بعد سنوات من اللجوء.. أهالي الغوطة الغربية في بلداتهم مجددا

بعد سنوات من اللجوء.. أهالي الغوطة الغربية في بلداتهم مجددا

سليمان مطر – ريف دمشق

عاد خلال الفترة الماضية مئات اللاجئين السوريين في #لبنان إلى مناطق متفرقة في #ريف_دمشق، بعد مساعِ من لجان المصالحة مع قوات النظام للسماح لهم بالعودة إلى منازلهم التي تم نزحوا منها خلال المواجهات بين النظام وفصائل المعارضة، والتي استخدمت فيها قوات النظام سياسة “الأرض المحروقة”، قبل أن تسيطر على المنطقة بشكل كامل، وتتسبب بتهجير آلاف المدنيين مع فصائل المعارضة إلى الشمال السوري.

وشهدت مناطق #القلمون و #الغوطة_الغربية عودة مئات النازحين خلال الأشهر الماضية، بعد تنسيق بين لجان المصالحة في #سعسع #الرحيبة، #يبرود، #جيرود، #بيت_جن، و#معضيمة _الشام، من المناطق مع قوات النظام التي أعطت الإذن بالعودة للاجئين على دفعات، بعد تسوية أوضاعهم الأمنية، على الرغم من عدم مشاركتهم في أية نشاطات ضد النظام.

ياسين الجناوي (أحد العائدين إلى بيت جن) ذكر لموقع الحل أنّ عودتهم جاءت بعد ترديِ الأوضاع المعيشية في لبنان، والتي كانت أساساً سيئة وازدادت سوءاً مع الأيام وانخفاض الاهتمام الدولي باللاجئين.

وأضاف الجناوي أنّ عودتهم جاءت بضمانات بعدم التعرض لهم من قبل قوات النظام، حيث تمت تسوية أوضاعهم وإعادتهم إلى منازلهم بعد انتهاء وجود المعارضة في المنطقة، وإعادة تفعيل بعض الخدمات فيها.

في حين ذكرت ياسمين اليبرودي (من لاجئي القلمون) أنّ قوات النظام سمحت لقسم من اللاجئين العائدين من لبنان بالعودة إلى منازلهم بعد قضاء فترة في مراكز إيواء تم إنشاؤها مؤخراً، ليقضي فيها العائدون فترة التسوية الأمنية التي قد تستمر لشهر أو شهرين، بينما لا تزال تحتفظ بقسم من اللاجئين في هذه المراكز حتى انتهاء فترة التسوية الأمنية.

وعن الفرق بين المعيشة في لبنان وفي سوريا بعد عودتهم إليها، قالت ياسمين أنّ الوضع المعيشي في سوريا أفضل وفرق الأسعار لعب دوراً كبيراً في ذلك، إلّا أنّ الهاجس الأمني لا يزال هو أكثر ما يخشاه العائدون خصوصاً الذكور منهم، حسب قولها.

الناشط محمد سليمان ذكر لموقع الحل أنّ العودة من لبنان إلى سوريا تكون حصراً عبر لجان المصالحة وأنّ قوات النظام لا تتساهل مع العائدين خارج نطاقها، حيث تم اعتقال أكثر من أسرة من الغوطة الغربية والقلمون أثناء عودتهم عبر الحدود السورية دون تنسيق مسبق مع لجان المصالحة في مناطقهم.

وأضاف المصدر أنّ آلاف اللاجئين لا يزالون يدرسون خيار العودة وينتظرون قضاء العائدين فترة طويلة في سوريا للوقوف على إيجابيات وسلبيات العودة، لا سيما ما يتعلق في الوضع الأمني، حيث أنّ الظروف الاقتصادية التي يعيشونها سيئة للغاية إن كانت في لبنان أو في أي منطقة أخرى، حسب قوله.

ويجتمع معظم اللاجئين على أنّ تعليم أبنائهم بشكل سهل هو أكبر الدوافع لعودتهم إلى سوريا، إضافةً لسعيهم لإنهاء معاناة اللجوء، حيث واجهوا بسببها مشاكل اجتماعية وتعليمية واقتصادية كبيرة.

وبعودة قسم من اللاجئين السوريين من لبنان فقد تم فتح باب العودة للجميع ضمن الشروط التي تضعها قوات النظام (التسوية الأمنية والتحاق المطلوبين بالخدمة العسكرية معها) وهو ما تسعى إليه لبنان منذ فترة طويلة، حيث ضيقت على السوريين من خلال تنفيذ اعتقالات تعسفية بحقهم، وتساهلت مع مرتكبي جرائم بحق السوريين بدأت بالترهيب ووصلت إلى إحراق مخيمات بأكملها، بحسب ناشطين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.