التنقل في ديرالزور.. ثلاث مناطق سيطرة لكل منها قانون

التنقل في ديرالزور.. ثلاث مناطق سيطرة لكل منها قانون

حمزة فراتي – ديرالزور

شهدت محافظة ديرالزور منذ بداية تشكيل الكتائب المسحلة المعارضة للنظام معارك عدة بين الطرفين، للسيطرة على طرق المواصلات في المحافظة، خاصة أن ما يميز المواصلات في ديرالزور هو وجود نهر الفرات الذي يقسم مناطقها لقسمين #الجزيرة و#الشامية.

حيث تنقسم المحافظة الآن إلى ثلاث مناطق سيطرة: الأولى للنظام والقوات الرديفة له، والذي يسيطر على كامل المدينة وقرى وبلدات الخط العربي الواقعة على طريق (ديرالزور دمشق) و(طريق ديرالزور حلب)، وغربي المدينة من جهة النهر وقرى الحسينة ومراط والحصان وكامل الريف الشرقي (شامية) وصولاً لمدينة #البوكمال، بينما تسيطر قوات سوريا الديمقراطية (#قسد) المدعومة من قبل التحالف الدولي، على القسم الثاني وهو قرى وبلدات شمال النهر (جزيرة) وصولاً لريف البوكمال والذي يعد القسم الثالث والذي يسيطر على بعض منه تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش) متمثلاً بجيوب صغيرة (مدينة هجين وقرى الشعفة وأبو حسن) محاصرة من قبل النظام وقسد.

هذا التقسيم أثر على استراتيجية المنطقة وأدى إلى حالة تمزق وتشتت كبيرة باأوصالها خاصة بعد دمار كافة الجسور البرية والنهرية وتوقف غالبية الطرق الرئيسة نتيجة الدمار الذي أصابها أيضاً من قبل الطيران الحربي الروسي والتحالف الدولي أثناء فترة المعارك مع التنظيم في المنطقة.

وفي سؤالنا عن أمن الطرقات وصلاحيتها وكيفية تحرك المدنيين الموجودين في كل من المناطق الثلاث، أجابنا المهندس صلاح الحسين (موظف سابق في مديرية النقل بديرالزور) وبدأ بمناطق شمال النهر الواقعة تحت سيطرة قسد، إن “المدنيين المتواجدين في مناطق قسد يعانون كثيراً من انتشار قطاع الطرق في المنطقة والذين يقومون بعمليات خطف وسلب وسرقة وأحياناً قتل، حيث تعجز الأخيرة عن تأمين الطرقات المسلوكة بشكل كامل، فتوقفت غالبية الطرق الرئيسية بوقت سابق عن الخدمة نتيجة دمار حل بها أثناء المعارك مع التنظيم، دفع الناس إلى سلك طرق فرعية للتنقل لقضاء حاجاتهم، حيث يستغل اللصوص ذلك، ويقومون بنصب حواجز طيارة ليلية لا تحمل رايات أو إشارات دلالية في مناطق نائية بعيدة عن القرى والمدن”

وتزايدت تلك العمليات خلال السنوات الأربع الماضية، من عمليات سلب ونهب وسرقة طالت العديد من المدنيين وغالبيتهم من الفارين من مناطق سيطرة داعش، حيث يقوم اللصوص بسرقتهم، لافتاً إلى “قيامهم بقتل من يحاول التصدي لهم أيضاً، كما حصل مع ثلاثة شبان بالقرب من بلدة أبو حمام، حيث قتل قطاع الطرق اثنان منهم ونجا أحدهم ظناً منهم بأن الثلاث قتلوا أثناء إطلاق النار، والسبب هو محاولة الشبان العراك معهم وعدم الانصياع لهم” وفق تعبيره.

