تلعب على أوتار حاجتهم.. كيف تغري الميليشيات الإيرانية شباب ديرالزور للانضمام لها

تلعب على أوتار حاجتهم.. كيف تغري الميليشيات الإيرانية شباب ديرالزور للانضمام لها

حمزة فراتي – موقع الحل

تعمد المليشيات الإيرانية الموالية لقوات النظام والمنتشرة بشكل كبير في محافظة #ديرالزور خلال الفترة الأشهر القليلة الماضية، إلى فرض نفوذها وسيطرتها على كافة محاور الحياة فيها سواء على العسكرية منها أو الاجتماعية او الاقتصادية.

فعلى الصعيد العسكري تعتبر المليشيات الإيرانية صاحبة النفوذ الأول في المنطقة حيث يتمتع المنتمون هذه الفصائل بخصائص تميزهم عن باقي المنتمين للفصائل والمليشيات الأخرى، ومنها الراتب المرتفع الذي يتلقاه العنصر والذي يتراوح بين 400-500 دولار أمريكي والذي يعد مبلغاً كبيراً في ظل عدم توفر فرص للعمل وتوقف لكافة جوانب الحياة في منطقة أثقلت كاهلها سنين الحرب.

إلى جانب ذلك، يتمتع العنصر بنفوذ حيث لا يخضع لسلطة النظام مطلقاً، فيتلقى الأوامر مباشرة من قائده المسؤول عنه، ولا يتم سوقه للخدمة الإلزامية في صفوف النظام، وخدمته تكون في إطار منطقته.

علاوة على ذلك، تقوم هذه المليشيات بإعطاء منزل لمن أراد الزواج من عناصرها وتقوم بمساعدته في تأثيثه ، يقول محمد الخليل (من سكان مدينة البوكمال) لموقع الحل، إن “ازدياد إقبال الشبان والرجال بشكل كبير لتطوع في صفوف المليشيات الإيرانية، من خلال المغريات التي تقوم بتقديمها لهم، دفع بالأخيرة إلى عدم الموافقة لكافة طلبات المتقدمين، حيث تقوم باختيار على حسب الكفاءة والمقدرة حيث قامت بوضع شرط وهو، أن يكون المتقدم لها من حملة الشهادة الثانوية أو الإعدادية والافضلية لحملة الشهادات الجامعية، حيث تم رفض العديد من طلبات المتقدمين”.

وأضاف الخليل أن “أعداداً كبيرة من المنتسبين للفصائل الأخرى كالدفاع الوطني ولواء القدس وغيرها من المليشيات المنتشرة في مدن وبلدات الريف الشرقي، قاموا بتركها والتقدم بطلبات انتساب للمليشات الإيرانية والتي تتخذ من مدينة البوكمال مركزاً لها، وذلك طمعاً بالمال والسطلة”.

وأشار المصدر إلى ان “قسماً من الشبان الذين انتسبوا إلى تلك المليشيات، كان هرباً من ملاحقة النظام لهم، فالأخير يقوم باعتقال أي شاب متواجد ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (#قسد) أو مناطق سيطرة المعارضة في ريف حلب الشمالي، حتى وأن أعطاه الأمان فقد قام باعتقال العشرات من أبناء المنطقة بعد أن أعطاهم الأمان عن طريق الوسطاء الذي قام بتعينهم للتنسيق بينهم وأي شخص أراد الرجوع لمناطقة”.

“الانتساب للمليشات الإيرانية أفضل الحلول في المنطقة”

عبدالحميد الجاسم (من سكان الصالحية بريف البوكمال) لموقع الحل، إن “الانتساب لأحد الفصائل الإيرانية سواء في الريف أو المدينة يضمن لي عدم الخروج من حدود منطقتي، عند بداية انتسابي لم تكن أعداد المنتسبين كبيرة مثل الآن، أنا أتمتع بسلطة أي عنصر قديم لديهم، ففي باقي القصائل الأخرى تكون السطوة للأقدم، كما قاموا بمساعدتي بتجهيز كافة أثاث منزلي للزواج عن طريق مؤسسة البناء والجهاد المتواجدة في مدينة البوكمال” .

