقسم من نازحي الغوطة الشرقية فالأوضاع أفضل نسبياً، حيث يهتم مجلس بلدة الحرجلة فيها بدعم من محافظة ريف دمشق التابعة لحكومة النظام، والتي قدمت مئات الشقق السكنية للنازحين بدعم من منظمات دولية معنية بالشؤون الإنسانية.

وأضاف براء أنّ المنظمات الأممية وبالتعاون مع منظمة #الهلال_الأحمر السوري تقدم مساعدات غذائية بشكل دوري، كل شهرين في مركز الحرجلة، أما في مركزي الدوير وعدرا فلا يوجد توقيت منظم للتوزيع، وتغلب العشوائية على تقديم المساعدات، كما أنّ تنوع مصادر الدعم فيها، بين منظمات خيرية سورية، و أخرى دولية تنسق مع حكومة النظام، يعتبر من أهم المشاكل التنظيمية في هذه المراكز.

و بحسب سلمى أبيض (قريبة لنازحين في مركز الدوير) فإنّ المساعدات الغذائية والإنسانية التي تقدمها المنظمات الدولية والمحلية، تغطي معظم حاجة النازحين في المراكز، من الغذاء، إلّا أنّ عدم توفر فرص للعمل، وحظر التنقل بشكل عادي على سكان هذه المراكز يسبب مشاكل اقتصادية كبيرة لهم، وباستثناء بعض الأسر التي تعتمد على الحوالات المالية من أقربائها في تسيير أمورها المعيشية، فإنّ معظم الأسر تعاني بسبب الضغط المالي، وارتفاع الأسعار بشكل عام في المنطقة.

ويعتبر التعليم في مراكز الإيواء مشكلة إضافية، حيث لا يتم تقديم خدمات تعليمية منظمة في المراكز، ولم يتم تسجيل كافة الأطفال في مدارس المناطق القريبة، وبحسب سعاد عبد الكريم (معلمة من داريا) فإنّ عدد كبير من الأطفال في مراكز الإيواء لم يحصلوا على فرصتهم التعليمية بسبب عدم إلزامهم بالدراسة، وعدم توفير أوضاع معيشية مناسبة تساعد الأهالي على تلبية احتياجات أبنائهم الخاصة بالتعليم.

ولم تحدد حكومة النظام المدة التي سيقضيها النازحون في المراكز، وقطع مسؤولو النظام أثناء زياراتهم للمراكز في أوقات مختلفة، وعوداً بعودتهم لمنازلهم، خلال فترة قريبة، إلّا أنّ هذه الوعود لم تتحقق، ولم يتم السماح بالعودة سوى لقسم من نازحي الغوطة الشرقية الذين كانوا في مركز إيواء الحرجلة، مطلع الشهر الحالي.

وبحسب ناشطين فإنّ أعداد المدنيين في مراكز الإيواء في ريف دمشق تجاوزت 50 ألفاً، معظمهم من أهالي الغوطة الشرقية، ولا زالوا ينتظرون الإذن من حكومة النظام للعودة إلى منازلهم، والخروج من “السجن” الذي وُضعوا فيه بسبب النزاع بين فصائل المعارضة وقوات النظام في مناطقهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.