اللاذقية – سلمى الخال

لم تتوقع الأم” فداء حسون” أن تكون الوفاة مصيرا لطفلتها إيلينا المصابة بإسهال مزمن، لكن اختيارها مشفى الأسعد الخاص في جبلة للعلاج كان بمثابة الضربة القاضية التي أنهت حياة الطفلة بتقرير مذيل بعبارة ” خطأ طبي”.

قصة الطفلة إيلينا عجيب ( 8 أشهر) بدأت عندما نصحت الطبيبة والدتها بتحويلها لمشفى خاص سيكون أقدر على التعاطي مع حالتها على اعتبار أنها لا تتقبل الشوارد التي تعطى لها، ورغم عدم امتلاك الوالدين للمال إلا أن أنين الطفلة دفعهما للامتثال لنصيحة الطبيبة، وفي المشفى تولى طبيب التخدير المدعو وائل برهوم فتح وريد الطفلة لاعطائها المصل اللازم لحالتها على عجل، ما تسبب بتورم يد الطفلة بشكل تدريجي، ورغم شكوى والدتها من انتفاخ يدها وخروج المصل منها وأنينها المستمر، إلا أن الممرضات لم يتعاطين بجدية مع الحادثة.

بقيت الطفلة على هذه الحالة ثلاثة أيام لم يزرها خلالها طبيب مختص، وراحت تتقاذفها أيادي الممرضات حتى تفاقمت حالتها بشكل ملحوظ وفي النهاية نصحت ممرضة منهن بضرورة نقلها لمشفى آخر على اعتبار أن هذا المشفى لا يملك شيئا ليقدمه لها، وقبلت بمرافقتها مقابل مبلغ من المال عرضته والدة الطفلة التي لفظت أنفاسها الأخيرة في سيارة الإسعاف وسط صراخ والدتها ووالدها اللذان عادا إلى المشفى مع جثة طفلتهما وقررا فتح تحقيق لكشف ما حصل معها أمام الشرطة.

الحادثة التي ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي كشفت عن انهيار الثقة بين الأهالي ومشافي المدينة، كثير منهم غير متفائل أصلا بنتائج التحقيقات، على اعتبار أن الاخطاء الطبية تمر مرور الكرام في مشافي اللاذقية ولا تحصل محاسبة حقيقية لمرتكبيها، إلا أن هذه الحادثة جعلتهم متخوفين من مصير مجهول سيواجه أطفالهم في حال قرروا علاجهم بمشاف خاصة أصبحت لا تقل سوءا عن المشافي الحكومية على حد وصفه.