“كانت رسالة #إسرائيل واضحة في تأكيد خطوطها الحمراء مراراً وتكراراً، وهي عدم رغبتها في التورط في الحرب الأهلية الدائرة رحاها في سوريا. لكن مع اقتراب القتال من حدودها الشمالية اليوم، ومع تدفق ما يقارب 11 ألف نازح سوري داخلياً إلى المنطقة المجاورة خلال الأيام الأخيرة، فإن الحفاظ على مثل هذه السياسة قد يشكل تحدياً” ذلك بحسب تقريرٍ نشرته صحيفة الواشنطن بوست.

وأكدت وكالة رويترز أن القوات الموالية للرئيس بشار الأسد والمدعومة جواً من قبل القوات الروسية يخوضون المعركة الأخيرة لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها مختلف المجموعات المتمردة. كما أعلنت الأمم المتحدة يوم الاثنين أن 270 ألف شخص فرّوا من ديارهم هرباً من عمليات القصف في محافظة درعا المجاورة.

وبحسب التقرير، فإن معظم الفارّين توجهوا نحو جارهم الجنوبي الآخر، وهو الأردن، الذي حافظ على بقاء حدوده مغلقة. لكن البعض منهم تحوّل نحو إسرائيل، في محاولة منهم الاقتراب قدر المستطاع من حدودها حيث يتابع الجيش الإسرائيلي الأحداث عن كثب، وحيث أشارت العديد من التقارير الصحفية أن المدنيين هناك يشعرون بالأمان النسبي.

وبحسب وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، قال في تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي: إن مراقبة الوضع تتم عن كثب، وأن إسرائيل عرضت المساعدة، لكنها لم تصل إلى حد القول أن بلاده سوف تصبح ملاذاً للسوريين.

وأضاف: “سنواصل الحفاظ على مصالح إسرائيل الأمنية. وكالعادة، نحن مستعدون لتقديم أي مساعدات إنسانية للنساء والأطفال، لكننا لن نقبل أي لاجئ سوري في أراضينا”.

وفي ضوء ما يحدث على الحدود، أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأحد تعزيز وحداته المدفعية والمدرعة في المنطقة.

وبحسب التقرير، خاضت إسرائيل الصراع السوري بشكل متقطع فقط من أجل تقليص نفوذ إيران المتنامي في المنطقة أو التعامل مع انتشار المعارك على طول حدودها. وقد دأبت إسرائيل باستمرار على عدم استقبال اللاجئين في أراضيها بالرغم من النداءات الدولية.

لكنها في الوقت نفسه نشطت في تقديم المساعدات الإنسانية والخدمات الطبية لأولئك الذين وصلوا إلى حدودها. فقد أنشاً الجيش الإسرائيلي مستشفى ميدانياً في مرتفعات الجولان المحتلة قبل عام، ذلك بالتعاون مع وكالة المعونة الدولية كجزء مما تسميه عملية الجيرة الطيبة، رغم أن الجيش قد قدّم مساعدات سرية من قبل.

وبحسب ادعاءات الجيش الإسرائيلي، فقد تلقى ما يقارب 6000 مدني سوري العلاج خلال العام الماضي، كما زار الآلاف المستشفيات الإسرائيلية. ونقلت كميات هائلة من الأغذية والوقود والمعدات الطبية الأساسية إلى السكان السوريين على طول حدود إسرائيل.

أما عن تدفق المدنيين نحو الحدود الأسبوع الماضي، فقال الجيش الإسرائيلي إنه زاد من هذه الجهود. فقد أرسلت مئات الخيام يوم الجمعة مرفقة بالمساعدات الغذائية الإضافية وغيرها من المواد. وفي يوم السبت سمح لستة سوريين من بينهم أربعة أطفال بالعبور إلى إسرائيل لتلقي العلاج الطبي الطارئ.

بالرغم من ذلك، يرى البعض أن إسرائيل لا تفعل ما يكفي. فقد كتب بيتر  ليرنر، المتحدث العسكري السابق في صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، أن سياسة ليبرمان الخاصة بعدم قبول اللاجئين مشكوك بها أخلاقياً. وقال: “يجب على إسرائيل أن تستثني سياسة عدم الدخول الخاصة باللاجئين، وخاصة الأطفال الأيتام الذين هم في أمس الحاجة. وإذا لم تسمح لهم إسرائيل بالدخول، فيجب على الأقل إنشاء منطقة آمنة على الجانب الشرقي من الحدود “.

أما موشيه زيمرمان، وهو مؤرخ في الجامعة العبرية في القدس، فقال: “لن تفتح إسرائيل أبوابها للاجئين السوريين طالما بقيت سوريا دولة معادية. ولكن بناء على العقيدة اليهودية وماضيها، كان يجب على إسرائيل فتح حدودها منذ زمن بعيد” على حد قوله.

وأضاف: لدى إسرائيل خياران أمام التطورات الأخيرة، فتح حدودها أو دفع المجتمع الدولي لإنشاء منطقة في جنوب سوريا حيث يمكن لإسرائيل تقديم المساعدات الطبية وغيرها من وسائل الدعم لهؤلاء الفارين من القتال.

وأكدت غال لوسكي _ وهي مؤسسة ومديرة تنفيذية في منظمة الطيران الإسرائيلي غير الربحية والتي لعبت دوراً أساسياً في الحصول على المساعدات من إسرائيل إلى سوريا _ أن مثل هذه المنطقة ضرورية لأن إسرائيل هي نقطة الوصول الوحيدة لمساعدة هؤلاء الأشخاص.

وقالت: “لا أعتقد أن على إسرائيل استقبال هؤلاء الناس، لكن عليها أن تتأكد من وجود منطقة عازلة كافية بحيث يمكن أن تكون آمنة”، وأضافت: “لا تتحمل النساء ولا الأطفال أي مسؤولية عن هذا الوضع، ونحن بحاجة إلى القيام بما يمكننا فعله الآن، لأنني لا أعرف ما إذا كان بإمكاننا الوصول إليهم في الأشهر المقبلة”.

من جانبه أشار قائد عملية الجيرة الطيبة أنه من السابق لأوانه معرفة ما سيحدث في الأيام أو الأسابيع القادمة مع استمرار القوات السورية في هجومها. وقال: “من الممكن أن يكون هناك وقف لإطلاق النار، ما نحتاجه هو الانتظار والانتظار” وأضاف: “لكنني اعتقد أننا سوف نستمر في تقديم المساعدات طالما أنهم يطلبون مساعدتنا وطالما يمكننا تقديمها”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة