مخيم اليرموك بين قوات النظام وجيش التحرير.. قلة من الأهالي وكثير من الأنقاض

مخيم اليرموك بين قوات النظام وجيش التحرير.. قلة من الأهالي وكثير من الأنقاض

سليمان مطر – ريف دمشق

دمرت قوات النظام معظم حي #مخيم_اليرموك جنوبي العاصمة #دمشق، وهجرت معظم ساكنيه من الفلسطينيين الذين طالما اعتبروه “عاصمةً لشتاتهم” بعد خروجهم من بلدهم منذ عقود، حيث تم قصف الحي بآلاف القذائف ومئات الغارات الجوية والصواريخ، خلال استهدافها لمناطق سيطرة المعارضة وهيئة تحرير الشام وتنظيم داعش على التوالي عبر السنوات الست الماضية.

وبعد الحملات العسكرية المتوالية، لم تسمح قوات النظام بعودة المدنيين إلى منازلهم ودفعت أكثر من 750 أسرة للهجرة القسرية إلى الشمال السوري، ليتوزعوا بعد ذلك على عدد من مراكز الإيواء في محافظتي #إدلب و #حلب.

الناشط عمار القدسي ذكر لموقع الحل أنّ قوات النظام قبل سيطرتها على الحي كانت تعد المدنيين بالعودة بعد طرد تنظيم داعش، الأمر الذي لم تلتزم به إطلاقاً، بل وقامت “بتعفيش” منازلهم وسرقة أثاثها، إضافةً لتنفيذ عمليات هدم وإحراق لأحياء كاملة بشكل متعمد، حسب قوله.

وأضاف القدسي أنّ قوات النظام وعدد من الميليشيات الفلسطينية الموالية لها وعلى رأسها جيش التحرير الفلسطيني، تدير الحي وتمنع عودة المدنيين إليه، باستثناء من لديه متطوع مع هذه الميليشيات أو قوات النظام، مؤكداً أنّ “الحجة التي تتذرع بها قوات النظام أنّ الحي لم يتم تمشيطه بالكامل وأنّه من الممكن وجود مفخخات من مخلفات تنظيم داعش”، مع استمرار الوعود بأنّه سيتم السماح لهم بالعودة خلال عدة أيام، علماً أنّ سيطرة النظام على الحي كانت قبل أكثر من ثلاثة أشهر.

القدسي أكدّ أنّ هناك عشرات الأسر رفضت الخروج من مخيم اليرموك، ولم تقبل التهجير من الحي، وبقيت فيه على الرغم من انعدام الخدمات، والحالة الأمنية المعقدة في ظل سيطرة فصائل عسكرية وقوات النظام على المنطقة، حيث يحتاج أي مدني يريد التنقل في المنطقة إلى موافقة أمنية، ومع كل ذلك فقد فضّلوا العيش في ظروف صعبة على ترك منازلهم، كونهم تأكدوا من عدم سماح النظام لهم بالعودة حال خروجهم منها، حسب قوله.

وكون المنطقة تعتبر خاصة باللاجئين الفلسطينيين فإنّ منظمة #الأونروا تتابع عملها في المنطقة، وتقدم المساعدات الغذائية والأساسية والطبية في بعض الأحيان، غير أنّ هذه المساعدات لا تسد حاجة المدنيين، إضافةً لوجود متطلبات معيشية أخرى، أبرزها المياه، والكهرباء وخدمة الانترنت.

وبهذا فإنّ حي مخيم اليرموك يواجه حالياً ما واجهته مناطق منكوبة أخرى في #ريف_دمشق، على رأسها مدينة #داريا، التي لم يتم السماح لسكانها بالعودة إليها حتى اليوم، على الرغم من مرور أكثر من عامين ونصف على سيطرة قوات النظام عليها، وتنفيذ عشرات المشاريع الخدمية فيها، وتأهيل بعض أحيائها السكنية، بحسب ناشطين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة