هاني خليفة – حماة

“مللت من السفر ونقل الدم لأطفالي الثلاثة ورؤيتهم يتعذّبون أمام عيني ولا أستطيع أن أفعل لهم شيئاً”، بهذه الكلمات بدأت افتكار (من سكان إحدى بلدات مناطق سيطرة قوات النظام في ريف #حماة والمتزوجة من ابن عمتها) حديثها مع موقع الحل عند سؤالها عن مرض أطفالها وهو فقر دم البحر المتوسط أو ما يعرف بـ #الثلاسيميا.

وتوضح افتكار أنها تسافر إلى مدينة حماة مرتين شهرياً إلى مجمع الأسد الطبي، من أجل نقل الدم إلى أطفالها الذين أعمارهم 15 و 12 و8 سنوات. مشيرةً إلى أنهم يحتاجون إلى تزويد أجسامهم بكريات دم حمراء عن طريق أكياس دم يتلقوها بشكل دوري ومنتظم، وذلك خوفاً من انخفاض نسبة #خضاب_الدم لديهم.

وشددت على أنه لا يوجد خيار آخر للحفاظ على سلامة أطفالها، فالحل البديل للتخلص من هذا المرض هو إجراء عمليات زرع نقي أو خلايا وهو أمر مستحيل كونه مكلف جداً والذي يفوق الـ 40 مليون ليرة سورية (أي ما يعادل حوالي 90 ألف دولار أميركي) للشخص الواحد. فهي لا تدري من أين تؤمن أجرة الطريق في كل مرة تريد أن تنقل لهم الدم، بحسب تعبيرها.

ما هو مرض الثلاسيميا وما هي أعراضه؟

الطبيب كمال العثمان، أكد لموقع الحل، أن الثلاسيميا له ثلاثة أنواع وهي (الألفا ثلاسيميا، والبيتا ثلاسيميا، والدلتا ثلاسيميا)، وذلك بحسب الأقل خطورة فالأكثر فالأكثر، ويعتبر من الأمراض الوراثية الخطيرة، ويعني عدم قدرة الجسم على تكوين كريات الدم الحمراء بشكل صحيح، نتيجة خلل في خضاب الدم، ما يؤدي لعدم اكتمال الكريات وتحللها بعد فترة قصيرة، بحيث تصبح غير قادرة على تزويد أعضاء الجسم بالأوكسجين والغذاء بالشكل المطلوب.

أما عن أعراض المرض، بيّن الطبيب أنه يظهر على المريض الشحوب، وفقدان النشاط وقلة الشهية، وتضخم الطحال، وأحيانا تضخم الكبد. لافتاً إلى أن من أهم مضاعفات نقل الدم، ارتفاع نسبة الحديد في الدم، وترقق العظام، وتأخر الوصول لمرحلة البلوغ، وتغير في شكل عظام الفكين والوجه، والإصابة باليرقان.

كيفية الوقاية من مرض الثلاسيميا

يمكن الوقاية من الإصابة بمرض الثلاسيميا بطريقة واحدة فقط، بحسب الطبيب كمال العثمان وهي إجراء فحص الثلاسيميا قبل زواج أي شاب وفتاة، للكشف عن وجود جينات الثلاسميا أم لا، فإذا كان أحد الأبوين حاملاً لجين الإصابة فيجب أن يكون الثاني سليماً تماماً وغير حامل للمرض حتى لا يحدث اجتماع لجينات الإصابة، ويتم إتمام الزواج في حال توفر هذا الشرط فقط.

وغير ذلك فإن احتمالية إنجاب طفل مصاب بالثلاسيميا مرتفعة جداً، ويمكن تشخيص ذلك في الشهور المبكرة من الحمل، عن طريق أخذ عينة من دم الجنين وإجراء تحليل للحمض النووي الخاص به، بحسب الطبيب، الذي شدّد على أن السبب الرئيسي لانتشار المرض هو زواج الأقارب.

ماذا عن المرض في مناطق سيطرة المعارضة؟

يوجد مركز واحد لمرضى الثلاسيميا في مناطق سيطرة المعارضة بريف حماة وهو متواجد بمنطقة #سهل_الغاب في الريف الغربي، ويفتقد هذا المركز للعديد من المعدات الطبية اللازمة لنقل الدم للأطفال، إلا أنه يسد احتياجات من هم غير قارين على الذهاب إلى مناطق سيطرة قوات النظام.

وبحسب ممرض في المركز (فضّل عدم ذكر اسمه) لموقع الحل، فإن عدد المصابين الذين ينقلون دم بشكل متكرر في المركز يبلغ حوالي 275 مصاباً، إذ تعد منطقة سهل الغاب من أكثر المناطق في محافظة حماة التي يوجد فيها مصابين بالثلاسيميا.

ويعاني أهالي المرضى من تأمين زمر الدم اللازمة لأطفالهم وخاصةً النادرة مثل o سلبي أو AB إيجابي، إضافةً إلى أن المركز لا يتواجد فيه في كثيرٍ من الأحيان كافة الزمر، إذ يضطر ذوو المرضى إلى تأمين متبرعين من أجل نقل الدم للمصابين وإنقاذ حياتهم، بحسب الممرض.