تجمع أحرار الشرقية: يتمركز قرب مصدر الدعم والأهالي ينددون بانتهاكاته

تجمع أحرار الشرقية: يتمركز قرب مصدر الدعم والأهالي ينددون بانتهاكاته

حمزة فراتي – موقع الحل

تعيش معظم فصائل المعارضة السورية المسلحة انقسامات عدة فيما بينها، إلا أن ذلك لم يكن عائقاً أمام بروز ولمعان اسم بعضها من حيث المساحة الجغرافية التي تسيطر عليها والنفوذ الواسع التي تتمتع به.

من الصعوبة تحديد عدد مقاتلي كل فصيل، والسبب الفوضى في انضمام الكتائب والألوية في كل من هذه الفصائل وفي الانفصال عنها والسرّية التي تتميّز بها بعض الفصائل (مثل جبهة فتح الشام) أما أنواع الأسلحة التي تمتلكها تلك الفصائل فتقتصر على الفردية والمتوسطة وبعض المدرعات والمدفعية التي غنمتها من جيش النظام وحلفائه.

برزت خلال السنوات الثلاث الماضية عدة فصائل عسكرية تنتمي للجيش الحر، حيث استقر معظمها في الريف الشمالي ومناطق درع الفرات، وأبزر تلك الفصائل هم ( تجمع أحرار الشرقية) والذي ينحدر مقاتلوه من عشائر #ديرالزور، ويشكل إحدى القوى العسكرية الأساسية التي شاركت في عملية اقتحام مدينة #عفرين ومن قبلها درع الفرات.

من هم أحرار الشرقية

ينتمي عناصر أحرار الشرقية إلى قرى وعشائر في ريف ديرالزور الشرقي، وغالبيتهم من #القرعان و#الشعيطات، وقد خاضوا معارك عنيفة ضد تنظيم الدولة عام 2014 بتحالف مع #جبهة_النصرة قبيل سيطرته على المنطقة، اذ كانوا ضمن ما أطلق عليه حينها (جيش الشرقية).

وعند دخول التنظيم وسيطرته على معظم محافظة ديرالزور، تفرقت القوى العشائرية والحزبية على تحالفات وأطراف عدة، تشترك جميعها بالعداء لتنظيم الدولة، حيث اتجه معظم تلك الفصائل إلى مناطق الشمال السوري، فاختار فصيل تجمع أحرار الشرقية التوزع بين منطقة #الباب و#جرابلس و#الراعي، حيث أعلنوا آنذاك انضمامهم لدرع الفرات، فباتوا بعد ذلك قوة عسكرية معتبرة لبأس وشدة معظم مقاتليه الذين خاضوا اعتى المعارك سواء مع النظام او التنظيم في محافظة ديرالزور.

وعن سبب اختيارهم للشمال أجاب أبو وليد (أحد عناصر تجمع احرار الشرقية) لموقع الحل، إن “اختيارهم لمنطقة الشمال، هو وجود حاضنة لهم في تلك المناطق وخاصة كانت تجمعهم علاقات ودية مع فصائل قوية من المنطقة ولها نفوذ واسع في كافة المناطق المحاذية للحدود التركية السورية” مشيراً إلى أن “تركيا هيا الداعم لهم، وهذا يعد سبباً رئيساً لاختيارهم المنطقة أيضاً، فمرتبات التجمع وكافة مستلزماته العسكرية مقدمة من الحكومة التركية، حيث يبلغ راتب العنصر في الشهر (500) ليرة تركية”.

خلافاته مع فصائل أخرى

بعد السيطرة على مدينة عفرين، نشب خلاف حاد بين عناصر من تجمع أحرار الشرقية وفرقة الحمزة التابعة له، على خلفية الاستيلاء على مستودع يحتوي على مواد تموينية، تطور الخلاف لإطلاق نار وسقوط جرحى من الطرفين،

ورغم توقيع اتفاق ينهي النزاع بينهم بعد تدخل عدة فصائل أخرى، إلا أن أحرار الشرقية لم يتقيدوا ببنود الاتفاق حيث قاموا بقتل عدة عناصر من فرقة الحمزة والتنكيل بجثث بعضهم وتصويرها وبثها أيضاً على مواقع التواصل الاجتماعي والغاية من ذلك إذلال عناصر الفرقة بعد قيامهم بمقتل قائد منهم، حيث امتدت المواجهات بعد ذلك ليزداد عدد القتلى من الطرفين، حيث قام احرار الشرقية بعدها بطرد عناصر فرقة الحمزة من عفرين، بحسب المصدر ذاته.

انتهاكات وتجاوزات التجمع

يقول محمد العمر (من ريف ديرالزور وسجين سابق لدى تجمع أحرار الشرقية) لموقع الحل، إن “هذا التجمع هو امتداد ونسخ لحليفته النصرة، فما يقومون به من تجاوزات قليل عليهم لقب قطاع الطرق، فهم يعتقلون ويعذبون ويقتلون لأجل المال أو لثارات شخصية وعشائرية، ويقومون أيضاً بتطبيق قوانين مشابهة لقوانين تنظيم داعش، فأعدموا أناس أبرياء سواء من الرقة أو ديرالزور بتهمة الانتماء للتنظيم أو الولاء له، في الوقت الذي سمحوا فيه لمعظم امراء التنظيم بالعبور من حواجزهم مقابل مبالغ مالية ضخمة وصلت (20) ألف دولار”.

وتابع العمر حديثه أن ” هذا الفصيل ليس معروفاً فقط لأبناء المنطقة الشرقية فحسب، بل ايضاً للكثير من اهالي بلدات ريف حلب الذين تظاهروا ضدهم بعد ممارساتهم خلال عملية درع الفرات، حيث قاموا بالسطو على الممتلكات العامة، والابتزاز، وعمليات خطف لمدنيين لإطلاق سراحهم مقابل المال، واكملوا تلك الانتهاكات أثناء مشارتكهم بالسيطرة على مدينة عفرين، وفق قوله.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.