“معرض دمشق الدولي” يكشف حجم تأثر إيران بالعقوبات الأميركية

“معرض دمشق الدولي” يكشف حجم تأثر إيران بالعقوبات الأميركية

بسام الحسين – دمشق

“السير بطريق العزلة الاقتصادية أو تغيير السلوك”، خياران وضعهما الرئيس الأميركي (دونالد ترامب) أمام طهران وموسكو للخروج من مأزقهما الحالي، وستفرض العقوبات على عمليات شراء النظام الإيراني للدولار الأمريكي، وعلى تجارة المعادن الثمينة، وعمليات نقل المعادن كالألومنيوم داخل وخارج #إيران، وقطاع السيارات الإيراني.

كما ستطال العقوبات المعاملات #التجارية التي تعتمد على التومان الإيراني في الاستيراد والتصدير، وعقوبات تلاحق الحسابات البنكية التي تحتفظ بمبالغ كبيرة من التومان خارج إيران.

إيران رائدة صناعة “البروباغندا” في القرن 21

لطالما رددت وسائل إعلام النظام عن حجم التطور الصناعي الذي وصلت له إيران، وأنها باتت تقارع أعتى الدول من حيث الصناعات المتطورة والثقيلة، إلا أن جناح إيران في “معرض دمشق الدولي” الأخير بدا خاليا من أي نوع من هذه الأسلحة، وخلال زيارة المعرض بدا واضحا أن جناح إيران الذي ضم نحو 33 شركة جلّها أعمال شبه يدوية وصناعات خفيفة من شأنها أن تصنع محليا، وغالبيتها تتضمن صناعات خاصة بالحمامات والتمديدات الصحية، وكانت سيارة “سايبا” سيئة الصيت بالنسبة للسوريين.

محمد عماد (أحد زاور المعرض) الذي التقيناه يجول في الجناح الإيراني تحدث لنا بالقول: “جذبني الجناح الإيراني لكثرة الكلام عن مركبات فضائية مصنعة فيها من شأنها الوصول إلى المريخ، وكذلك الأمر عن وصول أسلحة من شأنها قصف تل أبيب من طهران، إلا أن المفاجأة كانت ببعض الخلاطات ومرشات المياه والكثير من البروشورات والكتب التي تحث على اتباع المذهب الشيعي”.

تراجع القدرة الاقتصادية لإيران بدا واضحا بعد عقوبات ترامب الأخيرة التي وصفت بأنها الأشد في التاريخ وهذا ما أكده الخبير الاقتصادي (مبارك أبو صلاح) حيث قال: “قد لا نتفاجأ اذا أدت العقوبات الجديدة لانهيار كامل للاقتصاد الإيراني، فمنذ سقوط الشاه وظهور الملالي كان معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي لإيران نحو 1.5 % سنويّاً، وهذا أقل من المعدَّل السنوي لنموّ السكان البالغ 2.6%ً، وتَوسُّع حجم الاقتصاد لا يتناسب مع نموّ السكان، كما أن صادرات الخام الإيراني انخفضت نتيجة العقوبات مليون ومئتي ألف برميل يوميّاً، ومعه ستنخفض الإيرادات الحكومية بمقدار 75 مليون دولار يوميّاً بالأسعار، وإيرادات النفط أكبر الموارد المالية المكونة للاحتياطي الإيراني من العملات الأجنبية.

ويستشهد أبو صلاح بقاعدة “رأس المال جبان”، ويؤكد بأن “الوضع الجديد سيؤدي لهروب رأس المال الأجنبي وبالتالي ستعجز الاستثمارات المحلية عن دفع عجلة النمو، وخرج حتى الآن نحو 48 مليار دولار، ولا تستطيع الاستثمارات المحلية أن سعر الفائدة المحلي نحو 27%.

كل هذه العوامل ستكبل النظام الإيراني من الاستمرار بدعم النظام المتهاوي في سوريا وحلفاؤه في اليمن بحسب أبو صلاح، فالنظام البنكي الإيراني متعثر ومكبل بالديون المعدومة، وبالتالي من غير المستبعد أن يعتمد دفع  رواتب ميليشياته في دول الانتشار بالعملة المحلية التي باتت اليوم من أرخص #العملات حول العالم مع البوليفار الفنزويلي حيث أن 100 دولار تساوي 4.5 مليون تومان.

وتميز “معرض دمشق الدولي” في دورته الستين بمشاركة دول تعاني اقتصاداتها من مشاكل جوهرية وتعيش فساد أشبه ما يكون بالفساد الذي أوصل سوريا للانفجار الكبير، والدول هي: #روسيا وفلسطين والسودان وإيران وأبخازيا وبيلاروس وباكستان واليمن وأرمينيا وإندونيسيا والعراق وجنوب أفريقيا وبلغاريا والتشيك والبرازيل ومقدونيا وفنزويلا وكوبا وكوريا الشمالية وأفغانستان وأوسيتيا الجنوبية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة