بعد انخفاض العملة التركية.. الليرة السورية تعود لتعاملات الشمال السوري  

بعد انخفاض العملة التركية.. الليرة السورية تعود لتعاملات الشمال السوري  

حسام صالح

تواصل #الليرة_التركية انخفاضها مقابل باقي العملات الأجنبية وتحديداً الدولار، ووصل إلى مستوى قياسي جديد، بعد تخطيه حاجز 6.0 ليرة مقابل الدولار الواحد، نتيجة الأوضاع السياسية القائمة في تركيا، وتهديد الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) بفرض عقوبات وصفها بـ” الكبيرة” على تركيا مالم تفرج عن القس الأمريكي (أندرو كريغ برونسون) الذي أدى احتجازه إلى زيادة التوتر في العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي.

هذا الصعود في قيمة الدولار مقابل الليرة لم يتوقف عند هذا الحد، بل ارتفعت قيمة الدولار مجدداً ووصل سعر الدولار الواحد إلى 6.412 ليرة تركية، قابله تخوف كبير من اللاجئين السوريين في عموم تركيا من ارتفاع الأسعار بشكل لايستطيعون تحمله، نتيجة عملهم لدى المصانع والورشات التركية، وهم أصلاً من أصحاب الدخل المحدود وما يحصلون شهرياً بالكاد يكفي حاجاتهم الاساسية من آجار وأكل وفواتير.

ولم يقتصر هذا التخوف على اللاجئين السوريين (المستهلكين) للسلع، وإنما تعداه لأصحاب الفعاليات التجارية، سواء كانوا أصحاب مطاعم أو ورش أو محلات تجارية.

استطلعنا في هذا التقرير آراء العديد من اللاجئين #السوريين المقيمين في تركيا، وبعض أصحاب المحلات والفعاليات التجارية في مدينة اسطنبول، حول مدى تأثرهم بانخفاض قيمة الليرة مقابل الدولار.

العودة لليرة السورية

في الشهر السادس من العام الحالي، كشفت عدة مصادر اقتصادية نية الحكومة التركية الطلب من المنظمات تحويل أموالها إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في الشمال السوري بالعملة التركية، بهدف دعم الاقتصاد التركي، خصوصاً أن ملايين الدولارات تصرف بشكل شهري على المشاريع بتلك المناطق، ويتم توزيع رواتب الموظفين في الداخل السوري بالدولار الأمريكي، وذلك عبر شركةptt  التركية،  بعد دخول القوات التركية ونشرها نقاط مراقبة في محافظة إدلب.

وستشكل هذه العملية تحدي جديد أمام المنظمات، وهو تسليم الرواتب بالليرة التركية بعد تحويلها من الدولار، ومن ثم تحويل هؤلاء الموظفين رواتبهم إلى الدولار وبالتالي خسارة جزء من قيمة الرواتب.

ولدى استطلاع موقع الحل السوري، والسؤال عن العملة الأكثر تداولاً في مناطق الشمال السوري، تبين أن الليرة السورية هي الأكثر استخداماً، نظراً لثباتها والتحسن فيها منذ قرابة العام، وبعض الفعاليات التجارية والمحلات، لم تعد تقبل التعامل بالليرة التركية نظراً لتذبذب سعر #الصرف وتدني قيمة الليرة التركية، بعد أن كانت قبل نحو عام ونصف هي الأكثر تداولاً.

تراجع قيمة التحويلات

طرحنا سؤال على جميع الأشخاص الذين تواصلنا معهم في تركيا، حول الضرر الأكبر الذي تعرضوا له، بعد انخفاض قيمة العملة التركية، وكان الجواب الأبرز هو، تخفيض قيمة التحويلات #المالية التي كانوا يرسلونها شهرياً إلى سوريا.

