خوفاً من استهداف المسؤولين: لا مواكب بسوريا إلا للقتلى.. و8 أعوام دامية لم تغير علاقة “المسؤول والمواطن”

خوفاً من استهداف المسؤولين: لا مواكب بسوريا إلا للقتلى.. و8 أعوام دامية لم تغير علاقة “المسؤول والمواطن”

منار حداد – الحل

قبل اندلاع الثورة السورية، كانت الشارع الذي يمرُّ فيه مسؤول رفيع أو ضابط في صفوف النظام السوري يتم إغلاقه بوجه المدنيين، ويُمنع على المدنيين رؤية هذا المسؤول بشكل مباشر أو التحدّث معه، ولكن بعد اندلاع الثورة تغيّر الامر كثيراً، فلم يعد السكّان المحليون يشعرون بمرور أي مسؤول أو ضابط.

وباتت مراسم الضبّاط وكبار المسؤولين في النظام السوري شبه معدومة، لعدّة اعتبارات يأتي على رأسها خوف تلك الشخصيات من عمليات الاغتيال التي باتت تحصل بشكلٍ شبه متكرّر.

لا مراسم

تغيّرت الكثير من الأمور اليوم، بات مرور مسؤول في النظام السوري من شارعٍ ما أمراً عادياً، وربّما لا يشعر المارّة في ذلك الشارع، أن مسؤولاً في النظام يمرُّ من هنا.

تشرح “ديما” (اسم مستعار لصحافية تعيش في مناطق النظام وتعمل بشكل مستقل) سبب اختفاء هذه المراسم قائلةً: “ليس السبب أنّهم باتوا متواضعين أمام الشعب بعد سبعة سنوات من الحرب، ولكنّهم يخافون من عمليات الاغتيال، أو أي حدثٍ آخر قد يعرّض حياتهم للخطر”.

وتضيف الصحافية، أنه على الرغم من السيطرة المغلقة للنظام على دمشق وريفيها القريب والبعيد، ولكن لم يشعر المسؤولون والضبّاط حتّى الآن بالأمان المطلق، ويخافون من وجود خلايا نائمة هنا أو هناك تترصّدهم.

ديما تغادر منزلها كلَّ صباح وتعود مساءً، تجوب في هذه الفترة شوارع العاصمة، تلتقي بالناس، تصنع القصص الصحافية، وتشير إلى أنّها لا تلاحظ أي عمليات مراسم أو قطع للطرقات عندما يمر المسؤولين، كما أنّها لا تلاحظ مرورهم أصلاً، وتعتقد أن هناك قراراً من جهةٍ عليا ما، يمنع هؤلاء من إقامة المراسيم.

وتتابع: “بين الحين والأخرى، نلاحظ أن هناك سيارات تمر بالشوارع وبداخلها شخصية غير اعتيادية، يمكن كشف ذلك من خلال نمرة السيارة ولكن السيارة لا تقوم بأي حركة تلفت الانتباه.

وتعتبر أن هذا الأمر مريح للمواطنين أكثر، لأنَّ ذلك لا يؤدّي إلى قطع الطرق أو تعطيل أعمالهم ريثما يمر هؤلاء.

تشييع القتلى فقط

بالمقابل، اقتصرت المواكب على عمليات تشييع القتلى فقط، حيث لا يكاد يمرُّ يوم في شوارع العاصمة #دمشق، أو شوارع مدينتي طرطوس واللاذقية الساحليتين أو حلب، إلّا ويلاحظ فيه السكّان مواكب لتشييع أحد القتلى في صفوف النظام السوري أو الميليشيات المحلية والأجنبية التي تقاتل معه.

ويقتصر الموكب، على عددٍ من السيارات والمارّة التي غالباً ما تقطع الطريق الذي تسير فيه، وتقوم برشق بعض الرصاصات في الهواء، ثم ينتهي بعد دقائق.

وبحسب ما لاحظ موقع الحل فإن النظام يغض النظر عن هذه المواكب في محاولةٍ منه لاسترضاء ذوي القتلى أو امتصاص غضبهم أو حزنهم.

شرخ بين المسؤول والمواطن

إذا تمت مقارنة علاقة المسؤول في النظام السوري ما بين قبل الثورة وبعدها، يتّضح أنّها لم تتغيّر كثيراً، فلازال هناك هوّة كبيرة بين الطرفين، ولازال المواطن غير قادر للنفاد إلى المسؤول وشرح مشكلته أمامه.

تفسّر الصحافية السورية ديما، التي تعمل في العاصمة دمشق، هذه العلاقة وتقول: “باستثناء بعض المسؤولين الصغار القادرين على حل القضايا الصغيرة، فإن سبعة سنوات من الحرب لم تؤدِّ لأي تغييرٍ في العلاقة بين المواطنين والمسؤلين”. موضحةً أن المواطن “لازال غير قادر على الوصول إلى المسؤول عن قضيته أو مشكلته بشكلٍ صريح”.

وتوضّح ديما بالمقابل، أن وجود مواقع التواصل الاجتماعي، أدّت إلى رفع هامش النقد بين المواطنين، وأسفرت في بعض الأحيان للضغط على المسؤولين لإصلاح خللٍ ما يحدث.

تضرب الصحافية أمثلة على ذلك، حادثة هزّت مواقع التواصل الاجتماعي عندما ظهر أحد المدنيين في مقطع فيديو يتحدّث عن مجرم اغتصب ابنه، كما اغتصب عدّة أطفال آخرين، وعلى الرغم من اعترافه تم تبرئته من القاضي بعد دفع مبالغ مالية كبيرة، ما أدّى إلى حالة تضامن واسعة مع صاحب الفيديو انتهت بتعهّد وزير العدل بإعادة فتح التحقيق مرّة أخرى.

كما اضطرَّ مسؤولون عسكريون إلى تغيير رواية “الماس الكهربائي” التي زعمو أنّها سبب دمار مطار المزّة، في حين أن السبب كان قصف المطار بطائرات إسرائيلية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة