أهالي ريف حماة وتحرير الشام: ثقة مفقودة.. وشكّ بالنوايا والمخططات.. وتشاؤم بالمستقبل بسبب وجودها

أهالي ريف حماة وتحرير الشام: ثقة مفقودة.. وشكّ بالنوايا والمخططات.. وتشاؤم بالمستقبل بسبب وجودها

هاني خليفة – حماة

في خطوةٍ تعد الأولى والجريئة لأهالي مناطق سيطرة المعارضة في ريفي #حماة الشمالي والشمالي الغربي، استطاع السكان منع #هيئة_تحرير_الشام (التي يشكل تنظيم #جبهة_النصرة نواتها) من بدء معركة في مناطقهم أعلنت عنها وحشدت لها، إلا أن تصميم الأهالي على البقاء في مناطقهم وعدم النزوح أجبر الهيئة على التراجع وإلغاء العمل في المنطقة.

الأهالي رفضوا العمل العسكري على محور كفرنبودة وما حولها “كونه كلّف فصائل المعارضة الكثير من الخسائر بالعدّة والعتاد خلال السنوات الماضية دون أية نتائج تذكر”، بحسب فاضل الصطوف (من سكان بلدة #كفرنبودة)، الذي أكد أن الهيئة “أعلنت العمل العسكري على هذا المحور فقط ولم تعمّم العمل على بقية محاور ريف حماة”.

وبيّن الصطوف أن جواب الأهالي للهيئة “جاء بعدم رغبتهم بالنزوح من مناطقهم وترك منازلهم، كونهم يعرفون نتيجة العمل العسكري مسبقاً (الفشل)، خاصةً وأن الهيئة أمهلتهم 48 ساعة لإخلاء المنطقة من أجل البدء بالعمل، إضافةً إلى أن المعارك التي حدثت قبل أشهر في منطقة شرقي سكة القطار في ريفي حماة و #إدلب الشرقيين جعلت الأهالي ينظرون إلى الهيئة على أن دورها يقتصر على تسليم المناطق”.

الناشط الإعلامي عامر المصطفى يرى أن الأهالي “تخوّفوا من تسليم المنطقة، ومن أن تكون المعركة عبارة عن بروفا تعمل عليها الهيئة، كما حدث في ريفي حماة وإدلب الشرقيين، حيث سلّمت الهيئة عشرات القرى في المنطقة للنظام خلال أيام ولم تضع ثقلها العسكري فيها، وكانوا قلقين من أن يكون العمل العسكري في المنطقة بداية اقتتال جديد بين الفصائل وفرض سيطرة وتوسيع مناطق نفوذ، خاصةً وأن المحور الذي قررت الهيئة بدء عمل عسكري فيه لا يتبع لمناطق نفوذها ولم تشارك بانتزاعه من قوات النظام ولا حتى بالتمركز على خطوط المواجهة مع قوات النظام خلال السنوات الماضية”.

واجتمع الأهالي على كلمة واحدة بشأن العمل العسكري، بحسب المصطفى وهي “عندما يكون العمل شاملاً لكافة مناطق ريف حماة ضد قوات النظام، من بلدة #قلعة_المضيق غرباً، (والتي يتواجد في منتصفها حاجز الحابوسة المرتفع والمطل على مساحاتٍ واسعة في المنطقة وتخضع لهدنة غير معلنة مع النظام)، وحتى قرية #معان شرقاً، فإننا سنحمل السلاح قبل عناصر الهيئة”.

خالد أبو الخطاب (قيادي عسكري في إحدى فصائل #الجيش_الحر بالمنطقة)، أوضح لموقع الحل، أن “تواجد #تحرير_الشام في مناطق ريفي حماة وإدلب قليل، وإنما يتمركزون في المناطق التي تحوي على كثافة سكانية من أجل أن تأمين الحركة الآمنة لعناصرها، خاصةً وأن شعبيتها تراجعت بشكلٍ كبير، مؤخراً، نظراً لتصرفاتها مع المدنيين والتدخّل بشؤون العامة، الأمر الذي يدل على زوالها من المنطقة”.

أبو الخطاب شدّد على أنه في حال بقيت الهيئة في المنطقة، فإن مصيرها “سيكون كسائر المناطق التي تم تسليمها لقوات النظام والمليشيات المساندة لها، كريفي #دمشق و #حمص ومؤخراً #درعا”. مبيناً أن الهيئة “تشكّلت لتكون شمّاعة لاقتحام قوات النظام بمساندة سلاح الجو الروسي أي منطقة في #سورية يتواجد فيها عناصر من تحرير الشام”.

الجدير بالذكر أن تحرير الشام أعلنت في السادس من تموز / يوليو الجاري أن ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي “منطقة عسكرية”، وطلبت من الأهالي إخلاء المنطقة خلال 48 ساعة والذين يقدر عددهم بأكثر من 200 ألف نسمة، إلا أن السكان رفضوا العمل العسكري والنزوح بشكل قاطع ما أجبر تحرير الشام على إلغاء العمل العسكري.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.