فتحي أبو سهيل

كان يقال عنها إنها لا تنام. إلى اليوم ومنذ 7 سنوات لم تعد كذلك، #دمشق تنام في تمام الساعة التاسعة مساءاً، تغلق الأسواق وأغلب المحال التجارية، وقد تستمر بعضها للساعة 11 ليلاً، لكن أن تجد ماتريد أن تشتريه ولو في سوبر ماركت، سيكون صعباً جداً بعد الساعة الـ12 ليلاً، حتى في المولات الكبيرة.

تنطفئ الأضواء، وتخف الحركة في الشوارع بنسبة 99%، فمن الصعب جداً أن يجد شخص سرفيس، ومن النادر أن تمر #سيارة أجرة، لكن، خلف هذه الصورة، هناك صورة أخرى، لشريحة من السوريين، يقضون لياليهم حتى الصباح في الأقبية المنارة التي حولت إلى نوادي ليلية، أو المطاعم العائلية التي باتت تسمى كبريهات، أو في دكاكين صغيرة وعلى طاولات الأرصفة التي أصبحت بارات.

اغراءات

بمجرد الوقوف قرب فندق الشام بدمشق، يتقدم إليك أحد #الأشخاص بجثة ضخمة، ويسألك: شو طلبكن استاذ؟، من المفترض أن الشخص الذي ركن سيارته بهذا المكان، يعلم مايريد، قلنا له: نحن لانرغب بشيء محدد، هل لك أن تصف لنا مايمكن تقديمه. استدار الشاب الضخم للخلف وأشار باصبعه إلى باب وقال: هذا الديسكو، الدخول إليه بـ3000 على الشخص الواحد، لكن الدخول محصور بالكوبلز (شاب وفتاة أو مجموعة شباب وفتيات)، لكن إن أردتم يمكن أن أسهل لكم الدخول كشباب فقط (محاولاً الحصول على اكرامية).

وتتضمن الـ3000 ليرة مشروبين ودخولية، ويمنع ادخال المشاريب الشخصية إلا إن تم دفع ضريبة ادخالها تحت مسمى (تشريج)، بينما كان العرض الآخر عندما أشار بإصبعه إلى باب آخر أوسع بجانب #الديسكو، مختلف، فالدخولية هنا بـ 7000 للشخص الواحد، وتضمن فتح الطاولة وعشاء مع زجاجة عرق، ويمكن إدخال المشاريب بشكل حر.

بالنسبة للعرض الثاني، فكان الشرح أوسع، قائلاً :الفتيات بالداخل جميلات، والجو (على كيفكن)، ويمكن أن تطلب فتاة إلى #الطاولة تختارها بنفسك (انكيجيه)، مقابل 5000 ليرة سورية للساعة الواحدة وبعدها (أنت وشطارتك)، وهنا كان التلميح واضحاً إلى الدعارة، مشيراً إلى أن أجرة كل فتاة تختلف عن الآخرى إن كانت سورية أو بجنسية أخرى، جميلة أو مقبولة.

الأسعار التي قدمها الشاب، مرتفعة نسبياً ليلة يوم الجمعة، تنخفض إلى 2000 للديسكو و5000 للكبريه في الأيام العادية، وهاتين التسعيرتين وخاصة الأخيرة، هي السائدة نسبياً في كل #المحلات المشابهة بدمشق.

تحت العشرين

أغلب رواد الديسكو، هم شبان تتراوح أعمارهن بين 18 و25، وخاصة للفترة قبل الـ12 ليلاً (ماتينيه) وتصبح الشريحة أكبر نسبياً بعد الـ12 (سواريه)، ويكون دخول #الفتيات مجاناً أغلب الأحيان، في حين يتنوع رواد الكبريه بين العساكر ومتطوعوا الأفرع الأمنية والضباط، وأشخاص عاديون يعملون طوال الأسبوع ليسهروا هذه الليلة، فالسهر لم يعد محصوراً بشريحة معينة لا عمرية ولا اقتصادية.

يقول رائد وهو سائق تكسي في مكتب خاص، ينقل أحياناً زبائن هذه #المحلات، وبات يرتادها وإياهم لانتظار عودتهم، إن “الكثير من المغتربين يفضلون هذه #الأماكن، وبالنسبة إليهم السهر بتكلفة تصل إلى 15 – 20 ألف ليرة مع (انكيجيه) مبلغ قليل جداً”.

وتابع “أغلب الزوار ضباط وعناصر حواجز، يقومون بإنفاق عشرات الآلاف خلال ساعات فقط، ومنهم من يقوم بالرش بمئات الآلاف أحياناً، وهذه ما شاهدته أكثر من مرة”، مضيفاً “هناك بسطاء أيضاً، أشخاص عاديون جداً، لايقومن بدفع سوى الـ5000 ليرة سورية طيلة #السهرة، وهم شريحة ليست بقليلة”.

وتنتشر الكابريهات والديسكوهات بدمشق، في ساحة #المحافظة، وساحة النجمة، وتمتد حتى دمر ومشروع دمر، بينما يكون الانتشار الأكبر في ريف دمشق، وتحديداً في جرمانا، حيث تنتشر الكبريهات بين التجمعات السكنية.

ويختلف الوضع بالنسبة للبارات، حيث تنتشر هذه الأخيرة في باب شرقي وباب توما، وهذه لا تطلب دخولية من الزبون، وتعتمد على المشاريب جالساً على البار أو طاولات الرصيف، ويتراوح سعر كأس المشروب بين 1500 – 3000 ليرة وقد يرتفع أكثر تبعاً للنوع.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.