حمزة فراتي

خسر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في أواخر 2017، أكثر من 95% من مساحة محافظة دير الزور التي كانت تحت سيطرته عدا ثلاثة أحياء بداخل المدينة (الجورة والقصور وهرابش) ، حيث بدأت خسارته تلك، بتمكن قوات النظام مدعومة بالقوات الرديفة لها، في شهر سبتمبر 2017 من كسر الحصار الذي فرضه على الأحياء السابقة لأربع سنوات متتالية، وذلك بعد التقاء القوات المهاجمة من غرب المدينة بتلك التي كانت محاصرة داخل مقر الفوج 137، المتصل بالأحياء المذكورة، تلتها سيطرة ذات القوات على كامل الريف الغربي للمدينة خلال الشهر ذاته.

أعلن النظام في نوفمبر 2017 استعادته السيطرة على كامل مدينة دير الزور، بالتزامن مع إعلان رئيس الوزراء العراقي، حيدر عبادي، النجاح في استعادة قضاء القائم غربي البلاد، آخر معقل للتنظيم في #العراق.

عن أهم المواقع والمناطق التي خسرها التنظيم خلال الأشهر السابقة وانحساره في جيوب صغيرة بأقصى شرق المحافظة، تحدث محمد سعيد العلي 36 عاماً (من مدينة الزور ومعتقل سابق لدى التنظيم) لموقع الحل، عن هذه المناطق، وبدأها “بمدينة الميادين، والتي اعتبرها التنظيم عاصمته في دير الزور، حيث أعلن النظام سيطرته عليها وباقي القرى والبلدات المحيطة بها في الرابع عشر من أكتوبر 2017 وذلك بعد معارك عنيفة بين التنظيم وقوات النظام أسفرت عن مقتل وجرح المئات من المدنيين ونزوح قرابة 400 ألف آخرين، ودمار كبير في المدينة والتي كانت ملجأ لقادة التنظيم الفارين من القتال في الرقة ودير الزور، بحسب العلي، كما كانت أيضاً، نقطة رئيسية في السباق بين الأطراف المتنازعة في المنطقة (أمريكا وإيران ورسيا) من أجل السيطرة على محافظة دير الزور الغنية بالنفط.

السيطرة على مدينة الميادين وريفها من قبل النظام، تزامنت مع سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الضفة الأخرى لنهر الفرات (خط الجزيرة) على #حقل التنك النفطي، والذي يعد ثاني أكبر حقل للنفط في سوريا، وذلك بعد معارك شرسة خاضتها مع مقاتليه وبغطاء جوي من قبل طيران التحالف الدولي، حيث تسيطر قسد اليوم على جميع حقول النفط والغاز والمنشآت النفطية في الضفة الشرقية لنهر الفرات بعد انسحاب التنظيم منها، بما فيها حقل العمر أكبر حقل نفطي في سوريا من حيث المساحة والإنتاج، ويقع على بعد نحو عشرة كيلومترات شمالي مدينة الميادين.

البوكمال

فيما تمكنت قوات النظام مدعومة بمليشيات إيرانية وبغطاء جوي روسي في تشرين الثاني 2017 من اقتحام البوكمال والسيطرة عليها من محورين رئيسيين: الأول من الشرق والجنوب الشرقي انطلاقاً من الأراضي العراقية، وتتولاه ميليشيات #حزب_الله و #الحشد_الشعبي والحرس الثوري الإيراني، أما المحور الثاني فمن جهتي الجنوب والجنوب الغربي وتولته قوات النظام.

أما من المحور الجنوبي، من الجهة الموازية للحدود السورية-العراقية، فقد تمكنت قوات النظام من الالتقاء مع الميليشيات المتقدمة من الأراضي العراقية، بالقرب من قرية الهري.

تعتبر مدينة البوكمال الاستراتيجية الحدودية مع العراق، آخر وأكبر معاقل التنظيم في محافظة دير الزور، وذلك بعيد سيطرة قوات النظام والميليشيات الرديفة على كامل مدينة دير الزور، وهي ثاني أكبر منطقة إدارياً في المحافظة، بحسب العلي.

مناطق استولت عليها قسد مؤخراً

تمكنت قسد في كانون الأول 2017 وبغطاء جوي مكثف من التحالف الدولي، من السيطرة على قرى وبلدات الشعيطات (أبو حمام والكشكية وغرانيج) بعد قتال دام لمدة يومين بينها وعناصر التنظيم، والذي انتهى بانسحاب الأخير باتجاه مدينة #هجين أهم معاقله المتبقية في المنطقة.

وأخذت منطقة الشعيطات، والتي لها أهميتها ورمزيتها في الحرب على التنظيم نتيجة سقوط المئات من أهاليها قتلى على يد عناصر داعش، بعد إنهاء ثورتهم ضده في 10 آب/أغسطس 2014، بوحشية منقطعة النظير مثل فيها بالقتلى وصلب أجسادهم وقطع رؤوسهم قبل أن يهدم منازلهم أيضاً، وفق محمد الراشد (من سكان بلدة أبو حمام).

خسارة التنظيم لمدينة البوكمال ومعظم قراها ووقوعها تحت سيطرة النظام والمليشيات الإيرانية الموالية له، إلى جانب تقدم قسد من الجهة المقابلة واقترابها من جيوبه الأخيرة وخاصة بعد سيطرتها على بلدة الباغوز في مطلع الشهر الجاري، شكل صدمه كبيره لعناصر التنظيم الذين يحاول أغلبهم الانشقاق والهروب.

لازال يسيطر التنظيم على مساحة 1200 كم مربع من أجمالي مساحة محافظة ديرالزور الكلية و البالغة 33 ألف كم مربع، متمثلة بقرى الشعفة والسوسة وأبو الحسن ومدينة هجين والتي تعد أهم وآخر معاقله شرق نهر الفرات، وتدور في محيطها اشتباكات مستمرة في محاولات للسيطرة عليها من جانب قسد، كما يسيطر التنظيم أيضاً على مناطق من بادية دير الزور (شامية)، وقرية معيزيلة ومحيط حقل الكم النفطي.

يلفت المصدر إلى أنه “بعد سيطرة قسد بساعات قليلة على بادية الشعفة في مطلع أغسطس الماضي، بدأ التحالف بقيادة واشنطن بإنشاء قاعدة عسكرية في تلك المنطقة، ويأتي إنشاء هذه القاعدة بهدف تسهيل عمليات الإمداد اللوجستية لقسد وتثبيت النقاط التي تمت السيطرة عليها في تلك المنطقة”.

قتلى التنظيم خلال الأشهر الماضية

لا توجد إحصائية دقيقة لعدد قتلى التنظيم خلال الأشهر القليلة الماضية لأن الأخير لا يصرح بعدد قتلاه، ناهيك عن الصعوبة في الحصول على معلومات دقيقة عن هذا الموضوع في ظل التشديد الأمني الذي يفرضه أمنيوه على المدنيين في المنطقة، بحسب م. ن ( وممرض في أحد مشافي التنظيم في المنطقة) والذي أعطى عدداً تقريبياً يتجاوز 1600 عنصراً قتيلاً خلال الأشهر الأربع الماضية، عدا الإصابات.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.