سلمى الخال – اللاذقية

يفترش إبراهيم أرض أحد أروقة مشفى #تشرين الجامعي منذ ثلاث ساعات، على أمل أن يعرف سبب تأجيل موعد زوجته التي وعدها به الأطباء، لتخطيط الأعصاب خلال عشرين يوماً، فمضت ثلاثة أشهر ولم يأت دورها، ولا يعرف إبراهيم ما السبب، قائلاً “اعتقد لأننا فقراء” هذا ما استنتجه في نهاية حديثه.

الإهمال الذي يتعرض له إبراهيم ليس حالة فردية في مشفى تشرين الجامعي، الجهة المجانية الوحيدة التي تستقبل #المرضى إلى جانب المشفى الوطني.

وتعتبر مشفى تشرين مقصداً لفقراء المحافظة غير القادرين على زيارة #العيادات الخاصة للأطباء، ويلجؤوا للمشفى كحل يناسب إمكانياتهم المادية، لكنهم يصدمون بأطباء لا يفوتون الفرصة دون أن يطلبوا منهم مراجعتهم في عياداتهم لإتمام مراحل #العلاج، رغم درايتهم التامة بحالة المراجعين المادية الصعبة، بحسب ما ذكر أحدهم.

الأجهزة #الطبية المعطلة تزيد الوضع سوءاً، فجهاز وظائف #الرئة معطل منذ أكثر من سنة دون أن تكلف الإدارة نفسها السعي لإصلاحه، وأجهزة التصوير والطبقي محوري أيضاً تعمل لكن بشق الأنفس، كما أن نقص الكوادر الطبية يعتبر من إحدى أزمات #المشفى، حيث يخلو من غالبية اطباءه بعد الساعة الثانية عشرة ظهرا، نظرا لتوجههم لأعمالهم الخاصة.

وتقول إحدى #الممرضات إن “المشفى ذاهب إلى الهاوية لا محالة، بسبب تخفيض المبالغ المخصصة له شهريا من قبل حكومة النظام، بالإضافة لهروب مابين أربعة لخمس أطباء شهريا خارج البلاد، تاركين ما يزيد عن 600 مراجع يومي لقسم الإسعاف و500 آخرين لقسم العيادات إلى خريجين جدد أو طلبة ماجستير يقترفون أخطاء كارثية لا يتم الكشف عنها.

وأكد أحد المراجعين لموقع الحل، أنه في إحدى المرات، ارتفعت حرارته وتجاوزت 41 درجة، ذهب على إثر ذلك إلى المستشفى، وبقي ينتظر في الخارج عدة ساعات دون أن يكترث به أحد من الفريق الطبي، لافتاً إلى أن الممرضات يتحدثن مع #المراجعين باستعلاء، “إلا إذا وضعت المعلوم بيدها من #الأموال ليلفت نظرها إليه، أما الأطباء لا أريد الحديث عن مزاجهم وتعاملهم معنا”، حسب قوله

يشار إلى أن الواسطة تبقى سيدة الموقف في هذه #المستشفى، فإن كان لك صلة بمديره فأنت سعيد الحظ، أما إن كنت تعرف ممرضة هناك فأمورك ميسرة بشكل أكبر، بحسب المراجعين

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.