هاني خليفة – حماة

تتعدد مظاهر عمل #النساء خلال سنوات الصراع في #سوريا، وذلك بعد غياب المعيل، إما بالقتل أو الاعتقال أو الهروب من التجنيد، سواء في مناطق سيطرة النظام أو تلك الخاضعة لسيطرة المعارضة، ما دفعها إلى ممارسة أعمال لم تكن تعتاد على القيام بها، كونها باتت المعيل الوحيد للعائلة والحاجة الماسة للمال من أجل تأمين مستلزمات الحياة.

وتنتشر ظاهرة عمل المرأة مؤخراً في بعض المدن والأرياف، في المجالات كافة، بعد أن كان ذلك في السابق أمراً مستهجناً، حيث أن الصورة النمطية للمرأة كانت في المنزل ومع الأولاد. ولكن الظروف في السنوات الأخيرة دفعتها للدخول في سوق #العمل، حتى تعيل نفسها وعائلتها، ما أدى لتغيير نظرة المجتمع عموماً إلى عمل المرأة والبدء بتقبلها.

في مدينة حماة.. أعمال صعبة وأجور بخسة

تقول مرام السعد (نازحة من إحدى مناطق ريف #حماة إلى المدينة)، لموقع الحل: “أعمل عشر ساعات يومياً في مطعم من أجل تأمين المال اللازم لسد احتياجات أطفالي الثلاثة البالغة أعمارهم 9 و7 و5 سنوات، وذلك بعد أن قُتل والدهم بقصف جوي على منطقتنا ما دفعني للتوجه إلى حماة قبل حوالي ثلاث سنوات، كون فرص العمل للنساء تكون أكثر”.

وتتابع السعد: “رغم الوقت الطويل في العمل وغيابي عن أطفالي إلا أن الأجر لا يتناسب أبداً مع حجم العمل، إذ أتقاضى 25 ألف ليرة سورية شهرياً (أي ما يعادل حوالي 55 دولار أميركي)”. مبينةً أن لديها الكثير من الالتزامات من آجار المنزل وفواتير الماء والكهرباء، إضافةً إلى احتياجات الأطفال والمواد الغذائية وغيرها، “لا يعلم بالحال إلا الله”.

أما فاطمة العوّاد التي تعيل أسرتها المكونة من خمسة أطفال تؤكد لموقع الحل، أن قوات النظام اعتقلت زوجها منذ حوالي أربع سنوات، لتصبح هي المعيل الوحيد لعائلتها، فتأتي بموادٍ غذائية إلى المنزل من سكر وأرز وشاي وغيرها من أجل بيعها لأهالي الحي والأقارب، إضافةً إلى أنها تعمل بـ #الخياطة، من أجل كسب المال اللازم لاستمرار حياتها وأطفالها.

النساء تعمل في مجالات لم تكن مقبولة في المجتمع

وتضيف العوّاد: “ظهرت في حماة حرف جديدة تعمل فيها النساء، لم تكن مقبولة في المجتمع مثل العمل في المطاعم ومحال بيع الخضار أو على بسطة في الشارع، على الرغم من وجود الفوضى الأمنية المخيفة من خطف وغيره”.

وشدّدت على أن فرص العمل “قد تكون متاحة ولكنها محفوفة بالمخاطر والتنازلات التي أجبرت عليها النساء بسبب غياب المعيل وعدم القدرة على الخروج من مناطق النظام”. إذ أوضحت أن إحدى صديقاتها “تعرّضت للتحرّش الجنسي من رب العمل إلا أنها لم تكن قادرة على إخبار أحد حتى لا يتم شتمها خاصةً من قبل الأقارب، وهي بحاجة للعمل من أجل التقديم لأطفالها بعد فقدانها لزوجها في معتقلات النظام”.

في مناطق المعاضة.. كيف تتدبر النساء اللواتي فقدن معيلهن بريف حماة أمورهن؟

تعمل النساء اللواتي فقدن معيلهن في مناطق سيطرة المعارضة بريف #حماة في كثير من المجالات من أجل كسب المال اللازم لتأمين مستلزمات أسرهن، وذلك بعد فقدان المعيل، في حين عملت الكثير منهن أعمالاً بعيدة كل البعد عن اختصاصهن، في حين تعمل من لديها شهادة دراسية في مجالها إما بالتدريس أو التمريض أو غيرها من المجالات.

وتقول عفراء الحسين (معيلة لأسرة مكوّنة من ثلاثة أطفال في إحدى مناطق ريف حماة الشمالي)، لموقع الحل: “أعمل في ورشة عمّال بالأراضي الزراعية أنا والكثير ممن وضعهن يشبه وضعي، من أجل كسب المال لإعالة أسرهن”. مشيرةً إلى أن الاجور لا تتناسب أيضاً مع حجم العمل إلا أنه لا يوجد حل آخر لكسب المال.

أما سميرة الجاسم (معيلة لطفلين)، فأوضحت أنها خضعت لدورة في مركز لتمكين عمل المرأة بإحدى مناطق ريف حماة، وهي تعمل الآن في الخياطة ضمن منزلها. في حين تعتمد بعض #النساء الفاقدات لمعيلهن على كفالة المنظمات لأسرهن وهُنّ نسبة قليلة مقارنة بأعداد الأسر التي فقدت معيلها.

يشار إلى أن آلاف الأسر فقدت معيلها خلال سنوات الصراع التي ما تزال  في سوريا، إما بقتل أو اعتقال أو تهجير، إذ لا توجد إحصائية لتلك العائلات التي تعتبر النساء المعيل الوحيد لهن، واللواتي يصارعن الحياة من أجل تكوين أسرهن ودفع عجلة الحياة في ظل الظروف المعيشية الصعبة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.