حمزة فراتي – ديرالزور

فرضت ظروف الحرب التي شهدتها عموم محافظة #ديرالزور خلال السنوات القليلة الماضية العديد من المآسي والمشاكل التي أثقلت كاهل قاطنيها وضاعفت همومهم، ولاسيما بعد تقطع أوصال المنطقة داخلياً بخروج كافة جسورها البرية والنهرية عن الخدمة بقصف التحالف الدولي والطيران الحربي الروسي.

حيث تعد تلك الجسور الركيزة الأساسية للتنقل في منطقة يقسمها نهر الفرات إلى جزئين منطقة #الجزيرة ومنطقة #الشامية، الأمر الذي خلق وسيلة نقل جديدة تعد مساوئها أكثر من إيجابياتها وهي (العبارات المائية)، والتي تكون عبارة عن مجموعة من القوارب الصغيرة، التي تستخدم فيها المجاديف اليدوية، بالإضافة إلى الزوارق الآلية السريعة، والطوافات الضخمة التي تستطيع نقل السيارات أيضاً، وقد أصبحت هذه العبارات الوسيلة الأكثر رواجاً في المنطقة، لنقل الأشخاص والمواد الغذائية بعد انهيار كافة جسورها.

وبالرغم من خطورتها وقلة عوامل الأمان فيها، إلا أن المدنيين لجؤوا لاستخدامها مجبرين، بسبب عدم وجود جسور تربط المناطق فيما بينها، فقد وقعت عدة حوادث ومخاطر وصلت إلى الموت أحياناً، فيما يعتبر الأهالي أن العبارات هذه ليست حلاً.

تقول غالية محمد (من أهالي مدينة الميادين بريف ديرالزور الشرقي) لموقع الحل، إن “الأهالي المتواجدين في المدينة يستخدمون العبارة للوصول إلى الطرف المقابل من النهر حيث أماكن سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (#قسد) للتبضع كون النظام يسمح لهم بذلك، فأسعار المواد الغذائية في مناطق قسد أرخص كثيراً من الأسعار في مناطق سيطرة النظام، إلا أن حالة العبارة سيئة للغاية حيث تفتقر إلى كافة وسائل الأمان، إضافة الي تعطلها أكثر من مرة إحداها كانت بوسط النهر”.

وأضافت أن “غالبية العبارات تقوم بنقل المدنيين والسيارات معاً في نفس الوقت مما لا يجعل للأهالي مكاناً للانتظار اثناء الوصول ولا يوجد رصيف انتظار ملائم سواء لرسو العبارات او لانتظار الأهالي” وفق قولها.

وقال سالم الخلف (من سكان بلدة حوايج ذياب غربي مدينة ديرالزور) لموقع الحل، إن “أهالي القرى يتعرضون لمخاطر جسيمة اثناء التنقل بالعبارات النهرية، فوجود فجوة كبيرة(مسافة) بين الشاطيء والعبارة أثناء صعود الأهالي إليها، يعرضهم في غالب الأحيان للغرق، كما حصل مع عائلة نازحة من مدينة ديرالزور في معبر #الصالحية في أواخر مايو الماضي، حيث فقدوا طفلهم البالغ من العمر 10أعوام نتيجة زلقه في حفرة كبيرة داخل المياه بالقرب من العبارة.
وأضاف أن “الأهالي في غالب الأحيان يتنظرون أوقاتا طويلة (تتجاوز 5 ساعات) على الشاطىء وتكون العبارة معطلة وفي انتظار الفني لصيانتها حتي يتمكنون من اللحاق بعملهم أو العودة إلى منازلهم” مشيراً إلى “عدم وجود سور يحمي المدنيين بالعبارة أثناء نقلهم، حيث يستعينون بسلك صغير يمسكون به خشية السقوط بالمياه.”

وأكد الخلف أن “هناك عدد كبير من حالات الغرق نتيجة السقوط من على العبارات أو أثناء محاولة الصعود، لعدم التزام القائمين عليها بالحمولة المطلوبة مما أدى إلى غرق إحدى العبارات بالنهر في مطلع الشهر الفائت، ما تسبب بغرق امرأة وطفل بالقرب من معبر #الجنينة”.

ويقول حامد العلي من (من بلدة سعلو) إن “أغلب سكان البلدة يستخدمون المراكب الشراعية الصغيرة للتنقل من البلدة الي الطرف المقابل من النهر مضيفا أنها الوسيلة الأسرع والأرخص للتنقل”.

وأشار العلي إلى أن “هذه العبارت تسببت في غرق كثير من الشباب والأطفال والنساء وحتي كبار السن بعد سقوطهم من عليها لعدم توفر أية سبل للأمان فيها ولكن ما باليد حيلة فهي الوسلية الوحيدة للتنقل في المنطقة ونحن مجبرين عليها لتبقى هي طرق التواصل الوحيدة، لأهل دير الزور على جانبي نهر الفرات، وللتواصل مع خارج المحافظة خاصة #الحسكة، بالرغم من المخاطر الكثيرة المرافقة لها”، يختتم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.