ماهي تكتيكات داعش القتالية الحالية وكيف يغيرها؟

ماهي تكتيكات داعش القتالية الحالية وكيف يغيرها؟

عدي العبدالله

يعمد تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش) على تغير تكتيكاته وخططه القتالية باستمرار، بما يتلائم مع ظروف المرحلة التي يمر بها، خصوصًا إذا ما ذكرنا الانكسارات والهزائم التي مٌني بها مؤخراً وحالة الانحسار التي يعيشها حاليا في جيوب صغيرة في أقاصي شرق ديرالزور.

فلم يثنه ذلك عن الاستمرار بعمليات الانغماس السريعة وأساليب الكر والفر التي يفاجىء بها خصومه (النظام وقوات الحليفة من جنب وقوات سوريا الديمقراطية (#قسد) من جنب آخر) في كل مرة ويكبدهم من خلالها العديد من القتلى والجرحى فضلاً عن الأسرى والغنائم.

فقوة التنظيم تكمن في حرب العصابات والتي يسبقها عادة عمل استخباراتي دقيق، فهو يعتمد على جمع المعلومات عن المواقع قبل مهاجمتها عن طريق عيون له في داخلها، كما أنه لا يختار مواقع شديدة الأهمية تتطلب عدة وعتاد كبير، حيث يعمد على مهاجمة أرتال الأمداد والدوريات التابعة للنظام والقوات الحليفة له في بادية ريف ديرالزور الشرقي وأيضاً مواقع ودوريات لقسد في بادية ريف ديرالزور الشمالي عن طريق مباغتة الطرفين، حيث قتل وآسر المئات منهم خلال الأربعة أشهر الماضية.

ولابد هنا من التذكر بالعملية التي قام بها في مايو/أيار الماضي والتي تمكن خلالها من قتل ستة جنود روس بينهم مستشارين، في محيط مدينة الميادين، حيث أثارت هذه العملية ضجة كبيرة على المستوى الخارجي ، بعد اعتراف موسكو بها، وهي التي أعلنت في وقت سابق انتصارها على التنظيم ودحره بشكل كامل من ريف ديرالزور الشرقي.

يعتمد التنظيم أيضاً على استخدام العربات المفخخة في أعتى عملياته، والتي تبدأ بهجمات تفجيرية مروعة ينفذها انتحاري يقود شاحنة محملة بأطنان من المتفجرات تكون مصفحة بألواح معدنية لحماية السائق والسيارة والسماح له بتنفيذ التفجير ما أن يبلغ هدفه، فهو يعتمد على عنصر المفاجأة بشكل دائم.

وبحسب عمر الحاوي (أحد قادة مجلس ديرالزور العسكري التابع لقسد بريف ديرالزور الشرقي)، أن “الحرب ضد التنظيم اتخذت شكلا جديدًا مؤخراً، ففي بداية معركتنا ضده في المنطقة، كنا في مواجهة مباشرة مع مقاتليه، وكانت خطوط المواجهات بيننا تبعد عشرات الأمتار، غير أنه منذ أن سيطرنا على معظم قرى وبلدات ريف ديرالزور الشرقي (خط الجزيرة)، قام بتطوير عملياته الهجومية أيضاً، فهجماته السابقة تبدأ عادة بسيارات مفخخة، تليها شاحنات تحمل الدوشكا وقوافل على متنها مئات من مقاتليه، وإنما وفقاً للحاوي، فقد انخفض عدد المقاتلين في صفوفه بعد فقدانه لمعظم المناطق التي يسيطر عليها، وانحصاره في حواضر صغيرة على ضفاف نهر الفرات بريف مدينة البوكمال، فمؤخرًا بدأ باستخدام الدرجات النارية المفخخة في هجماته والتي يقودها انتحاريين”.

يتابع الحاوي حديثه، منوهاً على اعتماد التنظيم على طائرات الاستطلاع بدون طيار خلال عملياته الاستطلاعية فوق مواقع خصومه، والتي يتطلب تشغيلها مهارة عالية جداً، كما تعلم مقاتليه التكيف بذكاء مع هجمات قوات التحالف التي تديرها الولايات المتحدة الأمريكية، فبحسب شهادات عناصر منشقين من التنظيم ، فأنهم يقسمون شاحناتهم إلى مستويين بحيث توضع في المستوى المرتفع المواشي وفي الطابق الأسفل المقاتلين، مما يسمح لهم بالتنقل من منطقة إلى أخرى دون لفت الانتباه، وفي حالات أخرى، يعمد إلى تغطية الشاحنات المحملة بالمتفجرات بمواد بلاستيكية والفلين كي لا تتمكن الطائرات الحربية من رصدها بما أنها تلتقط الإشارات الحرارية للشحنات المتفجرة، وفق قوله.

وغالبا ما يلجأ التنظيم إلى إعداد خلايا نائمة عن طريق إرساله لعناصر منه بحجة أنهم مدنيين فارين، وفي هذا الصدد يقول الحاوي، لموقع الحل، مؤكدًا على تزايد عدد الانشقاقات في التنظيم خلال الشهر الفائت، فقد لجأ ما يقارب 250 شخص إلى القطاع الخاضع لسيطرتنا بالقرب من مدينة #هجين، وتظاهر غالبيتهم بأنهم مدنيين أو جنود سابقين، فنحن نستقبلهم ونحقق معهم لبضع ساعات للتأكد من بعض المعلومات، وبعد ذلك نرسلهم إلى جهاز الأسايش وهو جهاز (المخابرات الكردية) لضمان أنهم ليسوا على قائمة المشتبه بهم، وإلا سيتم توقيفهم”.

لا شك أن التنظيم المتطرف، مني بهزائم مهمة، غير أن ذلك لن يؤدي إلى شل حركة المنظمة التي أثبتت قدرتها على التأقلم والتي ستتمكن من البقاء صامدة ما لم يترافق الجهد العسكري مع حل سياسي شامل، يختتم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.