من مناطق المصالحات إلى دمشق.. أسياد الحواجز لا تأبه بالاتفاقيات

من مناطق المصالحات إلى دمشق.. أسياد الحواجز لا تأبه بالاتفاقيات

سليمان مطر – ريف دمشق

يواجه المدنيون في #دمشق وريفها صعوبات في التنقل من مناطقهم التي دخلت في اتفاقيات مصالحة مع قوات النظام، حيث يشهد الطريق الواصل من مناطق “المصالحات” إلى العاصمة انتهاكات عديدة من قبل عناصر النظام، والمجموعات المسلحة التابعة له.

وتختلف نسبة الانتهاكات والتجاوزات التي ينفذها عناصر النظام على هذه الطرقات من منطقةٍ إلى أخرى، حسب توقيت المصالحة، فمناطق المصالحات التي تمت مؤخرا تشهد انتهاكات بنسبة أقل بكثير من المناطق التي مضى على مصالحاتها أكثر من ستة أشهر، وذلك بسبب السياسة التي تتبعها قوات النظام في تطمين المدنيين بعدم الاقتراب منهم، والتزامها بالاتفاق.

الناشط محمد براء ذكر لموقع الحل أنّ سكان منطقة #الغوطة_الشرقية وبعد سيطرة النظام عليها باتفاق المصالحة الأخير مع المعارضة، يواجهون صعوبات عديدة في التنقل من الغوطة إلى دمشق، أبرزها عدم السماح للجميع بالتنقل بحرية، ووضع قيود مشددة على الشباب والرجال بشكل خاص، إضافةً للتدقيق على النساء وإبقائهن لوقت طويل على بعض الحواجز بحجة “التفييش الأمني”، مؤكداً أنّ المواصلات لم يتم تفعيلها بشكل نظامي حتى اليوم، ولا يزال ملفها قيد المعالجة، حسب وصفه.

في حين قال الناشط عمار القدسي لموقع الحل إنّ الوضع في منطقة #جنوبي_دمشق، أكثرُ تعقيداً من المناطق الأخرى، حيث أنّ عدة جهات تسيطر على الطرقات الواصلة من البلدات التي صالحت النظام فيها، ما يتسبب بضغوط إضافية، ومعاملة “مزاجية”، بحسب العلاقة بين الجهات المسؤولة عن الحواجز وأهالي البلدات الثلاث (#يلدا، #ببيلا، #بيت_سحم)، حيث يوجد حواجز للأفرع الأمنية التابعة للنظام، وأخرى تابعة لمجموعات “طائفية” مساندة للنظام، حيث أنّ منطقة جنوبي دمشق، تعتبر من أكبر تجمعات هذه المجموعات في سوريا، بسبب وجود مقام #السيدة_زينب فيها، مضيفاً أنّ عدة انتهاكات تم تسجيلها منذ بداية العمل باتفاق المصالحة في المنطقة، من خلال اعتقال عدد من الشباب وسوقهم للخدمة الإلزامية، على الرغم من التعهدات بتأجيل خدمتهم لستة أشهر، كما تمت مصادرة كميات من البضائع بسبب عدم التزام أصحابها بدفع مبالغ مالية للحواجز.

أما في منطقة #الغوطة_الغربية فأكدّ الناشط محمد سليمان أنّ حواجز قوات النظام على الطريق من كافة المدن والبلدات إلى العاصمة، تشهد خروقات وتجاوزات كبيرة، حيث باتت اتفاقيات المصالحة فيها “في طي النسيان” بالنسبة لهذه الحواجز، التي عاد عناصرها لمعاملة المدنيين بطريقة سيئة منذ أكثر من عام، كأخذ مبالغ مالية على سيارات البضائع إضافة إلى ضرب وإهانة المدنيين، واعتقالهم في كثير من الأحيان، وقد تم تسجيل مئات الاعتقالات على هذه الحواجز، وتكون بحجة الخدمة العسكرية، أو تشابه الأسماء، وتسيطر عدة جهات على طريق الغوطة الغربية إلى العاصمة، فهناك حواجز تابعة للأفرع الأمنية (فرع المنطقة، فرع سعسع، فرع أمن الدولة، المخابرات الجوية) وتعتبر المعاملة عليها أكثر تعقيداً من الحواجز التابعة للجيش أو “الدفاع الوطني”.

وذكر الناشط حازم القلموني أنّ الطريق من #القلمون إلى العاصمة يعتبر سهلاً بوجود ثلاثة حواجز رئيسية عليه فقط، أبرزها حاجز “الباز”، وحاجز جسر #القطيفة، وهما حاجزان معروفان بالتدقيق الأمني الكبير، مشيراً إلى أنّ المعاملة مقبولة على الطريق الواصل من بلدات القلمون إلى العاصمة، بحكم الفترة الزمنية القريبة لمصالحة هذه البلدات، مؤكداً أنّه لم يتم تسجيل تجاوزات كبيرة بحق أهالي القلمون، على الأقل حتى اليوم، حسب قوله.

تجدر الإشارة إلى أنّ قوات النظام تحاول تهدئة الأوضاع العامة في المناطق التي أقامت اتفاقيات مصالحة في #ريف_دمشق، حيث توجه عناصرها بضرورة الابتعاد عن التصرفات التي تتسبب بأي حالة من الفوضى، خصوصاً في المناطق التي لم يمضِ وقت طويل على مصالحتها، إلّا أنّ عناصر النظام لا يلتزمون بهذه التوجيهات، بسبب تعارضها مع مصالح رؤساء الأفرع الأمنية، ومسؤولي الحواجز، الذين وصلت عائداتهم من الرشاوي وابتزاز المدنيين لمبالغ “طائلة”، بحسب شهادة مدنيين من المنطقة، إضافةً لذلك فإنّ قوات النظام لا تملك السلطة على المجموعات “الطائفية” التي تنشط في محيط العاصمة، والتي تتبع بشكل مباشر لـ #إيران، بحسب ناشطين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة