قرية سوحا بحماة.. بعد خروج داعش وسيطرة النظام: لماذا يخاف الأهالي من “عودة الأمن”؟

قرية سوحا بحماة.. بعد خروج داعش وسيطرة النظام: لماذا يخاف الأهالي من “عودة الأمن”؟

هاني خليفة – حماة

تعمل قوات النظام عادةً على تصوير المناطق التي تسيطر عليها على أنها تنشر فيها الأمان وتُعيد إليها كافة مقومات الحياة بعد انتزاعها من فصائل المعارضة أو تنظيم الدولة الإسلامية داعش، وذلك من أجل أن يعود الأهالي إليها وتدفع عجلة الحياة فيها، إلا أنها في الحقيقة عكس ذلك، فما هي إلا عبارة عن مناطق مباحة لمليشيات #الدفاع_الوطني التي تعفّش المنازل وتبيع محتوياتها بأبخس الأثمان، فضلاً عن انعدام كافة مقومات الحياة فيها.

قرية #سوحا (التابعة لناحية #عقيربات في ريف #حماة الشرقي) التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش وانتزعتها قوات النظام منه قبل حوالي عام، عادت إليها حوالي 20 عائلة فقط، وذلك من أصل أكثر من 500 عائلة كانت تقطن تلك القرية قبل اندلاع الاحتجاجات في #سورية في آذار 2011.

أحمد الحموي (رئيس المجلس المحلي لناحية عقيربات والمتواجد خارجها)، أوضح لموقع الحل، (نقلاً عن الأهالي العائدين إلى سوحا)، أن المنطقة تفتقد لكافة مقومات الحياة من ماء وكهرباء وأفران ومرافق عامة ومشافي، إذ يقضون جميع حاجياتهم من مدينة #سلمية التي تبعد عن القرية حوالي 45 كم أو من قرية #بري_شرقي التي تبعد 27 كم. مؤكدين أنهم كانوا نازحين في مناطق تخضع لسيطرة قوات النظام وعادوا إلى منازلهم.

وأوضح رئيس المجلس المحلي أن المنطقة هي عبارة عن “مرتع لمليشيات الدفاع الوطني التي تعمل على #تعفيش كل ما تقع أنظارهم عليه حتى الحديد الناتج عن قصف المناطق خلال المعارك بين قوات النظام وداعش تم تعفيشه وبيعه، فضلاً عن أن نسبة الدمار في مناطق ريف حماة الشرقي تتجاوز الـ 90 في المئة، فضلاً عن انعدام كافة مقومات الحياة”.

الحموي بيّن أن تنظيم داعش عندما كان يسيطر على قرية سوحا “أعدم حوالي 60 شخصاً، إضافةً إلى اعتقال عدد آخر بعضهم لم يعودوا، وذلك بتهم مختلفة منها الردة وسب الذات الإلهية والتعامل مع قوات النظام والجيش الحر، وغيرها من التهم المعروفة التي يتهم التنظيم بها أصحاب المنطقة التي يسيطر عليها”. مشدداً على أن الحركة الاقتصادية أيام سيطرة التنظيم على المنطقة “كانت قوية، نتيجة تجارة معظم أبنائها بالنفط والذي كان يرد أموالاً كثيرة عليهم”.

وعزا المصدر عودة تلك العائلات إلى سوحا، إلى أن يكون لها عناصر يخدمون بالجيش النظامي أو متطوعون في مليشيات الدفاع الوطني والتي تعتبر القوات الرديفة لقوات النظام، فضلاً عن أن أجارات المنازل غالية في الشمال، ما دفعهم إلى العودة إلى منازلهم على الرغم من أن المنطقة بشكل عام لا يوجد فيها ما يشدّ الأهالي للعودة إليها، إذ وصفها بأنها “منطقة أشباح لا تصلح للسكن”.

ولفت الحموي إلى أن قوات النظام اعتقلت بعد سيطرتها على المنطقة العديد من السكان الذين حاولوا العودة إلى منازلهم، الأمر الذي دفع الكثير من الأهالي إلى عدم العودة لمناطقهم. مضيفاً أن مناطق ريف حماة الشرقي “تشتهر بتربية #المواشي وخاصةً الأغنام، إلا أن اندلاع الاحتجاجات أثّر على كثير من القطاعات وتعتبر الثروة الحيوانية أحدها”.

يشار إلى أن ناحية عقيربات تضم 73 قرية، ويبلغ عدد سكان المنطقة حوالي 60 ألف نسمة، معظمهم نزحوا باتجاه مناطق سيطرة المعارضة في الشمال قبل عام، إثر هجوم شنته قوات النظام والمليشيات المساندة لها على المنطقة ضد تنظيم داعش الذي كان يسيطر عليها حينها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.