من مخيم باب السلامة.. أم مصطفى أرملة تحيك الأمل لتربي أطفالها

من مخيم باب السلامة.. أم مصطفى أرملة تحيك الأمل لتربي أطفالها

رهام غازي

على الرغم من الواقع المرير الذي يحيط بجميع #النازحين في المخيمات داخل #سوريا وخارجها، لا نزال حتى يومنا هذا نشهد قصص نجاح ولدت من صلب المعاناة، ولعل السيدة أم مصطفى واحدة من النساء الأرامل اللواتي اتخذن قراراً بعدم الرضوخ للظروف، وبدأت بعملها البسيط من قلب مخيم #باب_السلامة على الحدود السورية التركية حيث تسكن آلاف العائلات النازحة بأقل الإمكانيات المتاحة.

استطاعت أم مصطفى البالغة من العمر 35 عاماً أن تعيل عائلتها المكونة من 4 أطفال أيتام بينهم طفلة مصابة ببترٍ في القدم، من خلال القيام ببعض الأعمال اليدوية مقابل أجر بسيط لتغطية تكاليف علاج ابنتها.

ونزحت أم مصطفى من مدينة عندان الواقعة في شمالي محافظة حلب، في مطلع عام 2016، بعد مقتل طفليها وزوجها في قصف جوي على منزلهم، وتنقلت بين عدة مناطق لتصل أخيراً إلى المخيم الذي يعاني من نقص حاد في المساعدات وشحٍ في كافة الخدمات، ومن هناك بدأت رحلة العمل في الخياطة وحياكة الصوف لأهالي المنطقة من داخل وخارج المخيم.

وأوضحت أم مصطفى في حديثها لموقع الحل السوري أن المعيشة في المخيم صعبة جداً من الناحية الاقتصادية والمعيشية وتربية الأطفال، قائلة: “الحياة هنا صعبة ليس لي معيل غير الله وعملي الذي يؤمن قوت أولادي”.

وأشارت أم مصطفى إلى أن عملها في البداية كان بسيطاً، إلا أنها استطاعت بعد فترة قصيرة أن تطور نفسها وتُعرّف الناس على عملها، ومن ثم أصبحت تحيك الألبسة بمختلف أنواعها حسب طلبات الأشخاص مقابل مقابل مادي يغطي احتياجات أطفالها، مضيفة: “الحمد لله الشغل متوفر، أقوم بشراء الصوف وأحيكه وأبيعه للناس، ليس إنجازات كبيرة لحد الآن، لكن أتمنى أن يكون عندي رأس مال لتحسين الشغل”.

وتعمل أم مصطفى في فصلي الصيف والشتاء بخيوط الصوف والقطن والحرير حسب طلب المشتري، بأجور بسيطة حيث تصل تكلفة مكب الصوف إلى 400 ليرة سورية، وتبلغ قيمة أجرتها في القطعة الواحدة نحو 400 ليرة سورية، ويتراوح إجمالي سعر القطعة بحسب كلفة يدها وتكلفة الصوف بين 1200 -3000 ليرة.

وأخيراً، أكدت أم مصطفى من خلال تجربتها كسيدة عاملة في ظروف الحرب أن الإرادة أهم من كل شيء، وأنه من الضروري أن تعتمد المرأة على نفسها لتستطيع إيجاد طرق عديدة تعيل فيها عائلتها في حال الانفصال عن الزوج أو فقدانه، في وقت أصبح فيه فقدان الأقارب أمراً شائعا وتعاني منه معظم العائلات السورية باختلاف الظروف والحالات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.