تخوفا مما قد يحدث زوجوها في عمر الـ11 عاماً.. فماذا حدث؟

تخوفا مما قد يحدث زوجوها في عمر الـ11 عاماً.. فماذا حدث؟

رهام غازي

ساهمت سنوات الحرب الطويلة في سوريا بانتشار ظاهرة زواج القاصرات في العديد من المحافظات السورية التي عانت من الحصار وتدني الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وانتشار البطالة،
حيث باتت بعض الأسر الفقيرة تجد في تزويج فتياتهنّ اليافعات حلاً سهلاً للتخلص من المسؤولية ونفعاً مادياً في بعض الأحيان.

وينتشر زواج القاصرات في المناطق الريفية بالشمال السوري، حيث تنعدم أبسط مقومات الحياة، ويغيب التعليم والوعي بخطورة هذا الزواج على صحة الفتاة وسلامة البنية المجتمعية.

وتعتبر هيام أحمد البالغة من العمر 20 عاماً واحدة من الفتيات اللواتي أُجبرن على الزواج من قبل أهلها، الذين وجدوا في عدم ذهابها للمدرسة وزواجها المبكر “سترة”، واضطرت للقبول بزواج لا تعرف معناه إلا من الكلمات التي لقنتها إياها والدتها قبل رؤية زوجها بأيام، تحديداً عندما أتمت عامها الحادي عشر.

ولا تعتبر قصة هيام الأولى من نوعها في المناطق الريفية التابعة لمحافظة حلب، فالكثير من صديقاتها بالإضافة إلى أخواتها الثلاث تعايشن مع هذا الواقع، ووفقاً لتقرير المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، فإن السنوات الأخيرة شهدت ارتفاع عدد الزيجات المعقودة على قاصرات في سوريا من 7 إلى 30% في عام 2015.

أوضحت هيام في حديثها لموقع الحل السوري أنها في عمر الـ 11 عاماً لم تعرف سوى الخوف من العقاب في حال عدم قبولها لقرار أبيها الرافض تماماً لفكرة وجودها في المنزل وتحمل مسؤوليتها، قائلةً: “أبي كان مصرا عالزواج لأنه لايريد لابنته الصغيرة أن تبقى عازبة”.

وأشارت إلى أنها تعرضت في فترة زواجها القصيرة لتعنيف لفظي وجسدي من زوجها الذي يكبرها بـ 19 عاما، والذي كان يرى فيها مساحة لتفريغ أوجاعه من آلام الكلى التي لم تمكنه من البقاء على قيد الحياة معها سوى سنوات قليلة، قائلة: “أنا انغدرت كنت طفلة وفتحت عيوني عالدنيا لقيت حالي متزوجة من رجال مريض وعندي بنت”.

وأكدت هيام على أنها واجهت صعوبات كثيرة في مرحلة الحمل بسبب ضعف جسدها وقوامها، وفي مرحلة تربية أطفالها والتعامل معهم، معبرة عن ذلك بقولها: “شي كتير صعب تكوني طفلة وعم تربي أطفال ومايكون عندك قدرة جسدية ووعي كافي”.

من جانبها أوضحت الأخصائية النفسية ضحى حزاني أن زواج القاصرات يجعل الفتاة أكثر عرضة للعنف الجنسي أو الجسدي، وإذا سلِمَ الأمر منهما فلا بدّ من التعرض للعنف الاجتماعي أو المنزلي أو النفسي، ما يعرضهن لصدمات وظهور اضطرابات نفسية في أعمار صغيرة.

وأضافت حزاني أن آثار هذا النوع من الزواج قد تصل في بعض الأحيان إلى اعتراض التطور الطبيعي الفيزيولوجي لأجساد الفتيات، ويجعلهن أكثر عرضة للآلام غير المحتملة أثناء العلاقة الزوجية، ويضاعف من مخاطر الحمل والمخاض والولادة المبكرة بنسبة كبيرة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.