نيويورك تايمز: العلاقات الأمريكية الروسية أقل وردية مما يدعيه ترامب وبوتين

نيويورك تايمز: العلاقات الأمريكية الروسية أقل وردية مما يدعيه ترامب وبوتين

بعد لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي, فنلندا, نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً عن العلاقات الأمريكية الروسية في #سوريا حيث أعلن كلا الرئيسين يوم الاثنين أن جيشي بلادهما يتعاونان بشكل وثيق خاصةً في سوريا بالرغم من التوترات السياسية هناك, إلا أن الصحيفة ترى أن سجل تعاونهما أو على الأقل الجهود المبذولة لتجنب الصراع في الحرب في سوريا أكثر اختلاطاً.

حيث أكد #بوتين في مؤتمر صحفي عقب اللقاء أن التعاون العسكري في سوريا يمكن أن يكون أكبر مثال على العمل المشترك الناجح بين خصمي الحرب الباردة. كما أشار إلى تمكن قنوات الاتصال بين جيشي البلدين من تجنب حوادث خطيرة وتصادمات غير مقصودة جواً وبراً.

كذلك قال ترامب إن جيوش البلدين تتوافق بشكل جيد للغاية, وإنهم يقومون بالتنسيق في سوريا وفي أماكن أخرى. كما رجّح أن جيوشهم نجحت لسنوات في تحقيق التوافق أكثر من قادتهم السياسيين.
وبالنظر إلى دعم روسيا لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد ودعم الولايات المتحدة للفصائل المتمردة, ترى الصحيفة أن المساحة المتاحة لإقامة علاقات وثيقة في سوريا ليست واضحة. فقد حارب المرتزقة الروس الكوماندوز الأمريكيين وحلفائهم الأكراد السوريين, أي أن الطائرات الحربية الروسية والأمريكية اصطدمت تقريباً.

وأوضحت الصحيفة خمسة مجالات اجتاز خلالها الجيش الأمريكي والجيش الروسي مسارات مشتركة في سوريا خلال العام الماضي وهي:

الجنرالات

يجتمع من حين لآخر اثنين من كبار الضباط العسكريين في البلدين, وهما الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية والجنرال فاليري غيراسيموف رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية, لإجراء محادثات متكررة تتركز على التعاون من أجل منع الجيشين من الاقتتال في الأحياء القريبة بشكل متزايد في سوريا.
كما يؤكد التقرير إجراء محادثات هاتفية بين الطرفين أكثر من اثنتي عشرة مرة خلال العام الماضي. حيث قال المتحدث باسم دانفورد في رسالة بالبريد الإلكتروني إن كلا الزعيمين يدركان أهمية الحفاظ على التواصل المنتظم من أجل تجنب حدوث خطأ في التقدير وتعزيزاً للشفافية في المناطق التي تعمل فيها جيوشهم على مقربة.
الخطوط الساخنة والحدود المنتهكة

أنشأت القوات الروسية والأمريكية خطا ساخنا للمساعدة في منع الكوارث في السماء السورية منذ حوالي ثلاثة سنوات. ويتصل أحد ضباط القوات الجوية الأمريكية في قاعدة العديد الجوية في قطر مع ضابطاً روسيا في قاعدة حميميم في اللاذقية السورية كل يوم للتصدي للمشاكل المحتملة في سماء سوريا.
وبحسب التقرير, استمرت المحادثات اليومية بين الضباط إلا أن حوارهم لم يكن يترجم دوماً إلى تعاون في الأجواء. فالمقاتلات الروسية كانت تنتهك الاتفاق بشكل متكرر بالرغم من اتفاق القادة على الطيران بشكل متناظر على امتداد 45 ميل من نهر الفرات منعاً للحوادث. من جانبه قال ضباط أمريكيون أن الانتهاكات التي وقعت من جانب #موسكو كانت محاولة منها لاختبار العزيمة الأمريكية وطرد طيارو القوات الجوية في ردود الفعل المتهورة, ومحاولة منهم مساعدة الجيش السوري في السيطرة على الأراضي قبل المحادثات الدبلوماسية.

