حمزة فراتي

 

يعيش المدنيون المحاصرون في المناطق التي لازالت تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش) بريف #ديرالزور الشرقي، تحت حصار خانق، أتى على جميع مناحي الحياة فيها، فتعداد المدنيين المتواجدين الآن في تلك المناطق بحدود 200 ألف نسمة، ضمنهم نازحون من محافظات أخرى (#حلب و#الرقة) ونازحون من #العراق أيضاً، يعيشون في ظروف غاية بالصعوبة والخطورة، فهناك حصار التنظيم لهم من جهة، وكذلك الحصار الذي تفرضه قوات سوريا الديمقراطية (#قسد) على مناطقهم من جهة أخرى، إلى جانب القصف الجوي والمدفعي الذي يتعرضون له بشكل يومي.

يقول سالم الحمدان (أحد المتواجدين في مناطق سيطرة التنظيم بريف الزور) لموقع الحل، إن “معاناة المدنيين المتواجدين في مناطق سيطرة التنظيم (والمتمثلة ببعض القرى والبلدات بريف مدينة #البوكمال إضافة لمدينة #هجين)، والتي تعد جيوبه الأخيرة في المنطقة، ازدادت بشكل كبير خلال الشهرين الماضيين، وخاصة بعد إعلان قسد استئناف المعارك ضد التنظيم، وإغلاقها للطريق المؤدي إلى مناطق سيطرته، ومنع دخول وخروج أي شيء منها وإليها، حيث لم تدخل أي مادة لتلك المناطق، لأن التجار الذين كانوا يجبلون البضائع لمناطق التنظيم وبموافقة منه، أصبحوا من المحاصرين أيضاً، ما أدى إلى ارتفاع كبير في الأسعار، وغياب الكثير من المواد الأساسية والخضار والفواكه”.

ولفت المصدر إلى حصول حالات تهريب محدودة للمدنيين بعيداً عن أعين الطرفين، وإن كانت مخاطرة كبيرة، خاصة أن التنظيم عمد إلى تعزيز تواجده في مناطق البادية، إلى جانب الانتشار الكبير للألغام والتي تزايدت وتيرة زراعتها من قبل عناصر التنظيم خلال الشهر الماضي في محيط كافة المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.

يواجه المدنيون نقصاً حاداً في المواد الغذائية وخصوصاً مادة الخبز وما فاقم معاناتهم أكثر هو تلف معظم محاصيلهم الزراعية (القمح والشعير) نتيجة سقوط بعض القذائف عليها والتي تسببت باحتراقها، إلى جانب فقدان الأدوية الذي أدى لانتشار بعض الأمراض، حيث تم تسجيل أكثر من 15 إصابة بالحمى المالطية في قرى #السوسة و#الباغوز خلال الشهر الماضي، وكذلك تسجيل أكثر من سبع حالات لشلل الأطفال، وسط نقص كبير في الخدمات الطبية، وافتقار المنطقة للأطباء والاخصائيين، خصوصاً مع ازدياد أعداد الإصابات جراء كثافة القصف الجوي المستمر، فمعظم الكوادر الطبية بين معتقل وقتيل ومفقود والبعض الآخر هرب بسبب سياسة التنظيم القاسية بحقه، وفق تعبيره.

وأشار المصدر إلى أن “الأهالي والمرضى لجؤوا إلى الطب البديل (#الطب_العربي) والاعتماد على أصحاب الخبرات الذين كانوا يعملون بالمشافي الميدانية، أو تكون معاينة المرضى عبر وسائل التواصل الإجتماعي التي يتم من خلالها ارسال التقرير الطبي للطبيب المقيم بالخارج أو وصف الحالة عن طريق الكتابة أو الرسائل الصوتية”ً.

كما لفت المصدر إلى تواجد عدد كبير من النازحين بين المدنيين المحاصرين في مناطق التنظيم، عدد كبير منهم من اللاجئين العراقيين، والذين قدموا أثناء العملية العسكرية على مدن القائم وعانة وراوة، دون أن يتمكنوا من العودة إلى منازلهم، أو النزوح إلى أماكن أخرى، إضافة لوجود نازحين من ريفي الرقة وحلب، وآخرين من مدينة البوكمال، والذين فروا من منازلهم قبيل سيطرة قوات النظام والقوات الموالية له عليها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.