محمد وسام

مئة يوم مرّت على سيطرة فصائل #الجيش_السوري_الحر على مدينة #عفرين، بعد إطلاق معركة #غصن_الزيتون التي أعلنت عنها #تركيا وأفضت إلى إنهاء وجود وحدات حماية الشّعب الكردية في المدينة.

ومنذ أن سيطرت تلك الفصائل على المدينة، حُرم أهلها من الأمان والاستقرار، فقد بدأت تلك القوّات التابعة لفصائل سورية معارضة منذ لحظة دخولها المدينة بعمليّات السّطو والسّرقة واستباحة ممتلكات أهالي مدينة عفرين، دون أي رادع، لا بل إنّ الأسابيع الماضية تصاعدت فيها الانتهاكات بحق أهالي المدينة وممتلكاتهم.

لا يكاد يمر يوم على مدينة عفرين دون أن تشهد المدينة انتهاكاً بحق أهلها، يتمثل بعمليّات السرقة والخطف والابتزاز، إضافة إلى اقتحام المنازل وإهانة أهلها من قبل مجموعات تتبع لفصائل الجيش السوري الحر بريف #حلب الشمالي.

“الجيش الحر يعتبر عفرين غنيمة” هكذا عبّر النّاشط الإعلامي ماهر أبو زيد عن حال المدينة، مؤكداً أن الانتهاكات في المدينة “بلغت حدّاً غير مسبوق، ولا يوجد أي جهة تستطيع أو حتى تريد إيقاف هذا البطش بحق المدنيين في عفرين وريفها”.

ويضيف أبو زيد خلال حديثه لموقع الحل أن انتهاكات المجموعات العسكريّة في عفرين لم تتوقف على عمليّات السرقة والسطو على ممتلكات المدنيّين، بل تعدّتها لتصل إلى اعتقال وخطف الأهالي ووجهاء المدينة، ويقول “الوضع في عفرين فوضى لا يمكن وصفها، الفصائل العسكريّة تدخل وتستبيح عفرين ثم تخرج دون أية محاسبة”.

يؤكد أبو زيد أن كثرة الفصائل المسيطرة في عفرين ساهمت بشكل كبير في الانفلات الأمني في المدينة إضافة إلى عدم وجود داعم لأهالي عفرين داخل صفوف الجيش الحر ويقول “أكثر من عشرين فصيلاً الآن موجودون في عفرين، فضلاً عن المجموعات العسكريّة التي تأتي من قرى وبلدات ريف حلب الشمالي، أهالي عفرين لا سند لهم، تلك المجموعات لا تجرؤ على فعل ذلك في اعزاز مثلاً لأن مئات الشبان فيها هم أصلاً عناصر في الجيش الحر”.

وفي آخر الانتهاكات التي تعرض لها أهالي عفرين كان نائب رئيس المجلس المحلي لبلدة الشيخ حديد “أحمد شيخو” توفّي قبل عشرة أيام عقب ساعات من إطلاق سراحه من قبل أحد فصائل الجيش الحر في البلدة، حيث أكّدت مصادر في المجلس أن شيخو تعرّض للتّعذيب خلال فترة اعتقاله بسبب تدخله في مشاجرة أطفال بسيطة في بلدة #الشيخ_حديد غرب عفرين.

كثيرة هي الانتهاكات التي ترتكبها فصائل الجيش الحر عامة وتلك المشاركة في عمليّة “غصن الزيتون” خاصة، لم تستطع عدسات الكاميرات والمنظمات الحقوقيّة توثيقها، يؤكد شيروان إبراهيم وهو أحد سكان المدينة بأن المجموعات العسكريّة واللصوص لا يزالون يقتحمون البيوت الفارغة وينهبونها قائلاً “في عفرين بشكل يومي بعد الساعة 12 ليلاً تبدأ أصوات السيارات والموتورات، وتكون مهمة العناصر المسلحة نهب البيوت والمحال التجاريّة.. بعض المجموعات تطرق الأبواب على الأهالي بحجة التفتيش وينهبون ما تقع أيديهم عليه، قدّمنا العديد من الشكاووى ولا أحد يريد أن يستمع”.

تلك الانتهاكات لم تكترث لها حتى الآن القوّات التركيّة لضبط أمن المدينة، بالرغم من توثيق منظمات دوليّة لها، خاصة وأن سيطرة الجيش الحر على عفرين وريفها جاءت بدعم مباشر من الجيش التركي في إطار عمليّة #غصن _زيتون، يقول شيروان “ما تفعله تركيا ظاهريّاً لا يمكن تفسيره إلا بهدف تهجير أهالي عفرين، حالة الحقد تزيد بين المكون الكردي والعربي مع الانتهاكات التي يمارسها الجيش الحر، يجب على تركيا التحرّك فوراً لضبط الأمن، وإلا فنحن أمام كارثة لن تحمد عقباها”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.