يقول محمد وهو عامل في مطعم بمدينة اسطنبول “اتقاضى شهريا حوالي 1500 ليرة تركية، واعمل في المطعم منذ حوالي السنتين، في بداية عملي كنت أرسل لأهلي في سوريا حوالي 150 دولار شهرياً، وكانت تساوي 520 ليرة تركية، واتدبر أموري بباقي الراتب كوني أعيش وحيداً، أما الآن هذا المبلغ أصبح أقل من 100 دولار، ناهيك عن أجور الحوالة والتي تبلغ 5 دولار”.

من جهته، يقول “أبو رسلان” وهو صاحب مكتب في اسطنبول لإرسال الحوالات إلى المحافظات السورية “فعلياً تراجعت قيمة التحويلات المالية خلال الشهر الأخير من قبل السوريين إلى ذويهم في الداخل السوري، فمن كان يرسل 200 دولار أصبح يرسل 100، وهذا أمر طبيعي، كون أغلب السوريين دخلهم من الليرة التركية، وبالتالي تضررنا نحن أيضاً من هذا الانخفاض في قيمة الليرة”.

تأثر البضائع السورية في تركيا

تعج الأسواق التركية بالمنتجات السورية، والمحلات المخصصة لهذه المنتجات، والتي يتم استيرادها من سوريا، وبيعها للسوريين في كل منطقة يتواجدون فيها، عن طريق بقالية صغيرة مخصصة لهذه الأمور، تواصلنا مع أبو عبدو “صاحب بقالية في منطقة “الفاتح”  بمدينة اسطنبول وأكد أن “الأسعار حتماً سوف ترتفع، ولن تبقى على حالها، لأن الليرة التركية انخفضت، وفي المقابل تحسنت الليرة السورية، وماكنا نشتريه بمبلغ 1000 ليرة تركية، سنضطر لدفع زيادة عليه حوالي 400 ليرة سورية”.

وأضاف “بعض المحلات السورية توقفت عن المبيع لبضعة أيام وأغلقت، ريثما يصل سعر الصرف لحد معين ويستقر وبعدها  يواصلون عملية البيع بعد الزيادة في الاسعار”، مشيراً إلى أن بعض المحلات لم تغلق لكنها قامت بعملية التعديل على مزاجها، وأبرز المواد التي طرأ عليها تغيير هي المعلبات والزيت والسمنة والمرتديلا، لكن مادة الخبز لم يرتفع سعرها بعد”.

يجدر الإشارة هنا إلى أن المحلات السورية في تركيا، لاتخضع لأي معايير من حيث وضع أسعار المنتجات من قبل الحكومة التركية”.

المطاعم ايضاً…

من المعروف أيضاً أن الكثير من المطاعم السورية باتت منتشرة في الولايات التركية، وخصوصاً التي يتواجد فيها السوريين بكثرة، كغازي عنتاب واسطنبول وانطاكيا والريحانية ومرسين وبورصة، والتي بدورها نالت نصيبها من انخفاض قيمة الليرة التركية، فجميع من التقيناهم من أصحاب مطاعم في منطقة اكسراي بمدينة اسطنبول أكدوا أنهم رفعوا أسعار الوجبات منذ اسبوعين.

وعن سبب هذا الارتفاع في أسعار الوجبات، مع أن أسعار المواد الغذائية لم ترتفع في تركيا بعد، ومازالت على حالها، يقول صاحب مطعم للوجبات السريعة “التجار هنا رفعوا الأسعار لوحدهم دون أي قرار رسمي وبالتالي تأثرنا بهذا الارتفاع، إضافة إلى أن أسعار الإيجار ارتفعت أيضاً، كون المنطقة التي نعمل بها هي منطقة سياحية، وبعض المحلات يتم دفع إيجارها بالدولار وليس بالليرة التركية”.

وكانت الليرة التركية هبطت الأسبوع الماضي مسجلة 5 ليرات مقابل الدولار #الأمريكي، بعد أن أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على مسؤولين أتراك بمن فيهم وزير العدل (عبد الحميد غول) ووزير الداخلية (سليمان صويلو).

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.