يوقع عشرات الضحايا ويحول الأفراح لمآتم: الرصاص العشوائي أصبح ظاهرة “لا تُطاق” لدى أهالي ريف حلب

يوقع عشرات الضحايا ويحول الأفراح لمآتم: الرصاص العشوائي أصبح ظاهرة “لا تُطاق” لدى أهالي ريف حلب

محمد وسام – وقع الحل

قد تكون في نزهة تسوّق أو في رحلة العودة إلى منزل بعد يوم عمل شاق وأنت تسير في شوارع أحد مناطق ريف #حلب الشمالي، لتسمع فجأة دوي مئات الرصاصات وكأن معركة اندلعت في تلك المنطقة، توقف! إنه حفل زفاف أحدهم أو ربما تشييع لقتيل.

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة إطلاق الرصاص العشوائي في قرى وبلدات ريف حلب الشمالي، في حفلات الزفاف وفي المناسبات السعيدة وحتى الحزينة منها، حيث يشرع بعض الأهالي بإطلاق الرصاص باستخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة أحياناً ابتهاجاً، وغضباً في بعض الأوقات، الأمر الذي ينعكس سلباً على الأهالي لا سيما وأن تلك الظاهرة تنتشر أيضاً في المناطق السكنيّة.

“الأمر بلغ حداً لا يطاق” يقول أحمد العزيزي معبراً عن سخطه من توسع ظاهرة إطلاق النار ويشير إلى أن إطلاق الرصاص هذا يتسبب بوقوع العديد من الضحايا إما عبر الإصابة المباشرة بالرصاص أو حالات الذعر التي تنتج عن إطلاق الرصاص الذي يكفي لفتح معركة في بعض الأحيان.

ويضيف العزيزي خلال حديثه لموقع الحل: “منذ أيام أصيبت امرأة وطفلها بأعيرة ناريّة في مدينة #جرابلس، خلال حفل زفاف أحد شباب المدينة، إطلاق الرصاص لم يتوقف لثلاث ساعات متتالية، آلاف الرصاصات أطلقت في تلك الليلة وكأن معركة بدأت، حالات الذعر أصابت عشرات المدنيّين، هذا الأمر غير معقول، أفراح البعض قد تحول حياة ناس آخرين إلى مناسبات حزن”.

وعن هذه الظاهرة يقول الملازم في الشرطة والامن الوطني (حسين الأحمد) لموقع الحل “بالنسبة لظاهرة إطلاق النار بكافة المناسبات أصبحت منتشرة بشكل غير طبيعي، الشرطة لا تستطيع ضبط هذه الحالة لانتماء اغلب مطلقي النار لفصائل عسكرية ومجرد أنك قمت باعتقالهم ربما تحصل مشاكل كبيرة بين الجهات العسكريّة.

ولفت الأحمد إلى أنه “يومياً يحصل أكثر من مئة حالة إطلاق نار، وهذا الأمر يستحيل ضبطه.. غياب الوعي لدى الشباب والأطفال الذين يحملون السلاح عن مدى خطورة هذا الأمر يزيد من صعوبة السيطرة على هذه الظاهرة”.

وأكد الملازم أحمد على ضرورة تعاون كافة قيادات الجيش السوري الحر للحد من هذه الظاهرة، على أن تقوم كل قيادة بضبط عناصرها ومعاقبتهم بحزم إزاء تلك التصرفات غير المسؤولة.

ووثقت الجهات الطبيّة مئات الإصابات بين صفوف المدنيين بفعل إطلاق النار العشوائي بريف حلب، وبحسب مصادر طبيّة فإن أكثر من 500 مدني أصيبوا خلال الأشهر الخمسة الماضية بفعل إطلاق الرصاص العشوائي.

يقول أمين صبّاغ (طبيب يعمل في أحد المشافي الميدانيّة في اعزاز): “وثّقنا إصابة مئات المدنيين بشظايا رصاصات، معظمها كانت إصابات طفيفة، إلا أن بعض المصابين لا يزالون حتى الآن يتلقون العناية لمعالجة جراحهم، في ليلة نجاح أردوغان بالانتخابات التركيّة أصيب أكثر من 50 مدنيّاً معظمهم من الأطفال جراء إطلاق الرصاص طوال تلك الليلة وباستخدام أسلحة متعددة”.

ورغم القوانين العديد التي أصدرتها قيادات الفصائل والتعاميم من قبل الشرطة الوطنيّة والأمن العام، إلا أن الجهات الأمنية فشلت بالحد من تلك الظاهرة، لا بل إن الظاهرة توسعت خلال الأسابيع الماضية، إذ لا تمض مناسبة سعيدة أو حزينة في قرى وبلدات ريف حلب الشمالي دون استخدام الأسلحة وإطلاق الرصاص لتبقى كل تلك القرارات حبراً على ورق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.