منار حداد

على الرغم من أن المعطيات لازالت غير واضحة، حول مصدر تمويل تنظيم #حراس_الدين” الذي برز مؤخّراً على الساحة السورية، غير أن المعطيات تؤكّد أنّه حتى الآن لم يقم بأي نشاط داخل سوريا، من شأنه أن يحقّق له تمويل، باستثناء المعابر التي تفصل مناطق سيطرته مع النظام في ريف حماة الشمالي حيث يتمركز.

وترجّح هذه الفرضية، ما ذهب إليه مراقبون خلال حديث مع “موقع الحل” عن حصول #التنظيم الجديد على تمويل إقليمي خارجي، من خلال استغلال ولائه المفرط للقاعدة من جهة، والأسماء “الشهيرة” على الساحة القتالية من جهةٍ أخرى، والتي تساعده في “تسويق نفسه” داخل سوق التمويل التكفيري، والمهتمين بدعم الحركات القاعدية وتأمين استقرارها المالي.

و”حراس الدين” هو تنظيم يمثّل التيار المُعارض لفك ارتباط “النصرة” عن القاعدة، والذي شكّل لاحقاً جسماً عسكرياً مستقلّاً يُدين بولائه للقاعدة والعمل تحت قيادتها وعقيدتها.

عدم اتضاح الملامح

رغم أن “حراس الدين” تأسّس في شهر شباط الفائت، أي قبل نحو خمسة أشهر، إلّا أنّه لم يقم حتّى الآن بأي عمليات حقيقية على الأرض، سواء ضد النظام أو حتى ضد الفصائل المُعارضة الأخرى.

ويرجع ذلك إلى احتمالية أن يكون التنظيم يقوم خلال هذه الفترة بتجميع قواه وتأمين الدعم المادي والتمويل والتنسيق واستجلاب أكبر عدد ممكن من المقاتلين الأجانب أو المحليين إلى صفوفه، حتّى يتمكّن من أن يكون فصيل قاعدي له وزنه على الساحة الجهادية في شمال البلاد.

وبسبب عدم قيام الفصيل بأي أنشطة على الأرض حتّى الآن، فإن المصادر الثابتة لتمويله لم تتوضّح بعد.

وبحسب ناشطين يعيشون في مناطق يسيطر عليها “حراس الدين” شمال حماة، فإن التنظيم يقوم حالياً بهيكلة نفسه، ويدعو من يريد #القتال في صفوفه إلى أن يقاتل معه.

وأوضحت المصادر، أن “حراس الدين” قدّم عروضاً برواتب مالية بالليرة السورية لمن يريد القتال إلى جانبه، وسط عملية تكتّم على الأمور التنسيقية الأخرى.

المعابر

وبحسب صحفي سوري رفض الكشف عن هويته خوفاً على أمنه، فإن “حراس الدين” تمركزوا في المناطق ذاتها التي كانت جماعة “جند الأقصى” تسيطر عليها، لا سيما في ريف محافظة حماة الشمالي.

وقال الصحفي لـ “الحل”: “عندما بدأ التشكيل الأولي لـ “حراس الدين” كانوا يتمركزون في مدينة “سرمين” قرب مدينة إدلب، ثم انتقلوا إلى ريف حماة الشمالي” مؤكّداً انّهم تحالفوا مع ما بقي من فلول تنظيم “جند الأقصى”.

وأضاف أن “حراس الدين” يسعى إلى التمترس على طول الشريط الذي يفصل مناطق المعارضة عن مناطق النظام قرب نقاط المراقبة التركية، وذلك بهدف السيطرة على الحركة التجارية هناك.

ودلّل الصحافي على قوله، بالهجوم الذي شنّه “حراس الدين” على نقاط تسيطر عليها قوات النظام في ريف حماة الشمالي، وتمكّنها من السيطرة على بعض القرى والمناطق المهمّة.

ويرجّح الصحفي ذاته أن تكون هذه الهجمة مجرّد “بروفا” أو عبارة عن إجراء تجربة للبيئة القتالية وجاهزية المقاتلين وتناغمهم مع بعضهم البعض، متوقّعاً أن تشهد الفترة المقبلة معارك واسعة في تلك المنطقة، بهدف السيطرة على شريط الحدود بين مناطق النظام ومناطق المعارضة.

ويمثّل السيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية، الاستيلاء على الطريق الذي تمر عبره القوافل التجارية التي تنتقل من مناطق النظام إلى مناطق المعارضة وبالعكس، ما يعني تحقيقه فائدة #مالية كبيرة عن طريق فرض رسوم وأتاوات على السلع العابرة ذهاباً وإياباً، غير أن موقف “تحرير الشام” التي تسيطر على جزء من هذه المعابر حالياً لا يزال غير معروف، ولا سيما مع جدّية التعامل مع ملف “المعابر” بسبب الفوائد المالية الكبيرة التي يدرّها على الجهة التي تسيطر عليه.

استغلال الأسماء “الشهيرة”

من أبرز نقاط القوة لدى “حراس الدين” أنه استقطب أسماء لها وزنها على الساحة القتالية، وتُعتبر من الأسماء المؤثّرة في البيت الداخلي لتنظيم القاعدة، وهو ما سيجعل الأخير “سخيّاً” بإعطائه ما يشاء من الأموال مقابل استعادة “مجد القاعدة” في سوريا.

وتسلّم قيادة هذا التنظيم الجديد أبو همام الشامي، الملقب بـ “أبو همام العسكري”، ويرافقه القائد العسكري العام السابق لجبهة النصرة، “سمير حجازي”.

وإلى جانب هذين الإسمين، يحتوي التنظيم على عددٍ من الوجوه القاعدية المعروفة، ومنهم “إياد طوباس” المعروف باسم “أبو جليبيب الأردني”، و”بلال خريسات”، المعروف باسم “أبو خديجة الأردني”، حيث يتوقّع مراقبون أن يكون هذين الإسمين قد نجحا في استقطاب التيار السلفي الأردني، فضلاً عن تيارات سلفية في الكويت من أجل استجداء الدعم المالي.

ومن الوجوه القاعدية المشهورة في “حراس الدين” (سامي العريدي)، وهو “الشرعي العام السابق لجبهة النصرة، وإلى جانبه (خالد مصطفى العاروري)، المعروف باسم “أبو القسّام الأردني”، حيث يُعتبر هذا الأخير “وجهاً قاعدياً مميّزاً”، كونه أحد القادة الأساسيين في تنظيم القاعدة، وعمل سابقاً كمساعد رئيسي لأبو مصعب الزرقاوي في العراق.

وإلى جانب هؤلاء هناك عدد من الوجوه القيادية الأخرى من مصر وشبه الجزيرة العربية، وتُعتبر هذه الأسماء أرضية أساسية قادرة بسهولة على جلب تمويل كافي من #القاعدة من أجل بدء مهمّتها في تسلّم راية القاعدة في سوريا، كما أن هذه الأسماء من شأنها استقطاب أعداد كبيرة من المقاتلين المتعطّشين للقتال تحت راية القاعدة، والذين أرهقتهم سياسات الجولاني بعد أن قرّر الأخير التشاور مع النظام القاعدي.

وفي ظل التكتّم الشديد على المعلومات، لم يُعرف حتى الآن كمية الأموال التي حصل عليها هذا التنظيم أو التي من الممكن أن يحصل عليها مستقبلاً سواء من جانب تنظيم القاعدة وأذرعه أو من جانب التيارات #السلفية التي تموّل هذه الحركات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.