كشفت صحيفة لوموند الفرنسية في تقرير لها نشر بالأمس عن “مشروع سري لتنظيم #داعش يهدف إلى إرسال مراهقين انتحاريين سوريي المنشأ إلى #أوربا وإلى #فرنسا على وجه الخصوص لشن هجمات إرهابية”. وقد تمكنت الصحيفة من الحصول على شهادة جوناثان غيغوري، الجهادي الفرنسي العائد من سوريا والذي يمثل اليوم أمام قاضي التحقيق. حيث كشف الشاب الفرنسي البالغ من العمر 35 عاماً عن وجود مشروع سري لتنظيم الدولة الإسلامية مصادق عليه من قبل اثنين من قيادي داعش، وهما الأخوان كلين، يهدف إلى إرسال أطفال مجندين إلى أوربا.

إرسال الجنود الأطفال إلى أوروبا لا سيما فرنسا هو مشروع تبنته داعش وأخذته على محمل الجد وفق اعترافات جوناثان غيغوري الذي تم القبض عليه من قبل الجيش السوري الحر في بداية العام 2017، وهو يحاول الفرار من سوريا مع زوجته وطفليه، ذلك قبل أن تقوم تركيا بتسليمه إلى السلطات الفرنسية التي وجهت له بدورها تهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي مجرم. وقد تم الاستماع إليه عدة مرات ما بين شهر أيلول 2017 وشهر شباط 2018 من قبل الإدارة العامة للأمن الداخلي وقاضي التحقيق، حيث قدم جوناثان غريغوري نفسه كتائب مبدئياً استعداداً للتعاون.

وبحسب الصحيفة فإن غريغوري يعتبر من القلائل العائدين الذين كانوا يترددون على جان ميشيل وفابيان كلين المسؤولان عن دعاية تنظيم الدولة الإسلامية. فهما يعتبران من كبار القادة الفرنسيين في تنظيم داعش والذين لا يزالان على قيد الحياة. فصوت فابيان كلان وهو يتبنى هجمات الثالث عشر من نوفمبر 2015 في باريس لم يفارق بعد ذاكرة الفرنسيين.

مشروع طويل الأمد لتنفيذ هجمات في فرنسا

وتكشف لوموند أن كلا الأخوين هما من قام باقتراح هذا المشروع على قيادة داعش، حيث تؤكد شهادة جوناثان غريغوري بأن هذا المشروع قد دخل مرحلة التنفيذ فعلاً، ويؤكد جوناثان غريغوري بأن الهجمات المستقبلية لداعش في الخارج سيتم تنفيذها من قبل “أشبال الخلافة” الذين ترعرعوا في سوريا ومن ثم تم إرسالهم إلى أوربا وخاصة فرنسا ليقوموا بعمليات انتحارية. فبحسب هذا الجهادي الفرنسي فإن هذا المشروع “طويل الأمد” يتطلب الانتظار حتى يكبر الأطفال.

وبحسب ما أوردته لوموند في تقريرها، فإن جوناثان غريغوري قد كشف عن مشروع آخر لداعش يرمي إلى استهداف الأرياف الفرنسية “لبث الرعب”. فقد تم تصنيع طائرات بدون طيار من قبل جهادي فرنسي ليتم استخدامها بهجمات بمواد كيميائية تم استحضارها من #العراق.

مشروع ولد قبل انهيار داعش

وتبين لوموند في تقريرها بأنه بات دور المحققين من الآن فصاعداً التأكد من وجود هذا المخطط الجهنمي من عدمه ومعرفة مراحل تقدمه إن وجد فعلاً. فجوناثان غريغوري أكد أمام قاضي التحقيق بأن المشروع قد تم المصادقة عليه من قبل اللجنة التنفيذية في تنظيم داعش، بينما بيّن مصدر عن الاستخبارات الفرنسية لصحيفة لوموند بأنه ليس هناك شهادات مطابقة عن وجود مشروع “الأطفال الانتحاريين”.

من جهة أخرى، فإن معلومات جوناثان غيغوري عن هذا المشروع تعود إلى عدة شهور قبل اعتقاله وبالتالي قبل سقوط مدينة #الرقة عاصمة داعش في  شهر تشرين الأول من العام 2017 وما تلاه من تراجع إقليمي لتنظيم الدولة الإسلامية. كما أن أعضاء وقيادات التنظيم يتساقطون الواحد تلو الآخر وتطوى صفحتهم. فالأخوين كلين على سبيل المثال يعيشون اليوم شرق مدينة #دير_الزور مع العشرات من الأشخاص دون معرفة ما ينتظرهم. الأمر الذي ربما يغير مخطط داعش.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.