حمزة فراتي

ظروف الحصار القاسية التي يعيشها المدنيون في مناطق لازالت تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش) بريف #ديرالزور، وفقدان معظم مقومات وجوانب الحياة وأهمها الجانب الطبي، دفعهم لإيجاد حلول بديلة، حيث يلجأ الأهالي حالياً إلى التداوي بالطب البديل أو ما يعرف بالطب العربي، في ظل تدهور القطاع الصحي وفقدان الأدوية والمستلزمات والكادر الطبي.

وفي قرية #السوسة بريف #البوكمال حوّل عثمان الصلاح (طبيب الأعشاب) بيته إلى عيادة للطب العربي، يستقبل فيه المرضى، الذين يأتون يومياً من القرى المجاورة وينتظرون دورهم لتلقي العلاج لانعدام المراكز والمشافي في المنطقة.

وقال الصلاح في حديث لموقع الحل إنه تمكن من علاج العديد من الأمراض مثل حبة السنة والأكزيما والروماتيزم والأمراض الصدرية وضغط الدم ومعالجة الوهن والضعف العام، وبعض الإصابات الناتجة عن القصف أيضاً، مستخدماً الأعشاب في ذلك، مبرزاً تحاليل طبية لحالات مستعصية لمرضى عالجهم في وقت سابق، وتماثلوا للشفاء بفضل الأعشاب التي وصفها لهم، وفق قوله.

مضيفاً، أن الأعشاب الطبية هي مصدر الدواء الناجع لكل داء وهناك نباتات طبية تحتوي على أكثر من مادة فعالة وبالتالي لها عدة استطبابات في آن واحد، وقد غابت المعالجة بالأعشاب الطبية لفترة من الزمن بسبب انتشار الأدوية الكيميائية، ولكن الآن عاد الناس إليها الآن نتيجة لانقطاع الأدوية وغلاء أسعارها أن وجدت، في ظل الحصار المفروض على المنطقة.

وأوضح عمران الأحمد أحد المرضى من قرية #الباغوز لموقع الحل، أنه “كان يعاني من سعال شديد، وأتى إلى عيادة الطب العربي لأنه لا يستطيع الذهاب إلى المشافي الموجودة خارج مناطق سيطرة التنظيم، لأن الأخير يمنع ذلك تحت طائلة العقاب والمحاسبة”، مشيراً إلى أن عثمان الصلاح وصف له عشبة إكليل الجبل، ليشرب مائها بعد غليها.

الحاجة أم علي 50 عاماً من قرية #أبو_الحسن، تعاني من أمراض عديدة، تصف معاناتها قائلة: “أعاني من ارتفاع ضغط الدم بالإضافة إلى الروماتيزم وعليّ شراء الأدوية باستمرار ولكنني في أغلب الأوقات لا أملك ثمنها لذلك ألجأ إلى المعالجة بالنباتات والخلطات العشبية”.

جاسر الخلوف 37عاماً، من مدينة #هجين هو أب لستة أبناء يقول لموقع الحل إن “ظروف الحصار التي نعيشها الآن تعد بيئة مناسبة لانتشار أمراض عدة، في ظل انعدام الرعاية الطبية والصحية، والمعاناة تكبر بصعوبة تأمين الأدوية من حيث إدخالها للمنطقة فقسد تمنع دخول إي شيء، وإن وجدت فأسعارها مرتفعة جداً وأنا بالكاد استطيع تأمين الخبز لعائلتي، لذلك ألجأ إلى طب الأعشاب لأداوي أولادي من الأنفلونزا والسعال والالتهابات وغيرها من الأمراض” وفق تعبيره.

يقول الطبيب يوسف العاني 45 عاماً من مدينة البوكمال لموقع الحل إن “الأعشاب الطبية هي عقاقير من أصل نباتي وتحتوي مواد فعالة ولكن يجب أن يكون تناولها بحرص شديد ويجب أن تكون جرعاتها محسوبة بدقة فبعض الأعشاب لها مضار ومساوئ على الرغم من كونها طبيعية، وقد انتشر التداوي بها في الأشهر الأخيرة بداخل مناطق سيطرة التنظيم التي يعيش المدنييون فيها بظروف غاية بالصعوبة، نتيجة الحصار المفروض عليهم، حيث أن هذه الأعشاب رخيصة نسبياً ويمكن أن تزرع من بذور تم جمعها من البراري أو تم شراؤها بثمن زهيد”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.