مستقبل تحدده الحواجز والجغرافيا: ما هي أوضاع طلاب الجامعات في مناطق المعارضة؟ وكيف يتدبرون أمورهم؟

مستقبل تحدده الحواجز والجغرافيا: ما هي أوضاع طلاب الجامعات في مناطق المعارضة؟ وكيف يتدبرون أمورهم؟

هاني خليفة – حماة

تتفاقم معاناة الطلاب الجامعيين السوريين منذ سبع سنوات مع ازدياد وتيرة الحرب في #سورية، ما أدى لانقطاع الكثير من الشبان عن #التعليم بالمرحلة الجامعية، نظراً للصعوبات الأمنية والمعيشية التي تواجههم في الداخل السوري.

وعلى الرغم من هجرة الكثير من الطلاب الجامعيين بحثاً عن ملاذ آمن خارج سورية، يؤويهم من ويلات الحرب، ويساعدهم في تحقيق طموحهم المستقبلي في استكمال مرحلتهم الجامعية، إلا أنه لا يزال قسم آخر منهم، يُكمل المرحلة الجامعية بين جامعات في مناطق سيطرة قوات النظام، وجامعة واحدة في منطقة #إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، والتي تشرف عليها #الحكومة_السورية_المؤقتة، رغم أنها لم تحصل على اعتراف رسمي بأي دولة.

خيارات الطلاب الجامعيين في ريف حماة

“تَكمن المعاناة الأكبر لدى معظم الطلاب الجامعيين المتواجدين في مناطق سيطرة المعارضة بريف حماة بانتشار الحواجز والتدقيق الأمني على دفتر العسكرية ومصدقة التأجيل الدراسية”، بحسب ما قاله الطالب حسين العلي لموقع الحل، والذي يدرس في جامعة #حمص.

وأضاف العلي: “لم يعد اختيار الفرع الذي نرغب بدراسته أساسياً كما في السابق، بل ننظر لأي من الجامعات هي الأقرب، ونبحث عن طلاب من منطقتنا لنستقلّ حافلة واحدة، تسهل علينا طريقنا، لأن موضوع المواصلات، هو بغاية الصعوبة بسبب الحواجز العسكرية المنتشرة بأرجاء المنطقة”.

وأكّد العلي أن نسبة الطلاب الجامعيين الشباب منخفضة بشكل كبير، في جامعتي حمص أو #حماة، وقال: “أعتقد أن النسبة من فئة الذكور لا تتجاوز 30 في المئة من عدد الطلاب المُسجلين، إذ يمتنع الكثير من الطلاب القاطنين في مناطق سيطرة المعارضة من الذهاب إلى جامعاتهم خوفاً من الاعتقال والتجنيد الاجباري وحمل السلاح بوجه المدنيين، كما أن الكثير من طلاب الجامعات من أبناء المدينتين إما أن غادروا البلاد أو يقطنون في منازلهم”.

ويتابع العلي: “إن السبب الأساسي الذي يدفع الطلاب الجامعيين للبقاء لدى جامعات النظام، هو طموحهم بالحصول على شهادة جامعية معترف بها، إضافة إلى فرصة حصولهم على ورقة تأجيل #خدمة_العلم، الإجبارية”. مشيراً إلى أن معظم الطلاب الجامعيين يتأخرون في انجاز مرحلتهم الجامعية سنوات عدة، ويبقون حتى سبع سنوات في الجامعة، بسبب حصولهم على فرصة لتأجيل انخراطهم في الحرب، من خلال الخدمة الإلزامية.

وختم العلي قائلاً: “نحن أمام خيارين إما الهجرة خارج سورية، والبعد عن عوائلنا، أو أن نتأخر للحد المسموح لنا به، وهو سبع سنوات دراسية من تأجيل خدمة العلم، والبقاء في المرحلة الجامعية”.

الهروب إلى المجهول

لا توجد إحصائيات رسمية لطلاب الجامعات الذين نقلوا إلى جامعة إدلب أو الذين انقطعوا عن دراستهم بشكل كامل، نظراً للظروف، ليبقى قطاع #التعليم من أكثر القطاعات التي تعاني من ويلات الحرب في البلاد، سواء مراحل التعليم المدرسي الأساسي والثانوي، (نظراً لدمار الكثير من المدارس بفعل القصف)، أو حتى مرحلة التعليم الجامعي أيضاً.

ظروف الطالب محمد عز الدين، الذي كان يدرس كلية التربية في إحدى جامعات مدينة حماة، ونقل إلى مدينة إدلب بسبب ملاحقة النظام لوالده بسبب موقفه السياسي، أجبرته على النقل من جامعة حماة إلى جامعة إدلب. مؤكداً أن الكثير من الطلاب لا يستطيعون إكمال دراستهم في إدلب نظراً لعدم تمكنهم من الحصول على كشف العلامات لأنه يتحتّم عليهم بحسب القوانين الداخلية لجميع الجامعات، الذهاب وطلب الكشف واستلامه شخصياً.

ويضيف عز الدين: “يشترط في جامعة إدلب من الذين يريدون إكمال مرحلة التعليم الجامعي، ممن لا يملكون كشف علامات من جامعتهم السابقة في مناطق سيطرة النظام، إحضاره قبل مرحلة التخرج من الجامعة للحصول على الشهادة (غير المعترف بها).. لا يزال الطلاب الجامعيون محاصرون بهذه الهواجس، بأن مستقبلهم سيضيع ما لم يتم الاعتراف بالشهادات الصادرة عن جامعة إدلب”.

أما الطالب حسن الدبيس، الذي ترك جامعته في مدينة #حلب بعد سنتين من التعليم، أوضح أن المضايقات والتشديد الأمني من قِبل الحواجز المنتشرة لقوات النظام والمليشيات المساندة لها، خاصةً وأنه من عائلة معارضة لقوات النظام، هو أحد الأسباب التي دعته لترك الجامعة، والسبب الأخر هو تردي الأوضاع الاقتصادية لعائلته كونه يتطلب من المصاريف الأساسية لا يقل عن 35 ألف ليرة سورية في الشهر الواحد.

يشار إلى أن قطاع التعليم يعد من أكثر القطاعات التي تضررت خلال سنوات الصراع، ما أدى إلى تدني التحصيل العلمي لدى طلاب الجامعات نتيجة الظروف الأمنية السيئة التي تؤثر على وصول الطلاب إلى جامعاتهم، ليبقى مستقبل الكثير منهم مجهولاً، خاصةً من نقل على جامعات غير معترف بها كجامعة إدلب التابعة للحكومة السورية المؤقتة، آملين أن تنتهي الحرب في بلادهم ليعيدوا تكوين مستقبلهم من جديد الذي لطالما ضاع منهم لسنوات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة