المصالحات في جنوبي سوريا.. تحقيق أركانه إسرائيل والمقابر الجماعية

المصالحات في جنوبي سوريا.. تحقيق أركانه إسرائيل والمقابر الجماعية

سليمان مطر – ريف دمشق

شهدت #المنطقة_الجنوبية من سوريا موجة مصالحات واسعة بعد اتفاق فصائل المعارضة وقوات النظام بإشراف روسي، وقد تمت تسوية الأوضاع الأمنية لآلاف المدنيين وعناصر المعارضة لدى الأفرع الأمنية لقوات النظام، ممثلةً بالقيادة العسكرية والأمنية للمنطقة الجنوبية.

عمر الريفي (أحد المدنيين الذين تمت تسوية أوضاعهم) تحدث لموقع الحل عن تفاصيل عملية المصالحة مع النظام، حيث تبدأ بتجميع المدنيين بطوابير في نقاط تحددها قوات النظام، وينتظرون لساعات قبل إدخالهم إلى لجان مكونة من ثلاثة إلى خمسة محققين، مهمتهم الحصول على أكبر قدر من المعلومات من المتقدمين للتسوية، ولا يهم صدق أو كذب هذه المعلومات بقدر ما يهم جمعها وتكديسها للاستفادة منها في تقصي المعلومات عن المطلوبين أمنياً.

وأضاف الريفي أنّ اللجان التي عينتها قوات النظام تستخدم نماذج تحقيق موحدة للجميع وتختلف المعاملة من شخص لآخر حسب إجاباته، حيث يتم التدقيق أكثر كلما أدلى بمعلومة جديدة، ويتم سؤاله عن تفاصيل هذه المعلومة، لربط أكبر قدر من المعلومات، خصوصاً فيما يتعلق بنشاطات لقياديين أو معارضين بارزين.

وتابع المصدر أنّ أول ما يتم السؤال عنه في هذه التحقيقات، هو موضوع السلاح، وتكون الأسئلة ” هل حملت سلاح ضد الدولة، هل تعرف مسلحين في منطقتك”، ثم يتم التطرق إلى موضوع المقابر الجماعية الخاصة بعناصر النظام، حيث يُعتبر الموضوع ذو أهمية كبيرة، لا سيما وأنّ مئات العناصر فقدوا خلال المواجهات مع فصائل المعارضة على مدار السنوات الماضية، ويحتاج النظام لتسليم جثامين قتلاه لذويهم لتخفيف الضغوط عنه في قضية المفقودين، حسب قوله.

وأكدّ الريفي أنّ أبرز ما يتم السؤال عنه والتركيز عليه هو “أصحاب الخوذ البيضاء” (#الدفاع_المدني)، حيث يقوم المحققون بشرح طبيعة عملهم للمدنيين، لتبسيط السؤال لهم، وللحصول على أكبر قدر من المعلومات، ويتم في بعض الأحيان طرح أسئلة مع أجوبتها لأخذ الموافقة الشكلية عليها من المتقدمين للتسوية، وبالتالي تصوير الإجابات على أنّها من المدنيين فقط.

ولعلّ حساسية المنطقة الجنوبية أكثر ما تكون كونها متاخمة للحدود مع إسرائيل التي كانت تلعب فيها دوراً أساسياً، من خلال تقديم العلاج لعناصر المعارضة، فكان لا بد لعناصر النظام من سؤال المدنيين وعناصر المعارضة الذين سجّلوا أسمائهم في التسوية عن دخولهم إلى إسرائيل، ومن تكون إجابته نعم، فإنّه سيواجه تحقيقاً إضافياً وأكثر تعقيداً ليشرح فيه ما عاينه خلال هذه الزيارة.

وعند نهاية جلسة التسوية يبصم المتقدم على أوراق الإفادة التي أدلاها، وينتظر مدة أسبوع ليحصل على بطاقة تسوية ليتنقل عبرها بين مناطق سيطرة النظام في كافة سوريا، بحسب ما أعلن ضباط النظام الموجودين في المنطقة.

وبهذا فإنّ عملية التسوية تُعتبر شكلية في غالبها، كونها تعتمد على نماذج موحدة لجميع المطلوبين، ومن الممكن أنّ تكون “مخدر” للمدنيين وعناصر المعارضة الذين رفضوا الخروج من المنطقة، إلى أنّ تتمكن قوات النظام من استعادة قوتها الأمنية في المنطقة، بحسب ناشطين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.