منار حدّاد

سيطرت قوات النظام يوم الجمعة الماضي على “معبر نصيب” الحدودي الذي يربط بين #سوريا والأردن، والذي يُعتبر من أهم المعابر في منطقة الشرق الأوسط على الإطلاق.

وجاءت السيطرة بموجب اتفاق تم التوصل إليه، بين المعارضة السورية المسلّحة في الجنوب وقوات النظام بإشراف روسي، انتهى بسيطرة النظام على ريف #درعا الشرقي حتى الحدود الأردنية ومعبر نصيب.

وتُعتبر السيطرة على هذا المعبر، واحدة من أهم دوافع النظام وحليفه الروسي بالزحف نحو الجنوب السوري، نظراً لأهميّته #الاقتصادية وحتّى السياسية.

ويرصد “موقع الحل” في هذا التقرير، المزايا الكبيرة لهذا المعبر، والفوائد الاقتصادية التي من المتوقع أن يجنيها النظام إثر سيطرته عليه.

أهم معابر الشرق الأوسط

أُنشأ معبر “نصيب” الحدودي، عام ١٩٩٧ ويقع على بعد ١٢ كيلو متر جنوبي مدينة درعا، بين بلدة نصيب الحدودية السورية وبلدة جابر الأردنية التابعة لمحافظة المفرق، ويبلغ حجمه ٢٨ كيلو متر مربّع.

يُعتبر “نصيب” واحداَ من أهم معابر الشرق الأوسط إن لم يكن أهمّها على الإطلاق، حيث تنبع أهمّيته من كونه يصل بين سوريا والأردن، وبالتالي فإنّه يصل البحر المتوسط بالخليج العربي، ويشكّل نقطة #التجارة الرئيسية بين هذين البحرين، حيث يمثل أهمية كبرى لسوريا والأردن على حد سواء، فبالنسبة لسوريا، فإنه يسمح بمرور بضائعها نحو الخليج، وبالنسبة للأردن فإنّه يعتبر بوابتها الوحيدة نحو البحر المتوسط، ونحو أوروبا عبر تركيا.

حاول النظام استخدام كل الوسائل للتمسك بالمعبر، فعلى الرغم من سيطرة “الجيش السوري الحر” على مساحات واسعة من محافظة درعا إلا أن النظام تمسك بالمعبر ولم يغادره حتى سيطرت عليه قوات المعارضة عام ٢٠١٥ بعد معارك عنيفة.

عقب سيطرة #المعارضة، أٌغلق المعبر من الجانب الأردني، واشترط الجيش الحر على الحكومة الأردنية حصوله على جزء من الأرباح مقابل إعادة فتح المعبر وضمان أمن البضائع، حيث تقول الحكومة الأردنية إن “خسائرها بسبب إغلاق هذا المعبر تجاوزت ١٠ مليار دولار، وفقاً لغرفة #التجارة الأردنية، في حين يقدر خبراء خسائر النظام السوري جراء الإغلاق بنحو ١٠ مليون #دولار يومياً.

ووفقاً لرئيس هيئة مستثمري المنطقة الحرة (نبيل رمان)، فإن “70% من طعام ومستوردات وصادرات #الأردن، كان طريقها من سوريا”، وأضاف في تصريحٍ سابق لوكالة الصحافة الفرنسية، أن “معبر نصيب شريان #الحياة بالنسبة لنا مع الدول الأوروبية ودول الخليج.

فوائد للنظام السوري

الباحث الاقتصادي (يونس الكريم) تحدّث لـ “موقع الحل” عن الفوائد التي من المُفترض أن يجنيها النظام إثر السيطرة على هذا المعبر.

وقال الكريم: “إن استفادة النظام تأتي على عدة أصعدة، أولها فتح بوابة حكومة النظام أمام العالم الخارجي من خلال هذا #المعبر، مستغلّاً سوء العلاقات الخارجية للبنان بسبب سياسات حزب الله وسيطرته على البرلمان، ما جعل الدول تعيد حساباتها قبل التعامل معه، وهو ما يُتيح لتحوّل #اللاذقية وطرطوس إلى بوابة البحر المتوسط بدلاً من بيروت” موضحاً أن هذه الاحتمالية يزيد منها أن ميناء طرابلس اللبناني صغير ولا يمكن الاعتماد عليه في عمليات التصدير والاستيراد الضخمة”، مشيراً أن “قبول التيارات السياسية #الأردنية بفتح الحدود مع النظام يزيد من إمكانية تنشيط النظام لهذا المعبر بكثافة”.

