زيارة وفد من دير الزور لإيران يثير غضب أبناء المنطقة

زيارة وفد من دير الزور لإيران يثير غضب أبناء المنطقة

حمزة فراتي

أثارت زيارة الوفد الذي أرسله النظام لشخصيات موالية له من #ديرالزور إلى #قم الإيرانية قبل مدة ليست ببعيدة، ردود فعل متباينة بين مستهجنة وغاضبة وأخرى ساخرة لأبناء المنطقة سواء في الداخل أو الخارج، حيث جاءت هذه الزيارة في الوقت الذي تحاول فيه إيران مد نفوذها وسيطرتها على كافة المحافظة من خلال ما تقوم به من أعمال عسكرية وإغاثية وأخرى دينية.

ضم الوفد شخصيات دينية وسياسية وثقافية وعلمية أيضاً، تشغل مناصب في مؤسسات وقطاعات النظام في المنطقة، لكن ما أثار الجدل هو وجود شخصيات بداخل الوفد قتل ذوي بعضهم على يد قوات الأخير إما قنصاً أو قصفاً بطيرانه أو تحت التعذيب في معتقلاته.

ضم الوفد مدير الثقافة أحمد العلي، والذي يدأب إعلام النظام في هذه الأيام على تغطية نشاطاته الثقافية، ومحاضرات وفعاليات مديرته التي تمجد إنجازات جيش النظام، علماً أن الجيش هو من قتل شقيقه (المدني) وابن شقيقه منذ أعوام، من خلال عملية قنص في حي الجبيلة.

ومن الأمثلة على أعضاء الوفد أيضاً، يظهر مختار النقشبندي مدير أوقاف دير الزور، والذي تحمل زيارته لـ”قم” الإيرانية ألف إشارة استفهام، والآلاف من إشارات التعجب، لأنه من عائلة عرفت بأنها نجت من قتل النظام، بعد أن فرت إلى العراق إثر خلاف وقع بين والد مختار (وكان مفتيا للجزيرة والفرات)، مع حافظ الأسد، ليضطر إلى الهروب للعراق، وتوفي هناك ثم توفيت زوجته وابنه، ليعود ما تبقى من أفراد العائلة ومن بينهم مختار إلى سوريا، بعد الغزو الأمريكي للعراق.

ومن المتناقضات هنا، أن عائلة مختار، حرصت حتى سنوات خلت، على تمجيد صدام حسين، وبل ونشر صوره على الجدران في منزل العائلة بسوريا، (قبل أن يرتمي مختار في أحضان الأسد)، ليطرح بعض المقربين منه الآن تساؤل يقول: كيف أمكن لمختار النقشبندي الجمع بين حب “قم”.. وحب وصدام حسين؟.

مثال آخر للوفد، ابراهيم الضللي، الذي عرف بأنه غير متخصص في الصحافة، ومع ذلك أقحم نفسه في مجال الإعلام الرياضي في سنوات ما قبل الثورة، ليقفز الآن إلى واجهة الإعلام العسكري للنظام في دير الزور، ويقوم بتغطية معارك قوات النظام ويقوم بتمجيده، بالإضافة إلى تزييف ما يجري على الأرض فعلياً.

وإذا ما تجاوزنا قضية “وفد قم”، فإن ما ينطبق على أعضاءه ينطبق على خارجه، ومن بينه المجال الإعلامي، حيث صدّر النظام من يروج لروايته من أبناء دير الزور، وأطلق عليه اسم صحفي أو إعلامي، بل وتجاوز البعض ذلك، ليصف نفسه بـ”الكاتب الإعلامي”، و”الكاتب الصحفي” رغم عدم وجود التخصص أو حتى الحرفية التي تسمح لهم بممارسة هذه المهنة.

القاصي والداني بات يعرف أن النظام طوال عقود حكمه الخمسة، كان يعتمد على مبدأ أن “الولاء مقدماً على الكفاءة”، وفي أحيان كثيرة بديلة عنها، ليصدّر النظام هؤلاء وأمثالهم، وإن لم يكونوا من أهل الكفاءة أو الثقة لكن المهم بالنسبة له أن يبقوا على ولاءهم، لتنخر جحافلهم جميع مؤسسات الدولة التي استولى عليها، وغير مسارها، في سبيل أن تبقى طيعة له، وخاضعة لسياساته ونهجه.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.