حمزة فراتي – موقع الحل

معاناة المدنيين الذين عايشوا تواجد تنظيم الدولة الإسلامية #داعش في مناطقهم بريف دير الزور لم تتوقف عند البطش والظلم الذي عانوه من سياسة الأخير فحسب، فتبعات الظلم كثيرة وكان لأطفال المنطقة النصيب الأكبر منها، فالقيود التي فرضها التنظيم وحاصر بها المجال الطبي في المنطقة نجم عنها مآسي عدة وأهمها منعه لحملات التلقيح وإغلاق مراكزها الأمر الذي ساهم بظهور مرض #شلل_الأطفال من جديد والذي اندثر من المنطقة لحقبة طويلة من الزمن.

الدكتور موسى الحسن (طبيب أطفال من ديرالزور) تحدث لموقع الحل عن أسباب ظهور المرض في المنطقة وكيفية تشخيصه، قائلا إن “مرض شلل الأطفال عاود الظهور في قرى بريف #ديرالزور الشرقي والسبب الرئيس هو عدم توافر الطعوم ومنع التنظيم حملات اللقاح الجوالة، والاكتفاء فقط بالمراكز الثابتة منذ العام 2015 التي لا تغطي كل الحاجة، بالإضافة إلى إيقافه لحملات اللقاح الجوالة والثابتة كليًا، منذ تموز/ يوليو 2016″.

وأضاف، أن منظمات طبية مختصة تمكنت وبالتنسيق مع بعض الأطباء العاملين في المنطقة من إرسال عينات طبية إلى العاصمة التركية #أنقرة حيث أجريت التحاليل عليها والتي أثبتت وجود فيروس شلل الأطفال غير البري حيث صادقت على نتائج التحليل منظمة الصحة العالمية، وأكدت وجود فيروس شلل الأطفال غير البري (VDPV) في محافظة دير الزور، وهذا الفيروس على ارتباط جيني بسلالة مشتقة من اللقاحات، وهو بالتالي مختلف عن شلل الأطفال الحاد الذي ظهر في المنطقة في 2013”.

وفي شباط/ فبراير 2017، كُشف عن وجود 35 حالة اشتباه بالمرض في عموم محافظة دير الزور، وذلك وفقًا للتشخيص السريري، معظم الإصابات كانت في قرية #صبيخان والقرى المحيطة بها (نحو 26 حالة)، بالإضافة إلى قرى (البوليل، بقرص، ناحية الصور، وناحية الكسرة)، وقد تم تأكيد بعض الحالات مخبريًا، بحسب المصدر.

أعراض المرض

وأوضح الحسن لموقع الحل أعراض المرض: حيث “يسبب فيروس (VDPV) الشللَ؛ ومن ثمّ الموت، في حال عدم علاجه، ووفقًا للمعادلة الطبية فإن كل حالة شلل أطفال واحدة يقابلها خطر إصابة 200 آخرين”.

وأضاف: “ما يجب القيام به حاليًا هو تلقيح كل طفل عمره من يوم إلى خمس سنوات يخرج من محافظة دير الزور إلى المحافظات المجاورة خوفًا من انتقال المرض إلى مناطق أخرى”، مؤكدًا “أن بعض الأطفال لا يتلقون اللقاحات بعد خروجهم من دير الزور، لأن غالبية وجهة النازحين هي مخيمات النزوح حيث تنعدم الرعاية الصحية فيها بشكل شبه تام، فلا توجد رعاية لهؤلاء ، حيث يقوم ذوو الطفل المصاب بعلاجه في إحدى المشافي المتوفرة والقريبة منه سواء في الحسكة أو دمشق إن تمكنوا من الوصول إليها، فلا يوجد مراكز مختصة للعناية بهم في المنطقة.

عن حال الأطفال المصابين بالشلل

يقول المصدر، إن “غالبية الإصابات هم من العوائل الفقيرة جداً، حيث تمت مساعدة معظم الحالات المصابة عن طريق مساعي شخصية من بعض “أصحاب الخير” في الخارج ، فظروف النزوح والحرب التي واجهت المنطقة، ساهمت بشكل كبير في تدني الأوضاع المادية والصحية لمعظم تلك الأسر، إلى جانب عدم توفر مشافي ومراكز طبية في المنطقة نتيجة الدمار الكبير الذي لحق بها”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.