ويضيف عبد الكريم، “أما الاستفادة الثانية التي سيحققها النظام، فتنطوي على أن الأسد سيبدأ بتحسين علاقاته مع الأردن على مبدأ المنفعة المُتبادلة، ليفتح الطريق تدريجياً أمام عودة الاستثمارات #الخليجية انطلاقاً من الأردن، وربّما بوساطته.

أما النقطة الثالثة، فتتمثّل بأن فتح المعبر سيكسر الرفض الدولي للتعامل مع النظام، وسيجعل معظم الدول تورد البضائع إلى #سوريا بشكلٍ رسمي، ما ينعكس على أسعارها في الداخل السوري، مشيراً إلى أن سوريا تحتوي على جميع البضائع ولكنها لا تُستورد بشكل رسمي لذلك فإن أسعارها مرتفعة، إضافةً إلى توقّع ارتفاع قيمة الليرة السورية بسبب واردات المعبر وفتح المجال أمام تصدير #الحمضيات إلى خارج البلاد، والهدف من هذه النقطة هو بيع الحمضيات بالليرة السورية وتنشيط الطلب عليها.

ترحيب أردني

اعتبرت السلطات #الأردنية، أن “انتشار قوات النظام على الحدود بين سوريا والأردن حتى معبر نصيب، سيعمل على ضبط الحدود بين البلدين”.

وقال قائد المنطقة الشمالية الأردنية العميد الركن (خالد المساعيد): “إن سيطرة القوات السورية على الحدود سينعكس إيجابا على البلدين من الناحيتين الأمنية والاقتصادية، خصوصاً وأن القوات المسلحة #الأردنية قامت بهذه المهمة طيلة فترة الأزمة السورية”.

وفيما يخص توقيت افتتاح المعبر والحدود بين البلدين رسمياً، أجاب المساعيد، أن “هذا الحديث أمر مناط بالدولة الأردنية ومستوياتها السياسية، وإذا تم القرار فسيتبع ذلك ترتيبات أمنية”، وذلك وفقاً لحساب القوات الأردنية على تويتر.

وتضرّرت الأردن اقتصادياً بشكلٍ كبير جراء إغلاق هذا المعبر، حيث يُعتبر رئتها الوحيدة على البحر المتوسط وتصدّر عبره معظم بضائعها ومنها خضار الغور.

وتراجعت واردات الأردن من سوريا العام الماضي بنسبة 99.6%، إذ بلغت 152.3 مليون #دولار، مقابل 260 مليون دولار للعام 2013، فيما بلغت الصادرات الأردنية إلى السوق السورية 200.4 مليون دولار العام الماضي و135.2 مليون دولار للعام 2013.

دور المعبر في إعادة الإعمار

ومن المفترض أن يأخذ معبر “نصيب” دوراً في عملية “إعادة الإعمار” في البلاد، وفقاً لما يرى الباحث يونس الكريم قائلاً: “إن المعبر سيتحول إلى بوابة لنقل الحديد والخردة والأنقاض إلى #الأردن ليتم إعادة تدويرها هناك”.

وأضاف الكريم، أن معظم #الشركات التي سوف تساهم في إعادة الإعمار ليس لديها ثقة بلبنان مُقارنة بالثقة التي تحظى بها الأردن، وهو ما قد يدفع الشركات الكبرى للعمل مع النظام ولكن عبر وساطة أردنية لتكون الأردن هي واجهة التعامل ألا أن النظام هو المستفيد.

كما أشار الكريم إلى أن افتتاح المعبر قد ينشّط فكرة قيام النظام باستيراد مشتقّات النفط من الخليج عبر #الأردن، وذلك للخروج من تحت رحمة إيران، التي تفرض شروطاً قاسية وسيادية على النظام مقابل إرسال #المحروقات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة