ليبراسيون: طالبان تطرد تنظيم الدولة الإسلامية من شمال أفغانستان

ليبراسيون: طالبان تطرد تنظيم الدولة الإسلامية من شمال أفغانستان

نشرت صحيفة ليبراسيون في الأمس تقريراً تبين فيه كيف تمكنت حركة #طالبان – بعد عدة أسابيع من المعارك – من طرد تنظيم الدولة الإسلامية #داعش من شمال #أفغانستان واحتجازها للمئات من مقاتلي التنظيم. وكيف أن داعش ورغم هزيمتها لا تزال حاضرة في شرقي البلاد حيث تضاعفت عملياتها الانتحارية.

حيث تكشف ليبراسيون كيف أن مفيت نعمت, وهو مقاتل أفغاني ذو اللحية الشقراء والولاءات المتعددة والذي كان مقاتلاً سابقاً في صفوف طالبان, قد عاد وسلّم نفسه لتسوية وضعه بعد أن قاتل لأعوام في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية. فمع اقتراب مقاتلي حركة طالبان وأعداء داعش من مواقع هذه الأخيرة في منطقة درزاب في شمالي أفغانستان يوم الأربعاء الماضي, فضّل مفيت نعمت مع قائد آخر من داعش ومئتين من مقاتلي التنظيم إلقاء أسلحتهم. ليتم بعد ذلك اقتيادهم كرهائن من قبل الجيش الأفغاني. في الوقت الذي لا تزال فيه طالبان تحتجز مئات من مقاتلي التنظيم.

هذا التحول الأخير لمفيت نعمت وغيره من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية يمثل نهاية هذا التنظيم في شمال أفغانستان! فهذه الجماعة الجهادية لم يبق لها وجود سوى في إقليم جاوزجان. وفي يوم الجمعة الماضية أظهرت مقاطع فيديو تم بثها على مواقع التواصل الاجتماعي مقاتلي حركة طالبان وهم يتجولون في القرى التي كانت محتلة حتى الآن من قبل تنظيم الدولة الإسلامية.

حيث صرّح ذبيح الله مجاهد الناطق الرسمي باسم طالبان بأن الظاهرة الشريرة لداعش قد تم القضاء عليها تماما وأنه قد آن لشعب إقليم جاوزجان أن ينام قرير العين, داعياً تنظيم داعش إلى مغادرة الأراضي الأخيرة التي يسيطر عليها في الشرق في إقليم نانجهار المتاخم للحدود الباكستانية.
ويكشف التقرير كيفية ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان عام 2015 وكيف أنه زرع نفسه في مقاطعة هلمند الجنوبية حيث تأتي معظم محاصيل الخشخاش, وكذلك في المناطق الشرقية من البلاد. وفي الشمال استفادت داعش من تجمع أعضاء الحركة الإسلامية في أوزباكستان وهي جماعة قريبة من تنظيم القاعدة بعد أن تم طردها من المناطق الباكستانية القبلية في وزيرستان وذلك من خلال عملية للجيش الباكستاني. كما استفاد تنظيم الدولة من تعاطف الأفغان معه ومن ضمنهم المقاتلين السابقين في صفوف طالبان أمثال مفيت نعمت.

حيث يبين التقرير كيف أن #مفيت_نعمت كان ولفترة طويلة أحد قادة طالبان في مقاطعة جاوزجان. لكن وعلى مر السنين لاحظ رؤسائه, الذين سمعوا السكان المحليين يشتكون منه, فساد هذا الرجل وسوء استخدامه للسلطة. وفي عام 2013, تم استدعائه إلى باكستان حيث تقع قيادة الحركة ليختفي بعدها لبضعة أشهر وكان من المفترض أن يكون معتقلاً. لكن وعندما عاد إلى مقاطعته قرر مفيت نعمت– مع مئتين من رجاله – الانضمام إلى برنامج السلام الذي أطلقته الحكومة الأفغانية. حيث تمت رؤيته في شريط فيديو تم بثه لاحقاً وهو يعانق رشيد دوستم رئيس الوزراء وأمير الحرب الأوزبكي المعروف بكراهيته لطالبان.

وقد كان مفيت نعمت يأمل بالانضمام إلى الشرطة المحلية أو إلى الميليشيا الموالية لها على أقل تقدير لضمان القوة والدخل. لكن شيئاً من ذلك لم يتحقق. فعمد نعمت على إثر ذلك إلى إنشاء مدرسة قرآنية للطاعة السلفية. وفي عام 2016 قامت الحكومة الأفغانية بإغلاق هذه المدرسة, فشعر مفيت نعمت آنذاك بالخيانة وقرر الانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
لكن حركة طالبان لم تتسامح قط مع وجود داعش على أراضيها. وإن كان بعض مقاتليها قد تحولوا من مجموعة مسلحة إلى أخرى, فإن أهداف قادة الحركة تختلف وتتضارب في بعض الأحيان. لكن لا يزال أغلبية مقاتلي حركة طالبان قوميين: إنهم يريدون إعادة إنشاء “إمارة أفغانستان الإسلامية” وقد استمروا في الحكم ما بين عام 1996 حتى نهاية عام 2001 عندما تم اقتلاعهم من السلطة من قبل القوات الأمريكية بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر. من جهتهم فإن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية يريدون القتال أينما استطاعوا ففي أفغانستان. وإن جماعتهم التي تطلق على نفسها اسم “إمارة خراسان” والتي تضم باكستان في طبيعة الحال, هي أكثر راديكالية من حركة طالبان التي خففت من تزمتها على مر السنين خاصة في مجال التعليم.

ويذكر التقرير كيف أنه وفي الأشهر الأخيرة التي أعقبت ظهور داعش, قد شنت حركة طالبان هجومها على التنظيم, في الوقت الذي كان فيه هذا التنظيم هدفاً لضربات الجيش الأمريكي. الأمر الذي أدى في النهاية إلى طرد مقاتلي داعش من منطقة هلمند لينتقل القتال بعدها إلى الحدود الباكستانية حيث فقدت داعش عدة مناطق أخرى هناك. وفي الشمال حشدت طالبان مئات بل آلاف من الرجال الذين قدموا من الأقاليم البعيدة في الجنوب لمحاربة التنظيم. وبعد عدة محاولات تمكنت طالبان من الفوز بالنهاية وطرد عناصر التنظيم من شمال البلاد.
لكن تنظيم الدولة الإسلامية بقي حاضراً في إقليم نانجهار ومنذ عدة أسابيع وهو يضرب كلما سنحت له الفرصة جلال أباد العاصمة الإقليمية. ففي يوم الثلاثاء الماضي قُتل ما لا يقل عن خمسة عشر شخصاً نتيجة هجوم بسيارة مفخخة استهدف مقر إدارة اللاجئين والعائدين. واستغرقت قوات الأمن الأفغانية بعدها خمس ساعات لقتل المهاجمين الذين تسللوا إلى المبنى واقتادوا العشرات من الرهائن. وقبل ذلك بثلاثة أيام استهدفت داعش مدرسة للقابلات القانونيات في وسط مدينة جلال أباد وقد قتل على إثرها حارس وسائق, في الوقت الذي ادعى فيه تنظيم داعش بأنه كان قد استهدف وكالة التنمية الأمريكية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.