النظام لا سلطة له فيها.. القصير في قبضة حزب الله: يمنع الأهالي من العودة.. ويزرع الحشيش.. ويدمر المقابر

النظام لا سلطة له فيها.. القصير في قبضة حزب الله: يمنع الأهالي من العودة.. ويزرع الحشيش.. ويدمر المقابر

هاني خليفة – حماة

“ذهبت لأقطن في منزلي بمدينة #القصير بريف #حمص الجنوبي الغربي فمنعني حاجز لعناصر #حزب_الله_اللبناني من الدخول إلى المدينة”، بهذه الكلمات بدأ أبو تحسين (نازح من القصير إلى قرية قريبة منها لا تبعد سوى 2 كم عنها وخاضعة لسيطرة النظام)، حديثه مع أحد أقاربه الذي قابله موقع الحل، إذ تعد القصير “الوحيدة التي لا يُسمح لسكانها بالعودة إليها”.

ويتابع أبو تحسين حديثه قائلاً: “القصير لا يقطنها سوى مئات المدنيين من كبار السن، وذلك من أصل أكثر من 60 ألف نسمة، ولا يوجد فيها سوى صيدلية ومشفى وفرن لإنتاج الخبز وبقّال واحد لبيع المواد الغذائية”. في حين كانت قبل اندلاع الاحتجاجات في #سورية في آذار 2011 تعجّ بالمتسوّقين اللبنانيين إلى جانب أهالي القرى المجاورة لها، إذ كان يوجد فيها ثلاثة أسواق كبيرة، إلا أنها لم تعد موجودة اليوم، بسبب تهجير السكان وانعدام الحياة داخل المدينة”.

وما يكسب القصير أهمية كبيرة، بحسب الصحفي أحمد القصير من المدينة والمتواجد في #لبنان، أنها تربط العاصمة #دمشق بالساحل في #طرطوس و #اللاذقية عبر #حوض_العاصي، كما أنها قريبة من الحدود مع #لبنان، لذا حرصت جميع أطراف النزاع (قوات النظام، #الجيش_الحر، حزب الله اللبناني) على السيطرة عليها.

عناصر حزب الله حرمت أيضاً الحاج أبو عمران (القاطن في القصير ولم يخرج منها أبداً)، من زيارة قبر ابنه الشاب الذي كان يقاتل قوات النظام ومليشيات حزب الله خلال الحملة العسكرية على المدينة في عام 2013. مبيناً أن “عناصر الحزب مسحوا المقابر في المدينة وحطموا شواهد القبور كون عناصر من الجيش الحر مدفونين فيها”، بحسب تعبيره. مضيفاً أن نسبة الدمار في المدينة تقدر بـ 85 في المئة.

أبو عمران يؤكد لموقع الحل، أن بساتين المدينة والقرى المحيطة فيها “تحولت إلى بساتين لزراعة مادة #الحشيش يستثمرها عناصر الحزب ويأتون بأطفال سوريين بحاجة النقود لإعالة أهاليهم المتواجدين في لبنان، كما يقيم الحزب دورات ومعسكرات لأطفال لبنانيين تتراوح أعمارهم بين الـ 13 و 17، وذلك بعد أن كانت المدينة تعج بالمدنيين والفلاحين الذين يعملون في أراضيهم”.

مدينة القصير لم يسمح لأهلها بالعودة إليها، على الرغم من أنها أولى المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام في سورية ونزح أهلها مشياً على الأقدام في منتصف عام 2013، إلا أن قوات النظام فيما يبدو ليس لها أي سلطة بوجود حزب الله، إذ تم إرجاع معظم المدنيين الذين كانوا مهجرين من مناطقهم في سورية، باستثناء القصير.

من جانبه، يرى محمد المصري مؤسس #تنسيقية_القصير سابقاً والمتواجد في #تركيا، أن حزب الله اعتبر القصير “غنيمة” له، كون قوات النظام فشلت بمفردها عدة مرات بالسيطرة عليها، الأمر الذي أتاح الفرصة أمام الحزب للسيطرة عليها كونها صلة وصل بين ريف لبنان الشمالي وريف حمص الجنوبي، ما جعل هذا الموقع الاستراتيجي لها معادلة صعبة الحل خلال #الثورة_السورية، ما دفع قوات النظام لإخضاعها لـ”حصار شديد وحملات عسكرية شرسة وصلت للإبادة”، بحسب تعبيره.

وأردف المصري: “القصير أصبحت خارج الخريطة السورية ديموغرافياً، بعد خروج الأهالي منها واستيلاء الحزب عليها، وتحولت لأراضٍ تقام عليها عروضه وقواته العسكرية، دون أية اتفاقيات دولية تنص على عودة المهجرين من أهل القصير إلى المدينة وريفها، كما يحصل في باقي المناطق السورية بعد سيطرة قوات النظام عليها”.

يشار إلى أن جميع المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام أهمها ريف دمشق، طلب النظام من الأهالي العودة إليها على الفور، على الرغم من أن مدينة القصير تعد أول منطقة يتم انتزعاها من فصائل المعارضة ولم يسمح لأهلها بالرجوع إليها منذ منتصف عام 2013 وحتى اليوم، ليبقوا مهجرين في عدة مناطق سورية ودول الجوار، لأسبابٍ لا يعرفها سوى من يسيطر عليها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.