وعن السبب في توجه أعداد كبيرة من الشبان في المنطقة للانضمام لتلك المليشات، أجاب الجاسم، أن السبب هو أن بقية الفصائل مثل الدقاع الوطني وجيش العشائر ولواء القدس، قراراها يعود لقوات النظام وليس لك أية قيمة مقارنة بانضمامك لاحد الفصائل الأيرانية، كما أن رواتب الدفاع الوطني وبقية الفصائل قليل جدا ولايتجاوز 100 دولار.

منوهاً إلى أن “العمل في صفوف الفصائل الإيرانية يقتصر على مناوبات للحراسة في منطقتك او المناطق المجاورة لها، وفق ساعات محدودة وبشكل متناوب، بينما العمل مع باقي الفصائل الأخرى غالباً ما يقومون بنقلك إلى جبهات قتال ساخنة مع فصائل معارضة لهم خارج المحافظة”.

أهالي المنطقة بين مؤيد ومعارض للانضمام للفصائل الإيرانية

الحاج حاتم العيسى (من سكان مدينة البوكمال) لموقع الحل إنه “ليس بيدي حيلة، ابني البكر (21عاماً) مطلوب للخدمة الإلزامية، فالحل الوحيد للخلاص منها وبقائه على مقربة منا، هو انضمامه لأحد المليشيات الإيرانية في المدينة، وتم ذلك عن طريق احد الوسطاء في بداية رجعونا للمدينة قبل عدة أشهر، وولدي أحد عناصر كتائب الامام علي والتي تعد الأقوى نفوذا في المنطقة” .

وأما أم فؤاد (من سكان مدينة البوكمال أيضاً) فهي سعيدة بانضمام أبنائها للمليشيات الإيرانية، حيث فقدت منزلها بقصف لطيران التحالف أثناء تواجد تنظيم #اعش في المدينة بوقت سابق، فانضمام أبنائها الثلاث لكتائب حزب الله المدعومة إيرانياً في المنطقة آمن لها منزلاً ودخلاً كبيراً في آخر كل شهر.

سلبيات الانضمام للمليشيات الإيرانية وتداعياتها على المنطقة

تحاول تلك المليشيات أن تكون صاحبة اليد الطولى في المحافظة فهي تسعى أيضاً لخلق جيوب نفوذ لها في بلدتي حطلة ومراط ذات الغالبية الشيعية على غرار الفوعة وكفريا في إدلب ونبُّل والزهراء في حلب.

حيث تخضع كل من حطلة ومراط لسيطرة وإدارة العناصر الإيرانية ولجماعات عسكرية محلية من البلدات ذاتها، بقيادة شخصيات دينية شيعية لها ارتباطات مباشرة بإيران، حيث تسعى تلك المليشيات من خلال زيادة انضمام الشبان إليها و”اعتناق عدداً منهم للمذهب الشيعي تحت تأثير المغريات المادية التي تقدم لهم والميزات الأخرى التي تعرض عليهم، إلى تغير ديمغرافي كبير في المنطقة من خلال إعادة توطين أفراد من الطائفة الشيعية وتوطينهم بها”، بحسب الجاسم.

وتعتمد تلك المليشات أيضاً على الحملات الدعائية لكسب أكبر قدر ممكن من أهالي المنطقة لصفها مستغلة الوضع الاقتصادي المتردي للمدنيين، من خلال “تقديم بطاقات شهرية لكل أسرة تتحول إلى الإسلام الشيعي وتقديم مساعدات غذائية عينية دورية، كما تمارس هذه الميليشيات التمييز ضد المدنيين من غير الشيعة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في دير الزور”، حسب المصدر ذاته.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.