حمزة فراتي – ديرالزور

لم تكن مياه #نهرالفرات أكثر أماناً على بعض الشباب والأطفال في القرى المتواجدة على امتداد ضفافه #ديرالزور والذين إعتاد العشرات منهم اللجوء للسباحة فيها هرباً من حرارة الصيف اللاهبة، حيث تشهد منطقة المقالع بريف ديرالزور الشرقي، توافد العديد من هؤلاء اليها يومياً، إلا ان هذا المكان أودى بحياة العديد من الشبان والأطفال.

وقد تحدث لموقع الحل بعض رفاق الضحايا من الغرقى والذين حضروا لحظات غرقهم، ويقول موسى محيمد (من بلدة بقرص) إن “الكثير من الأطفال والشباب من أبناء البلدة والبلدات المجاورة لها، يتوافدون على هذه المنطقة للسباحة في مياهها التي أصبحت عميقة وسريعة التيار بسبب وجود مقالع للحصى والرمل فيها، الأمر الذي أدى الى زيادة حوادث الغرق، خلال الشهرين الماضين بها، حيث كان آخرها غرق ثلاثة أطفال عندما حاول اثنان منهم إخراج صديقهم لتقوم المياه السريعة بجرف الثلاثة منهم والذين لم تتجاوز أعمارهم الـ12، حيث تم العثور على جثث الثلاثة بعد خمسة أيام من الحادثة”.

وأضاف أن “حالات الغرق لا يقتصر وقوعها في منطقة المقالع فحسب، فالمنطقة القريبة من جسر #الميادين من بلدة #الحوايج، والمنطقة القريبة أيضاً من جسر #العشارة ومنطقة المقالع في الطرف الآخر من النهر في بلدة #الشحيل، شهدت العديد من حالات الغرق والتي تجاوز تعدادها 40 حالة خلال الشهرين الماضيين”.

ولدى سؤالنا عن تزايد حالات الغرق وماهي أسبابه؟ وما هي الإجراءات الوقائية لتفادي تقديم هذه القرابين؟ أوجز لموقع الحل الغواص (مصطفى مدلجي من ديرالزور) أسباب الغرق وطرق الوقاية منه في عدد من التحذيرات التي أطلقها بقوله: إن “أكثر حالات #الغرق في نهر الفرات، تكون بسبب السباحة بعد تناول الطعام، وهذا يتطلب بذل جهد كبير لعضلة القلب، ما يؤدي إلى تقلص انعكاسي، نتيجته الموت، لذلك لا يجوز السباحة بعد تناول الطعام أو الشراب”.

ومن حالات الغرق أيضاً، القفز إلى الماء بشكل مفاجئ، فملامسة الجسم المتعرق للماء البارد تؤدي إلى حدوث صدمة قلبية حادة، لذا يجب النزول إلى الماء تدريجياً، يبدأ برشق وتبليل الجسم قبل السباحة، جهل عامة الناس بخفايا النهر، كالطمي والحفر، واتجاهات التيارات، والأعشاب المائية، لذلك لا يجوز السباحة في المياه المجهولة، فمعالم النهر تتغير باستمرار، وفق تعبيره.

مضيفاً، أن “بعض الأشخاص أيضاً يتفاخرون أمام المتواجدين على ضفاف النهر بالقفز من أماكن مرتفعة، والابتعاد عن الشاطئ لمسافات بعيدة، مما يؤدي إلى إصابتهم نتيجة الارتطام، أو حدوث تشنجات، وبالتالي حدوث الغرق، ويغرق المتهالك والموشك على الغرق بسبب المكابرة والخجل من طلب المساعدة، عند الشعور بالبرد والخوف أو الارتباك أو التوعك، يجب الخروج من الماء فوراً، أو طلب المساعدة، عند السقوط بالماء يجب السباحة مع التيار، وليس إلى النقطة التي سقط منها الشخص، والاقتراب من الشاطئ تدريجياً، وأخيراً لا تنزل إلى الماء وحيداً”.

