بسام الحسين

لعل المحل الوحيد في دمشق الذي تشاهد به صورة رئيس النظام (بشار الأسد) مع عدد من رؤساء الدول الذين زاروا #دمشق قبل اندلاع الثورة هو محل بوظة #بكداش وسط سوق الحميدية، وهذا ما يؤكد أن المحل موضع ثقة من حيث اتباع أدق المعايير الصحية حيث أنه من غير المعقول أن تسبق زيارة للرئيس لمكان ما قبل أن تكون الفرق الصحية وطواقم التموين وعناصر المخابرات الجوية فتشت المكان.

لكن الحال تغير مع رفض مالك المحل (موفق محمد حمدي بكداش) بيع محله لرجل أعمال إيراني، وبدأت مسلسلات النظام بحجج متضاربة للاستيلاء على المحل، حيث كان السبب في البداية هو خلط الفستق الحلبي مع الفستق السوداني! وتحول فيما بعد إلى استخدام حليب البودرة المجفف بدلاً من الحليب العادي! ثم الكلام عن وجود “قذارة” في قسم تحضير البوظة، وقبلها تكليف ضريبي بنحو 100 مليون ليرة سورية. وصدر القرار مؤخراً بإغلاق المحل “لوجود حشرات في مستودع المواد الغذائية”.

تهديد بالقتل

مطلع 2015 كان موظفو محافظة دمشق وخلفهم عناصر فرع الأمن العسكري 215، يوجهون إنذارات لمئات العوائل وأهالي حي البساتين شرق المزة الدمشقي لإخلائها، المهلة كانت شهرين لتسليم البيوت لهدمها، وتنفيذ تنظيم جديد لمشروع أبراج خلف السفارة الإيرانية في دمشق، يغير معالم وتركيبة السكان في المنطقة.

المخطط الإيراني بالاستيلاء على أحياء كاملة داخل دمشق ليس جديداً، وإنما يعود إلى الفترة التي تلت سقوط النظام العراقي 2003، لكن الموضوع لم يكن بهذا الوضوح والتجلي كما هو اليوم، الخبير العقاري (يزن خربوطلي) يعمل في مجال العقارات منذ أكثر من 32 عام، قال لموقع الحل السوري، “اتبعت #إيران سياسات مختلفة مع الأهالي لاستملاك منازلهم وعقاراتهم، منهم من تم تهديدهم لإجبارهم على إخلاء منازلهم لصالح مشروع السفارة، وهذا حصل مع أهالي بساتين الصبارة بالمزة، وخلف مشفى الرازي، وأيضا بالقرب من المتحلق الجنوبي، دون دفع أي تعويض، بحجة حق الاستملاك العام.

وبحسب خربوطلي فإن جميع أهالي المزة لا يزالون يتذكرون “حادثة مقتل الشاب (معاوية المعلم)، خلف مشفى الرزاي، على يد إيراني، بعد رفضه بيع منزله، وتم الترويج للقصة على نطاق واسع من قبل ميليشيات النظام لنشر الرعب في قلوب الأهالي، ليجري بعدها بيع #المنازل والأراضي على قدم وساق”.

ويخطط النظام لإعادة هيكلة جنوبي دمشق وفقا للآتي، مشروع تنظيمي يقسم إلى قسمين الأول رقم 101 لتنظيم منطقة جنوب شرقي المزة بمساحة 214.9 هكتار، والمشروع الثاني رقم 102 لمنطقة جنوب المتحلق الجنوبي بمساحة 880 هكتاراً التي تشمل المنطقة الممتدة جنوب داريا، والقدم، والعسالي، ونهرعيشة، وبساتين القنوات، إضافة لمساحات خضراء تعادل 35% من مساحة المنطقة التنظيمية.

افتعال حرائق ومنع وصول سيارات الإطفاء

العام 2016 أخذت الضغوطات والممارسات شكلاً أكثر إجراماً مما سبق عليه حيث أقدمت عناصر تابعة لمليشيات إيرانية بافتعال حريق في سوق العصرونية القديم، ما أدى لوقوع خسائر مادية لاتقدر بثمن، وأكد شهود عيان وقتها لوسائل الإعلام التي اهتمت بالحدث أن عناصر المليشيات افتعلوا حريقاً في مخازن لألعاب الأطفال، أدت لاحتراق نحو 200 محل ومخزن مع بضائعها.

سالم محناية (مؤرخ ومهتم بتاريخ دمشق الأثري) أكد أن “حكومة النظام وكعادتها نسبت أحداث الحريق لتماس كهربائي، بينما الحريق مفتعل لأن العناصر الأمنية على الحواجز منعت وصول سيارات الإطفاء لبعد عدة ساعات من وقوع الحريق، وسبق الحريق إقدام أشخاص لشراء تلك المحال بمبالغ ضخمة من التجار في العصرونية والحميدية، وقوبلت تلك العروض بالرفض فكانت النتيجة إضرام النار بتلك المحال وجعلها تلتهم أقدم سوق في دمشق”.

ويؤكد محناية أن العصرونية تعرضت لحريقين خلال عام 2016، وزعمت حكومة النظام أن سبب الحريق كان تماساً كهربائياً أيضاً.

ويختم محناية حديثه لنا بالقول: “أن إيران تحرق دمشق القديمة لابتلاعها كلقمة سائغة، وأن الحرائق التي تسببت فيها إيران في حي العصرونية والحميدية والقنوات والتهم مئات المحلات التجارية، يأتي في إطار توعدها العملي بجعل دمشق المحافظة رقم 35”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة