مع هدوء المعارك وتصاعد الضغوط: ما هي احتمالات خروج إيران من سوريا؟ وما هو دور روسيا في أي سيناريو؟

مع هدوء المعارك وتصاعد الضغوط: ما هي احتمالات خروج إيران من سوريا؟ وما هو دور روسيا في أي سيناريو؟

منار حداد – الحل

قبل أشهر، اعتبر رئيس النظام السوري بشار الأسد خلال حديثه مع التليفزيون الروسي أن “الحضور الإيراني لا يتعدى وجود ضباط يساعدون الجيش السوري”.

كلام الأسد جاء متزامناً مع تصاعد اللهجة الإسرائيلية الرامية إلى طرد #إيران من #سوريا، أو من منطقة حدودها على أقل تقدير.

ويناقش “موقع الحل” في هذا التقرير، مدى قدرة إيران على التماسك أمام الدعوات الإيرانية للخروج من سوريا، إضافة إلى التأثيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي سوف تترتّب على بقائها في حال قرّرت الخوض في التصادم الدولي والبقاء.

يبدو واضحاً أن إيران لا تعوّل على #روسيا في الوقوف إلى جانبها، كون روسيا هي المنافس الرئيسي لإيران في تقاسم التركة السورية، بعد أن تحوّل الأسد إلى مجرّد واجهة حكم لهاتين الدولتين في داخل البلاد.

تراجع وتيرة المعارك ينهي مبرر الوجود الإيراني

يعتبر الدكتور باسل الحاج جاسم (الباحث في الشؤون الروسية – التركية)، أنه كلما اقترب الوضع السوري من تسوية سياسية ما، وخفت صوت دوي المدافع تنتفي الحاجة الروسية لاستمرار كثافة التواجد العسكري الإيراني في سوريا.

وقال الحاج جاسم لـموقع الحل إن خروج إيران من سوريا “لم يعد مرتبطاً بإيران فقط، وإنما بروسيا أيضاً”. موضحاً أن استمرار الحاجة المتبادلة بينهما يخفّف من الضغوط الدولية على إيران، التي باتت القوة البرية في سوريا وتحتاج إلى سلاح الجو الروسي”.

وأشار الحاج جاسم إلى أن تخفيف الضغوط الدولية على إيران في سوريا “لا يعني إطلاقاً أنها قد أصبحت بوضعٍ جيد، لأن ذلك سيجعل مصير الملفات الإيرانية الأخرى محل مساومة لدى #موسكو و #واشنطن و #تل_أبيب”.

وأضاف الباحث حاج جاسم، أنه “لطالما هناك أطراف أخرى في سوريا، تأخذ على عاتقها دعم و تثبيت استمرار النظام الذي هو هدف إيران، فإن ذلك يجعل إعلان إيران انسحابها في أي وقت مقابل الحصول على مكاسب في مناطق أخرى، أمراً متوقعاً”.

ويتوضّح الموقف الروسي في هذا السياق، فيما أعلنه المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، الذي أكد انسحاب القوات الإيرانية لمسافة 85 كيلومتراً من مواقعها في الجنوب السوري قرب الحدود مع إسرائيل.

وصرح المسؤول الروسي عقب اختتام مفاوضات سوتشي بشأن سوريا، أنه تم سحب القوات الإيرانية من هذه المنطقة “لتجنب إزعاج القيادة الإسرائيلية”.

وأوضح لافرينتييف أنه من المتوقع أن يجرى بعد ذلك في المنطقة منزوعة السلاح بين سوريا وإسرائيل، إطلاق العمل الشامل لقوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك.

وجاء ذلك بعد أيام من إعلان سفير روسيا في تل أبيب، أناتولي فيكتوروف، أن موسكو لا تستطيع إرغام القوات الإيرانية على مغادرة سوريا، لكنها لا تستطيع أيضا أن تمنع إسرائيل من توجيه ضربات جوية للقوات الإيرانية في سوريا.

نهاية الدور الإيراني

يعتبر مصدر في المعارضة السورية، أن التدخّل الإيراني “كان هدفه بشكل رئيسي خوض المعارك إلى جانب النظام، واستعادة المناطق التي سيطرت عليها المعارضة، وتحقيق مكاسب ميدانية إلى جانب الأسد”. موضحاً أنّ إيران “لم يكن لها أي دور لتسويق النظام سياسياً أو دولياً كونها هي ذاتها تواجه ضغوط دولية تمنعها من أخذ هذا الدور”.

وأضاف المصدر في حديثٍ لموقع الحل، أن الدور الذي دخلت إيران وأذرعها الإقليمية من أجله في بداية الثورة السورية “انتهى تماماً بعد سيطرة النظام على الغوطة ولم يعد هناك أي داعٍ لبقائها، لذلك بدأت روسيا بالتعاون مع إسرائيل محاولة إيجاد صيغة لإخراجها من سوريا”.

ويتابع أن روسيا لا تملك حالياً مبرّراً لإخراج إيران وميليشياتها من سوريا، لذلك تدفع بإسرائيل لتنفيذ هذه المهمة، كما تسعى لإرضائها مالياً من الموارد السورية، كأن تمنحها خطّاً للنفط يصل طهران بالبحر المتوسط لتسويق منتوجها النفطي.

وأعلنت إيران من جهتها خلال الساعات الأخيرة أنه “يمكنها الحد من وجودها الاستشاري في سوريا أو إنهائه حال استقرارها”.

استحالة الخروج الكامل

وبحسب ما جمع موقع الحل من معلومات، فإن خروج إيران من سوريا بشكلٍ نهائي “بات اليوم أمراً غاية في الصعوبة إن لم يكن مستحيلاً”، ويعود ذلك إلى بناء إيران قاعدة شعبية ضخمة من الشيعة السوريين، إضافةً لتأسيس مراكز دعوية ومدارس وجامعات، والأهم أنها أقرضت النظام أموالاً طائلة جعلتها تشرعن وجودها في سوريا.

وفي هذا السياق يرى الباحث السياسي اللبناني فرانكو عبد القادر، أن إيران في حال رفضت الرضوخ للضغوط الدولية والخروج من سوريا “فسوف يزداد الضغط عليها، لأن الروس والأمريكان يهمهم ماذا يريدون هم وليس ما تريده إيران”.

وأضاف أن هناك قرار دولي بإخراج إيران من سوريا أو فتح معركة شاملة لاستنزافها في سوريا. موضحاً أنه “من المرجّح أن ترضخ لهذه الضغوط، لأن سياستها تقوم على رغبتها بالحفاظ على مكتسابتها المهمة بالمنطقة مقابل الخروج من سوريا”.

وأشار إلى أن إيران حتى الآن “لازالت تظن نفسها اللاعب الأساسي في سوريا، ولكنها لاعب ثانوي وشارف دورها على الانتهاء”. لافتاً إلى أن دورها في سوريا الجديدة “لا يتعدّى ٥٪ استناداً لما قامت ببنائه، وفي حال سقط نظام الأسد فلن يكون لها أي دور في البلاد”، على حد تعبيره.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.