وفي غالب الأحيان يقوم هؤلاء بنصب حواجز سريعة بوضح النهار في مناطق بعيدة خارج المنطقة، وتكثر تلك الحواجز على الطرقات المنتشرة في البادية الشمالية باتجاه مدينة الحسكة، حيث تعرض الكثير من المدنيين لعمليات تشليح بوضح النهار بدون حسيب أو رقيب، حيث كان آخر تلك الحوادث قيام اللصوص باختطاف رجل وابنه من ريف ديرالزور كانا متجهين إلى الحسكة، ليقوموا بعدها بطلب فدية مالية كبيرة من ذويهما المقيمين خارج البلاد، مقابل إطلاق سراحهما.

وبحسب الحسين يجب على المدنيين في المنطقة “توخي الحذر وتجنب التحرك ليلاً وقضاء معظم أشغالهم في النهار، وفي حال اضطروا للخروج ليلاً، يجب عليهم سلك الطرق الرئيسية وتجنب الطرق الفرعية، كما ويجب على عناصر قسد الاهتمام بأمن الطرق، وتسيير دوريات ليلية وملاحقة هذه العصابات ومعاقبتهم”

بينما يختلف الوضع كثيراً في مناطق سيطرة النظام والقوات الحليفة له شرقي النهر، بحسب المصدر ذاته، حيث أن غالبية الطرقات الرئيسية في المنطقة عادت إلى العمل بعد خروج التنظيم منها، فلم يلحق بها ضرراً كبيرا وأهمها طريق ديرالزور الميادين، والذي يمر من وسط التجمعات السكنية فلا يحتاجون للمرور بطرق فرعية مطلقاً، حيث تنتشر قوات النظام والقوات الحليفة لها بشكل كبير في المنطقة ولأن نسبة المتواجدين من المدنيين لاتزال قليلة فلم تسجل أي حادثة تشليح أو سلب على الطرقات الرئيسية بحق المدنيين على خلاف ما يحصل في مناطق قسد”.

*التنقل بين مناطق قسد والنظام*

يتابع الحسين حديثه، أن “قوات النظام تسمح للمدنيين المتواجدين في مناطق سيطرتها بالذهاب إلى مناطق قسد لأجل قضاء حاجتهم (تبضع زيارة أقاربهم …) وذلك من خلال المعابر المائية التي تدر الأموال لهم، إلى جانب سعيها الكبير لكسب تأييد أكبر قدر ممكن من الأهالي النازحين في مناطق قسد للرجوع إلى مناطقهم”.

لا تعد وسيلة التنقل من خلال العبارة المائية آمنة بالنسبة للأهالي، فقد شهدت الأشهر الخمس الماضية، أكثر من حالات غرق لبعض المدنيين أثناء تنقلهم، أما للحمولة الزائدة حيث يتم نقل الآليات مع المدنيين، او تسرب الماء إلى العبارة، ناهيك إلى عدم وجود رصيف لتلك العبارات، وفق قوله.

*التنقل في مناطق سيطرة داعش*

يسن التنظيم المتشدد قوانين صارمة في المناطق التي يسيطر عليها، فمثلاً عقاب قطاع الطرق هو أن يقام عليهم حد الرحابة (إذا قتلوا وأخذوا المال قُتلوا وصُلبو وإذا قتلوا ولم يأخذوا المال قُتلوا ولم يُصلبوا، بينما إذا أخذوا المال ولم يَقتلوا قُطع من كل واحد منهم يده اليمنى ورجله اليسرى)، حيث سجلت خلال فترة سيطرة التنظيم على معظم المنطقة حالات سرق ونهب محدودة على الطرقات بين مناطقه، وغالبية تلك الحالات عناصر منه هم من قاموا بها وألقي القبض عليهم وتم قتلهم وصلبهم في ساحات عامة بوسط المنطقة أمام حشود وتجمهر العديد من المدنيين، مشيراً إلى أن التنظيم يسير دوريات مكثفة بشكل دائم على الطرقات الفرعية قبل الرئيسية في مناطق سيطرته فهو متأهب بشكل دائم لأي تحرك ضده، الأمر الذي يخفف كثيراً من خروج قطاع طرق وعصابات تشليح في مناطقه، يختتم المصدر.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.