صواريخ كروز الأمريكية تضرب سوريا

كان لموسكو أدواراً صغيرة لكنها ذات أهمية جغرافية في الهجومين الأمريكيين بصواريخ كروز اللذان استهدفا مطاراً في نيسان العام 2017, وموقعين محتملين للأسلحة الكيميائية ومختبراً للأبحاث الكيميائية بعدها بعام. فموسكو هي الحليف الرئيسي للأسد وقد دعم الجيش الروسي جيش الأسد الضعيف مقابل إنشاء وجود دائم لروسيا في مطار وميناء رئيسيان غرب سوريا.
وقد نبه البنتاغون موسكو في اضطرابات الـ 2017 قبل أن يصيب 59 صاروخ كروز مطار الشعيرات لضمان عدم إصابة أي من القوات الروسية. إلا أن روسيا قالت أن هذه الضربات وضعت الجيش الروسي على شفا الحرب مع القوات الأمريكية المتمركزة في شمال شرق سوريا.

نتيجة لذلك, زادت روسيا من الدوريات الجوية بالقرب من القوات الأمريكية في سوريا, وعززت الدفاعات الجوية السورية بصواريخ أرض جو أكثر تطوراً_ بالرغم من عدم تفعيلها لتلك الدفاعات رداً على ضربات التحالف الثلاثي في نيسان الماضي_ وفي المقابل نشرت القوات الجوية الأمريكية طائرات إضافية متطورة لإطلاق النار لتضمن عدم قيام القوات الروسية بمهاجمة القوات الأمريكية البرية.

هجوم من قبل المرتزقة الروس

في 7 شباط, تعرّض موقعاً صغيراً للقوات الأمريكية شرقي الفرات إلى هجوم نفذه حوالي 500 مقاتل من المؤيدين للحكومة السورية, حيث أن القوات الأمريكية هناك هي خليط من قوات العمليات الخاصة, كانوا يقومون بالتدريبات والمحاربة إلى جانب مجموعة من المقاتلين الأكراد المعروفة باسم قوات سوريا الديمقراطية.
وكان المسؤولون العسكريون الأمريكان قد حاولوا درء المعركة المحتملة والتي قد تؤدي إلى صراع أوسع عندما شاهدوا تجمّع المقاتلون المؤيدون للحكومة لمدة أسبوع تقريباً من خلال إرسال إذاعة لأشخاص يتحدثون الروسية, كما حذر مسئولون في البنتاغون نظرائهم الروس. إلا أن الأمر كان بدون جدوى, وقد نفت موسكو وجود صلة للجيش الروسي بالمقاتلين الروس على الأرض.
إلا أن معركة استمرت لأربع ساعات بين الطرفين أدت إلى إصابة أحد المقاتلين الأكراد الموالين للقوات الأمريكية, وقتل مئات الروس والسوريين. حيث وصف البنتاغون الحادثة بأنها دفاع عن النفس, فأجبرت الغارات الجوية الأمريكية القوات الموالية للحكومة السورية على التراجع مخلفة قتلى في ساحة المعركة. ويشير التقرير إلى أن عدد القتلى هو محل نزاع, فقال مسئولون في الاستخبارات الأمريكية أن القتلى الروس كانوا مرتزقة ينتمون إلى شركة فاغنر الغامضة والمعروفة بالتصرف نيابة عن الكرملين بدون رقابة تذكر.
وبدأ الجيش الروسي بعد المعركة بسدّ بعض الطائرات الأمريكية والطائرات بدون طيار إلكترونياً.

انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا

في انتصار كبير للأسد وحلفائه الروس, وافق المتمردون في جنوبي غربي سوريا في مطلع هذا الشهر على الانصياع لاتفاق وقف إطلاق النار والتخلي عن السيطرة على محافظة درعا بوساطة روسية, وذكرت وسائل الإعلام الحكومية استعادة الحكومة السورية سيطرتها على معبر نصيب الحدودي مع الأردن والذي كان تحت سيطرة المتمردون منذ ثلاثة سنوات, ذلك بعد هجوم على المتمردين بدعمٍ من الغارات الجوية الروسية.

وكانت تلك المنطقة جزء مما يسمى منطقة التصعيد, وهو وقف لإطلاق النار تم التوصل إليه في العام الماضي من قبل الأردن وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية للحد من القتال. وكانت إدارة ترامب قد حذرت في وقت سابق للغارات الجوية الروسية من أن واشنطن سوف ترد على انتهاك الاتفاق.
وفي النهاية, لم تفعل إدارة ترامب شيئاً, وصرّح قادة المتمردون أن الولايات المتحدة الأمريكية طلبت منهم عدم توقع مساعدة عسكرية أمريكية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.