تحضيرات “المعركة” بريف حماة: الأهالي يساعدون الفصائل في التدشيم.. وثقة “شبه معدومة” بتحرير الشام

تحضيرات “المعركة” بريف حماة: الأهالي يساعدون الفصائل في التدشيم.. وثقة “شبه معدومة” بتحرير الشام

هاني خليفة – حماة

تواصل فصائل المعارضة و #هيئة_تحرير_الشام تعزيز نقاطها وتحصينها على جبهات القتال في ريف #حماة، وذلك بالتزامن مع نية قوات النظام وحليفتها #روسيا بدء معركة “ضخمة” من أجل السيطرة على جميع مناطق سيطرة المعارضة وتحرير الشام في الشمال والممتدة من ريف حماة وحتى الحدود التركية.

ويتم ذلك وسط ترقّب حذر من قبل الفصائل والهيئة من طرف والأهالي من طرف آخر، خاصةً وأن قوات النظام أرسلت تعزيزاتٍ عسكرية إلى جميع المحاور في المنطقة من عناصر وآلياتٍ عسكرية، من أجل السيطرة على كامل مناطق المعارضة في الشمال “وتطهيرها من الإرهاب”، بحسب تعبيرها، خاصةً وأنها سيطرت على العديد من معاقل المعارضة في مختلف أنحاء #سوريا هذا العام.

ما هي التحضيرات التي تقوم بها الفصائل لصد الحملة؟

النقيب ناجي مصطفى (الناطق الرسمي باسم #الجبهة_الوطنية_للتحرير)، أكد لموقع الحل، أن الفصائل “عزّزت نقاط الدفاع ووضعت الخطط الدفاعية والهجومية على جبهات ريف حماة واستنفرت العناصر ورفعت الجاهزية، كما شكّلت غرفة عمليات مشتركة مع جميع الفصائل في المنطقة”. مؤكداً أنه “يوجد تنسيق مشترك بين كافة الفصائل من أجل صد أي هجوم متوقع على المنطقة”. مشدداً على أنهم فجّروا ثلاثة جسور في منطقة #سهل_الغاب، ولم يبقَ سوى جسر واحد سيتم تفجيره في حال كان هناك تقدم واضح لقوات النظام باتجاه المنطقة، وذلك من أجل فصل مناطق المعارضة عن مناطق النظام بشكل كامل.

وأوضح مصطفى أن عمليات التدشيم والتحصين “تمت بمساعدة الأهالي، وذلك دعماً منهم للمقاتلين وإصراراً على عدم السماح لقوات النظام وحلفائها بالتقدم في المنطقة، خاصةً وأنه في حال بدأت المعركة على المنطقة فلا مكان ينزحون إليه، كون المنطقة الممتدة نحو تركيا، آخر وأكبر معاقل المعارضة في سوريا، الأمر الذي دفعهم إلى مساعدة الفصائل في تحصين خطوط الجبهات استعداداً لأي عمل عسكري قد يحدث في المنطقة”.

ماذا عن هيئة تحرير الشام وعلاقتها مع الفصائل؟

عملت هيئة تحرير الشام (التي تشكل #جبهة_النصرة نواتها) أيضاً، على تعزيز كافة نقاطها على جبهات القتال في ريف حماة، وذلك في إطار الحملة العسكرية التي تجهّز لها قوات النظام وروسيا من أجل الهجوم على مناطق الشمال، وذلك على الرغم من خلافها الكبير مع فصائل المعارضة مؤخراً.

الناشط الإعلامي شادي الصالح من ريف حماة، شدّد على أن الفصائل العسكرية “مجبورة على العمل العسكري مع الهيئة من أجل صد حملة قوات النظام على الشمال السوري ومناطق تواجدها، إلا أنها لا تندمج معها أبداً، خاصةً وأن هناك خلافات واسعة بين الفصائل والهيئة، إذ جرت اشتباكات وسقوط قتلى وجرحى من الطرفين، لا سيما حركة أحرار الشام الإسلامية (التي تشكل النواة الأساسية للجبهة الوطنية للتحرير)”.

الصالح أوضح أن الأهالي “فقدوا ثقتهم بتحرير الشام وعملها بشكلٍ كبير، بسبب سياستها في التضييق عليهم وعلى حرياتهم، وازداد ذلك بعد أن حاولت فتح عمل عسكري قبل أكثر من شهر على محور بلدة #كفرنبودة شمالي حماة، الأمر الذي رفضه الأهالي حينها واعتبروه بروفا وعملية تسليم مناطق لقوات النظام، خاصةً وأن سيناريوهات المناطق التي تتواجد فيها الهيئة باتت معروفة، وهي قتال ليومين ومن ثمّ تسليم للمناطق والخروج بالباصات الخضراء”، بحسب تعبيره.

حل الهيئة قد يغير السيناريوهات

وأشار الناشط إلى أن حلّ الهيئة نفسها “قد لا يجنّب الشمال السوري ويلات الحملة العسكرية (التي ربما تحدث على أية حال)، وإنما على الأقل تقطع ذريعة النظام وروسيا في الهجوم على آخر معاقل المعارضة”. مبيناً أن تحرير الشام “مصيرها إلى زوال كمصير تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش)”، بحسب قوله. مستبعداً أن تكون هناك مواجهات بين الفصائل والهيئة “كون المنطقة قادمة على حملة عسكرية ربما لا تفرّق بين فصائل أو هيئة أو حتى مدنيين”.

وأردف المصدر: “لو كانت الهيئة صادقة بعملها وبنواياها لكانت حلّت نفسها واندمجت عناصرها مع باقي الفصائل العسكرية، ولكان موقف تركيا أقوى بكثير، إلا أن وجود الهيئة أضعف موقف أنقرة من مصير منطقة الشمال السوري، خاصةً بعد فشلها بإقناع الهيئة في حل نفسها، ما دفعها إلى تصنيف الهيئة كمنظمة إرهابية كي لا تبقى فرصة للدول الأخرى لاتهام تركيا أنها تدعم الإرهاب”.

وكان القائد العام للهيئة أبو محمد الجولاني، ألقى كلمة قبل عدة أيام مفادها أنه “لا يمكن للهيئة أن تحل نفسها وكل من يفاوض على سلاحه ويسلّمه لقوات النظام خائن”. وجاءت كلمته في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى إدلب، في ظل استعدادات عسكرية تقوم بها قوات النظام لشن هجوم ضد آخر أبرز معاقل فصائل المعارضة وتحرير الشام.

وشكّلت مناطق المعارضة في الشمال خلافاً كبيراً بين دول (روسيا وتركيا و #أميركا)، ما أدى إلى تكثيف اللقاءات والاجتماعات السياسية والعسكرية بين روسيا وتركيا من أجل إيجاد حل لهذه المنطقة دون تعرّضها للقصف، كما حذرت #واشنطن النظام وروسيا و #إيران من قصف مناطق الشمال.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة