معضمية الشام بين تحسن الواقع الخدمي وتفاقم الهواجس الأمنية

معضمية الشام بين تحسن الواقع الخدمي وتفاقم الهواجس الأمنية

سليمان مطر – ريف دمشق

سيطرت قوات النظام على مدينة #معضمية_الشام في #الغوطة_الغربية بريف #دمشق، عام 2016، بعد اتفاق مصالحة مع فصائل المعارضة الموجودة فيها، وأصبحت بذلك المدينة المتاخمة للعاصمة تُعامل بأحكام مناطق النظام، بداية من التدقيق الأمني، وصولاً إلى المعاملات اليومية والأحوال الشخصية، وحتى المعاملات الاقتصادية.

ويعيش سكان المعضمية تحت حكم قوات النظام التي قتلت الآلاف منهم خلال السنوات الماضية، عبر قصفها للمنطقة بكافة أنواع الأسلحة بما فيها السلاح الكيماوي المحرّم دولياً، والتي لا تزال تعتقل المئات دون توضيح مصيرهم، على الرغم من وجود شرط أساسي في مصالحة المدينة مع النظام ينص على الإفراج عنهم وتوضيح مصيرهم.

الناشط محمد المعضماني ذكر لموقع الحل أنّ حكومة النظام قدمت خدمات جيدة للمدينة بعد السيطرة عليها، من خلال صيانة الكهرباء، وتفعيل خدمات الهاتف والانترنت، إضافةً لشراكتها مع مؤسسات دولية لإعادة إعمار المدارس وعدد من المنشآت في المدينة، إلّا أنّه لا تزال هناك مشاكل خدمية تواجه السكان أبرزها أزمة المياه، حيث لا تصل المياه الرئيسية لكافة أنحاء المدينة، إضافةً لأزمة النفايات التي لا يتم التعامل معها بشكل دوري، وتتراكم في عدة أحياء من المدينة.

وأضاف المصدر أنّه وعلى الرغم من تقديم خدمات جيدة نسبياً، إلّا أنّه لا تزال هناك مشاكل تواجه سكان المدينة، أبرزها ما يتعلق بالأحوال الشخصية، حيث لا يستطيع عشرات الشباب المنشقين عن قوات النظام الحصول على الأوراق الرسمية، وبالتالي يُحرمون من تسجيل زواجهم، أو تسيير المعاملات المختلفة بسبب عدم قبولهم بالعودة للخدمة مع جيش النظام.

وأفادت مصادر أهلية داخل المدينة للحل أنّ التسويات التي تمت لم تمنح الحرية التامة في التحرك للمطلوبين أمنياً، حيث تم توقيف العشرات لأيام، قبل أن تتدخل لجنة المصالحة في تسيير أمورهم، كما تم اعتقال عشرات الشبان للخدمة مع قوات النظام.

وبحسب المعضماني فإنّ معاناة سكان المعضمية لا تتوقف عند واقع أمني أو خدمي، بل هناك “ضغوطا نفسية سببها ما فرضته قوات النظام من مظاهر موالية لها، من طلاء الجدران بأعلامها، وصور رأس النظام”، على الرغم من أنّ المدينة التي انتفضت على النظام في 2011، ذاقت من أصحاب الصور التي ترسم في مدينتهم أشد أنواع التعذيب والقتل بكافة أنواع الأسلحة، حسب قوله.

كما أكدّ المصدر أنّ سكان الحي الشرقي (حي مساكن عناصر للنظام) لا يزالون ناقمون على أهل المدينة، بسبب مواقفهم المناهضة للنظام، حيث يعتبرونهم المسبب في دمار المدينة، وليس قوات النظام التي قامت بقصفها على مدار أربع سنوات.

وبهذا فإنّ مدينة معضمية الشام تعافت خدمياً وتظهر الحياة فيها بشكل طبيعي، إلّا أنّ سكانها لا يزالون يواجهون مشاكل كبيرة، تؤرق عيشهم، وتجعل حياتهم تتداخل مع هواجس أمنية ونفسية، بسبب الخوف من “انتقام” قوات النظام منهم في الفترة القادمة، بحسب ناشطين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.