يدخلونها بمواعيد محددة ويعيشون على أطرافها.. داريا عودة منقوصة

يدخلونها بمواعيد محددة ويعيشون على أطرافها.. داريا عودة منقوصة

سليمان مطر – ريف دمشق

ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي مطلع الشهر الحالي بخبر سماح قوات النظام لأهالي #داريا في #الغوطة_الغربية بالعودة إلى منازلهم، بعد سنوات من تهجيرهم منها، حيث شهدت مواجهات بين المعارضة وقوات النظام، وتدمير قسم كبير من المدينة المتاخمة للعاصمة #دمشق.

ولم تكن عودة أهالي داريا كما هو متوقع، حيث لم يسكن سوى عشرات الأسر في منازلهم على أطراف المدينة، وبقي مئات الآلاف من المدنيين يواجهون مرارة النزوح في المناطق القريبة من المدينة، بسبب عدم توفر أدنى مقومات الحياة، وانعدام الخدمات، إضافةً لحاجة المنازل المتضررة بنسبة قليلة والقابلة للسكن لتعديلات وإصلاحات كبيرة، ونقل مخلفات القصف منها، وهو ما لا يستطيع المدنيين تحمله دون دعم حكومي.

عبد الواحد الديراني (أحد الذين تمكنوا من زيارة منازلهم في داريا) أكدّ لموقع الحل أنّه لا يوجد حتى الآن عودة فعلية لأهالي داريا إلى المدينة، مشيراً إلى انعدام الخدمات، حيث لا يوجد كهرباء ولا ماء، ولا حتى خدمات الاتصالات والانترنت، وهذه ظروف صعبة للغاية لا يمكن لأحد تحملها.

وتابع المصدر أنّ إجراءات الحكومة المتعلقة بالسماح للمدنيين بدخول المدينة معقدة، حيث يتم تسجيل أسماء الراغبين بالعودة وتقديمها لمجلس المدينة، الذي يقدمها بدوره للجهات الأمنية التابعة للنظام ليتم الموافقة عليها، ومن ثم يسمح لهم بدخول المدينة صباحاً ومغادرتها قبل الخامسة مساءاً، وفي هذا الوقت لا يمكنهم سوى تفقد المنازل دون تحسين أي شيء فيها.

وأضاف الديراني أنّ معظم المدنيين الذين تم السماح لهم بدخول المدينة بيوتهم إما مدمرة أو مسروقة بشكل كامل، ومن حالفه الحظ وجد ذكرياته البسيطة وأوراق الملكية لمنزله أو أرضه بين ركام المنازل التي تم تدميرها أو تعفيشها.

في حين ذكر الناشط محمد سليمان لموقع الحل أنّ النظام استغل إعلان الدخول إلى داريا إعلامياً إلّا أنّه لم يساعد أهالي داريا على العودة إلى منازلهم، فبالرغم من الضخ الإعلامي الكبير إلّا أنّه لم يقدم أية خدمات لهم، فعدادات المياه تمت سرقتها بعد تركيبها من عناصر النظام، والكهرباء غير موجودة نهائياً، إضافةً لعدم السماح للمدنيين بإدخال آليات لتعزيل منازلهم من مخلفات القصف، وإجبارهم على شراء مواد البناء منه بأسعار مختلفة عن أسعار السوق.

وأكدّ سليمان أنّ عناصر النظام الموجودين على مداخل داريا يقومون بطلب مبالغ مالية من المدنيين الراغبين بالدخول وتفقد منازلهم، على الرغم من إعلان السماح للجميع بالدخول دون الحاجة لدفع أي شيء، حسب قوله.

وبهذا فإنّ عودة المدنيين إلى مدينة داريا لم تتم حتى اليوم، ليبقى بذلك عشرات الآلاف من المدنيين مهجرين في رحلة نزوح طويلة، بدأت منذ 2012 ولا تزال مستمرة حتى اليوم، ولا أحد يعلم هل ستنتهي هذه الحالة قريباً أم أنّ “العودة” باتت “حلماً كما العودة إلى فلسطين”، بحسب ناشطين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.