من البطالة والعجز إلى العلم.. جمعية مريم تأخذ بيد النساء المهمشات في القنيطرة

من البطالة والعجز إلى العلم.. جمعية مريم تأخذ بيد النساء المهمشات في القنيطرة

رهام غازي

تمكنت الكثير من الجمعيات والمنظمات المهتمة بشؤون المرأة والحفاظ على حقوقها، من فرض نجاح نشاطاتها ومبادراتها المجانية في مناطق الجنوب السوري، بعد تعرض النساء في أغلب تلك المناطق للتهميش والحرمان من أبسط الحقوق، لاسيما بعد سنوات الحرب القاسية التي ساهمت بزيادة مشاكلهنّ وأدت إلى تفاقمها.

وتعتبر جمعية “مريم” واحدة من التجمعات التي جذبت شريحة كبيرة من النساء الطموحات في سوريا، بعد تركهن لأعمالهنّ ودراساتهنّ السابقة، وخاصة اللواتي أُجبرن على إعالة عائلاتهنّ بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، وبحسب تعبير الكثيرات ممن استفدن من عمل المنظمة فإنهنّ وجدن فيها “مكانا ًيحفظ حقوقهنّ بعيداً عن مآسي الحرب”.

وانطلقت فعاليات الجمعية في بداية عام 2016 بعد سنوات من التخطيط والدراسة الشاملة للواقع، لبحث إمكانية النشأة والاستمرار في مناطق المعارضة بمحافظة #القنيطرة، وكانت البداية في محاولة تخفيف الهموم من خلال التعليم وإيجاد فرص عمل لـ 6 سيدات، إلا أن نشاطات الجمعية توسعت بعد ذلك لتضم 150 سيدة.

وتقدم الجمعية العديد من الأعمال التطوعية، لعل أهمها: دورات التمريض، ودورات التدريب على الصناعات الغذائية، وجلسات التوعية بالمشكلات التي تواجه النساء والأطفال وتقديم أبرز الحلول للتعامل معها، بالإضافة إلى سُبل التعامل مع الأطفال المصابين بالتوحد والتبول اللإرادي، بالإضافة إلى التوعية بأهمية التصدي لمختلف أشكال العنف الممارس ضد المرأة.

أوضح محمد ضاهر مسؤول العلاقات العامة في جمعية مريم بحديثه لموقع الحل السوري أن الفعاليات والدورات المُقدمة للنساء حصلت على دعم مالي من بعض الجهات، وتم توجيه الاستفادة من ذلك الدعم إلى النساء من خلال إقامة حملات توعية بأنواع ومخاطر العنف المُمارس ضد المرأة، بالإضافة إلى دورات الدعم النفسي والصحي في عدد من المناطق التابعة لمحافظات الجنوب السوري.

وأشار ضاهر إلى أن الهدف الأساسي من إنشاء الجمعية هو الوصول إلى جميع المحافظات والمناطق السورية، الخاضعة لسيطرة النظام والمناطق المحررة، من أجل تفعيل دور منظمات المجتمع المدني وخاصة المعنية منها بتمكين المرأة، قائلاً: “لا يمكن لأجهزة الدولة بمختلف أشكالها وأنواعها أن تصل إلى المرأة كما نفعل نحن”.

من الجدير بالذكر أن نشاط الجمعية لا يقتصر على النساء فقط، بل تسعى إدارة الجمعية إلى نشر الفائدة لتصل إلى تدريب الشباب على بعض المهن اليدوية والصناعية كمهنة الحدادة وصيانة وتركيب التمديدات الصحية والسباكة، حيث وصل عدد المستفيدين من تلك البرامج إلى 80 شخصاً.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.