ونوه المدلجي إلى حدوث حالات وفاة نتيجة ما يسمى الغرق الاختناقي والمعروف (بـالغرق الناشف)، وفي هذه الحالة يستنشق الشخص ما يكفي من الماء لاستنزاف الأكسجين في رئتيه مما يؤثر على ضخ الأكسجين إلى المخ، فيموت الشخص خلال ساعة رغم أن الشخص قد لا يبدو عليه أعراض الغرق، وعن هذه الحالة تحدثت لنا أم علي 36 عاماً من (من يلدة الحوايج وأم لأحد ضحايا الغرق الناشف ) إن “ولدها عبدالرحمن البالغ من العمر 10 سنوات كان يلعب مع أصدقائه على ضفاف النهر وكان برفقته أخوه الأكبر البالغ من العمر 15 عاماً، كان عبدالرحمن يلعب بابتلاع الماء وسعله لأكثر من مرة بحسب أخوه، وعندما عادوا إلى المنزل خلد عبدالرحمن إلى النوم مباشرة، وعندما ذهبت لمشاهدته بعد دقائق وجدت فمه مليء بالرغوة، وشفتاه باللون الأزرق، لم نتكمن من إيصاله إلى المستشفى فقد توفي بسكتة قلبية قبل وصوله إليها”.

تتابع الأم مندهشة ، من هول ماحدث حيث تقول ، “أنها لم تكن تتخيل أنّه بإمكان ولدها الصغير أن يمشي ويتحدث بينما رئتاه مليئة بالماء”.

حيث لفت المدلجي إلى أن “انتشار هذا النوع من الغرق مقارنة مع الأنواع الأخرى تتراوح ما بين 5 إلى 20 %، ويكثر لدى الأطفال والنساء وخاصة عند التعرض للماء القذر أو الماء الذي يحتوي على الكلور، لذلك ينصح الأطباء الأهل بالعناية الطبية الفورية إذا لاحظوا معاناة أطفالهم بعد السباحة من صعوبة في التنفس، أو إرهاق شديد، أو أي سلوك غريب وغير معتاد” وفق قوله.

بينما أضاف دكتور الداخلية يونس العبدالله (من ديرالزور) سبباً آخر لترايد حالات الغرق في نهر الفرات، وهي تعرض الضحايا لضربة شمس أو ما يطلق عليها (ضربة الحر)، أثناء ممارستهم السباحة، الأمر الذي يؤدي لحدوث الغرق، حبث حذر من السباحة في ساحات سطوع الشمس الشديدة في وقت الظهيرة، فقد تجاوزت درجات الحرارة 46 درجة في محافظة ديرالزور خلال الشهر الفائت.

وأشار غنام العيسى (من مدينة #أبوحمام)، إلى أن ما يرجح صحة التحذيرات الطبية، أن بعض حوادث الغرق في الأيام الماضية، حصلت لشباب في مناطق نهرية تتواجد فيها المياه بشكل محدود جداً (ارتفاع المياه لا يتجاوز المتر ونصف المتر)، ولا يمكن حتى للطفل الصغير لا يعرف السباحة أن يغرق بها، إضافة إلى أن بعض من غرق عرف بمهارته الكبيرة في السباحة، وليس من السهولة تعرضهم للغرق وضرب مثالاً على ذلك وفاة الشاب تيسير السالم من أبناء المدينة ذاتها غرقاً والمعروف بمهارته العالية في السباحة، حيث أبزر التشخيص الطبي أن سبب الوفاة هو التعرض لضربة شمس حادة، وبالتالي فإن ضربة الشمس هي سبب رئيس من أسباب حوادث الغرق التي حصلت في دير الزور سواء بمناطق سيطرة النظام أو قوات سوريا الديمقراطية (#قسد)، يختتم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.